القاهرة 4 أبريل 2017 / اعتبر اللواء محمد غباشي مساعد رئيس حزب (حماة الوطن) المصري، سيطرة الجيش على منطقة جبل الحلال في سيناء "إنجاز عسكري"، و "خطوة كبيرة جدا نحو القضاء على الإرهاب".
وأعلن الجيش المصري يوم (الأحد) الماضي، سيطرته الكاملة على منطقة "جبل الحلال"، أكثر المناطق خطورة في سيناء، وتطهيرها من الإرهاب، بعد ستة أيام متواصلة من التمشيط والقتال ضد العناصر التكفيرية.
وعثرت القوات داخل الجبل على ميادين رماية في أماكن تشبه الكمائن الخاصة بالجيش للتدريب على اقتحامها، واكتشفت 24 كهفا وثماني مغارات بداخلها مخازن ذخيرة وأسلحة بكميات هائلة.
وضبطت القوات كذلك 29 دراجة نارية معدة للتفخيخ، وعبوات ناسفة معدة للاستخدام، وكميات كبيرة من المواد المتفجرة مثل سي فور والانفو ونترات الأمونيوم، بالإضافة إلى ورش لتصنيع دوائر النسف، وأجهزة للكشف عن الألغام، ووسائل الاتصالات اللاسلكية.
وقال غباشي وهو لواء جيش متقاعد، في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، إن " الإرهاب في مصر مختلف عن مثيله في الدول الاخرى" لعدة أسباب، أولها طبيعة الأرض في المناطق التي تتواجد فيها العناصر الإرهابية بمحافظة شمال سيناء شديدة الوعورة، وتضاريسها تمكن الإرهابيين من الاختباء لفترة طويلة.
وتابع " كما أن هذه العناصر الإرهابية هم من أبناء وسكان هذه المناطق، ويختبئون وسط القبائل، ويستخدمون أسلوب الدروع البشرية".
وأردف غباشي " مع نجاح القوات المسلحة في تطهير رفح والشيخ زويد من الإرهابيين، وتدمير الانفاق كوسيلة تهريب من وإلى سيناء، تمركزت العناصر الإرهابية في منطقة جبل الحلال، التي تزخر بكهوف عديدة، تمكن هذه العناصر من الاختباء من المراقبة سواء بالطائرات او بالعين، وأقامت هذه العناصر فيها تجهيزات هندسية وغرف عمليات حديثة"، اكتشفتها قوات الجيش لاحقا.
ورأى أن سيطرة الجيش على منطقة جبل الحلال " سيقلل إلى حد كبير من نشاط العناصر الإرهابية" في شمال سيناء، موضحا أنه " مهما كانت قوة الجيوش النظامية فإنه من الصعب وقف الإرهاب تماما".
وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية تسعى بمساعدة عناصر استخباراتية خارجية إلى " استمرار حالة الشعور بعدم الأمان التي تضر بالاقتصاد والاستثمار والسياحة" في مصر، لاسيما بعد أن فشلت محاولة هذه الجماعات في عام 2014 في إقامة إمارة إسلامية في سيناء.
ورد على سؤال حول مدى تضرر التنمية في مصر من الإرهاب، بقوله إن " الإرهاب أثر بشكل مباشر على الحالة الاقتصادية لمصر، فهو يهدد عملية الاستثمار، ويكاد يوقفها في المناطق التي تتواجد فيها الجماعات الإرهابية".
وزاد إن " عائدات السياحة كان من المفروض ان تتجاوز 12 مليار دولار سنويا، لكن الإرهاب أثر عليها جدا خاصة مع سقوط الطائرة الروسية، ما أدى لانخفاض هذه العائدات "، كما أن " توجه الدولة كلها لصالح مكافحة الإرهاب".
وتابع غباشي " كنت احاضر في ندوة عن الأمن القومي بمدينة العريش أخيرا وفوجئت بأن كل الورش والمحلات مغلقة حتى سيارات الفنطاس التي تنقل المياه إلى المناطق المحرومة منها استهدفها الإرهاب"، ما يشكل استنزافا للموارد والمرافق والمنشآت.
وقال إن عناصر نقاط التفتيش على طرق ومحاور شمال سيناء عادة ما تعطى طعاما ومياها للبدو الذين يمرون من هذه النقاط، وأحد العساكر أكد لي أن بدويا أتي لنقطة التفتيش وتناول الطعام مع عناصرها ثلاثة أيام متتالية ثم فجر نفسه في نقطة التفتيش لاحقا.
وأكد أنه " لو أي دولة أخرى غير مصر واجهت هذا الكم من العدائيات في الداخل والخارج لسقطت، ولولا قوة ومهارة القوات المسلحة والشرطة في مقاومة الإرهاب لسقطت مصر أو على الأقل تمكن الإرهابيون من إعلان إمارة إسلامية".
وأشار إلى أن الدعم الخارجي لمصر في مكافحة الإرهاب "ضعيف"، منوها بأن " مصر تكافح الإرهاب لوحدها، بل أن هناك عدد من أجهزة المخابرات بدول عربية وإقليمية تدعم الإرهاب في مصر بالمال والسلاح وأجهزة الاتصالات الحديثة.
وحول كيفية دخول هذه الأسلحة إلى مصر رغم تدمير الأنفاق بشمال سيناء، قال غباشي إن " خط الحدود المصرية كبير جدا، كما أن منطقة جبل الحلال مثلا جزء منها خارج الحدود المصرية وصعب السيطرة عليه"، فضلا عن وجود قوى إقليمية ودولية لا تريد الاستقرار لمصر.
وعن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية لواشنطن، رأى السياسي المصري أن هناك "توافقا شخصيا" بين السيسي ونظيره الامريكي دونالد ترامب، مدللا على ذلك بقول الرئيس المصري إنه راهن قبل الانتخابات الأمريكية على ترامب الذي يملك شخصية متفردة.
وأردف غباشي إن مصر، نتيجة فتور علاقاتها مع واشنطن في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الذي اتبع سياسة خاطئة، سعت إلى تنامي العلاقات مع روسيا، وهذا يقلل من مساحة التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط وفي مصر على وجه الخصوص.
و"ترامب أراد أن يعود بقوة إلى علاقات طيبة مع مصر، التي لها دور كبير وحيوي على المستوى الإقليمي"، وأضاف غباشي.
وزاد " ترامب يريد أن يعود بقوة للمنطقة العربية بعد فشل إدارة أوباما في كل الملفات العربية، ومصر هي نقطة الارتكاز القوية في المنطقة".
وعن استئناف المساعدات العسكرية الامريكية لمصر، قال إن هذه المساعدات التي تقدر بحوالي 1.3 مليار دولار تم النص عليها في اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع اسرائيل، وتمثل حاليا مع المساعدات الاقتصادية رقما ضئيلا جدا ومتواضعا.
وتوقع غباشي استئناف هذه المساعدات بشكل كامل، بل وحدوث " زيادة كبيرة في التعاون العسكري والاقتصادي لأن إدارة ترامب تعي تماما أن الدعم العسكري لمصر يعود بفائدة مباشرة على الأمن والسلم الدوليين بما فيه أمن وسلم أمريكا ومصالحها في الشرق الأوسط".