صنعاء 4 أبريل 2017 / باتت مناطق واسعة في اليمن تطفوا على شبكات واسعة من حقول الالغام التي تترصد المواطنين وسط ضعف امكانية المواجهة واستمرار زراعة حقول جديدة في مناطق تشهد صراعات مسلحة.
وتحدثت تقارير محلية يمنية ان جماعة الحوثي وحلفائها من قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، زرعت أكثر من 250 الف لغم مختلف الاحجام والاشكال في عدد من المحافظات منذ بدأ الحرب في البلاد قبل أكثر من عامين.
وتمكنت القوات الحكومية من نزع أكثر من 20 الف لغم من بعض المناطق التي حررتها - خاصة في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة مأرب - من قبضة الحوثيين، حسبما أفادت تقارير احصائية للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام.
وبحسب التقارير فان أكثر من 3 ملايين يمني بما فيها اعداد كبيرة من النازحين في عدد من المحافظات اليمنية.
ويتزامن اليوم الرابع من ابريل مع اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الالغام في حين تترصد شبكات واسعة من حقول الالغام العشوائية بالمواطنين في اليمن.
وتواجه اليمن ضعفا كبيرا في الفرق الفنية لمواجهة اخطار الالغام في حين ما تزال الجماعات المسلحة مستمرة في زرع حقول جديدة بالتزامن مع استمرار الصراع.
وقالت الأمم المتحدة، إن اليمن تواجه معركة شديدة الوعورة في التخلص من مخاطر المتفجرات.
وقال جيمي مك جولدريك، منسق الامم المتحدة بصنعاء، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة في التعامل معها، إن الصراع الدائر في اليمن نجم عنه زيادة مطردة في اتساع نطاق التلوث بمخاطر المتفجرات كالألغام الأرضية والعبوات الناسفة وذخيرة المتفجرات العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب.
وأضاف "ساهم انتشار هذا التلويث على كافة النطاق الجغرافي للبلد في مضاعفة الصعوبات والتعقيدات الفنية بإزالة هذا التلويث مع استخدام أنظمة أسلحة أكثر حداثة".
وأشار بيان للمنسق الاممي، حصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه، أنه ومنذ أواخر تسعينيات القرن الماضي انهمكت الأمم المتحدة عبر برنامجها الإنمائي ومن خلال العمل مع الشريك الوطني المركز اليمني التنفيذي للتعامل مع الألغام على إزالة مخلفات الحرب من المتفجرات.
وتابع " بحلول العام 2012 كانت اليمن على وشك الإعلان عن أنها قد أصبحت خالية من هذا التلوث الخطير، غير أن الصراع الحالي قد غيب هذا اليوم عن النظر، فقد أصبحت جميع المحافظات ال 22 ملوثة الآن بل ويصل مستوى المخاطر في العديد منها درجات حادة وشديدة ".
وأبدت منظمات حقوقية يمنية مخاوفها من كثافة الالغام التي تتربص بالمدنيين في عدد من المحافظات، ملقية اللوم بشكل اساسي على جماعة الحوثي وحلفائها.
وقالت منظمة (مواطنة لحقوق الانسان)، منظمة حقوقية يمنية، إن على جماعة الحوثي وحلفائها الكف عن الإضرار بالمدنيين، والوقف الفوري لاستخدام الألغام الأرضية في مناطق وأماكن يستخدمها المدنيون في اليمن.
وسجل تقرير للمنظمة، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، "مقتل 57 مدنيا بينهم 24 طفلا وأربع نساء، وجرحت 47 مدنيا اخرين بينهم 21 طفلا وست نساء في ست محافظات يمنية بالالغام زرعها الحوثيون وحلفائهم خلال الفترة من يوليو 2015 إلى اكتوبر 2016".
وقالت رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان رضية المتوكل " إن زراعة الألغام الأرضية في مناطق سكنية جريمة قتل غادرة كونها تأخذ نمط الكمائن الخفية التي يصعب على المدنيين تمييزها وبالتالي تجنبها.. وعلى جماعة الحوثي وقوات صالح وقف هذا الانتهاك الجسيم فورا، وإدراك الآثار الفادحة لسلوك زراعة الألغام في مناطق مدنية على حياة الناس وأروحهم".
على صعيد متصل، وثق مرصد حقوقي يمني مقتل 615 شخصا جراء حوادث انفجار ألغام في عدد من المحافظات اليمنية خلال عامين.
وقال التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان (منظمة حقوقية مدنية) إن "جماعة الحوثي وحلفاءهم، ارتكبت 2258 حالة انتهاك اثر الألغام التي زرعتها في 16 محافظة منذ انقلابها على الشرعية".
وأكد التحالف، أنه وثق 615 حالة قتل جراء حوادث انفجار الالغام ، بينها 101 حالة قتل تعرض لها اطفال يمنيون دون سن السادسة عشر و26 حالة قتل من النساء في حين بلغ عدد القتلى المدنيين 533 شخصا مقابل 82 حالة قتل في اوساط العسكريين.
وأشار التقرير إلى أنه "وثق 924 حالة اصابة جراء انفجار الالغام بينها 160 حالة تعرض لها اطفال و36 حالة تعرضت لها النساء بينما وصل عدد الجرحي المدنيين الى 682 شخصا".
ودعا التحالف اليمني، المنظمات الدولية والدول الاطراف في معاهده حظر الالغام (اتفاقية اوتاوا) للمساعدة في تأهيل فرق زراعة الالغام وتوفير المعدات اللازمة لكشف ونزع الالغام.
وبمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالألغام دعت الامم المتحدة إلى استمرار الجهود التي تبذلها الدول، بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة، للقيام، بتشجيع بناء قدرات وطنية وتطويرها في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام في البلدان التي تشكل فيها الألغام تهديدا خطيرا على سلامة السكان المدنيين، أو عائقا أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية، حسبما ذكر بيان على موقع الامم المتحدة الالكتروني.
وأضاف البيان " تعتبر الإجراءات المتعلقة بالألغام عملا إنسانيا لإنها تنقذ الأنفس".
ويشهد اليمن نزاعا دمويا منذ عامين، وتتسبب الالغام الأرضية بسقوط مدنيين خاصة في تلك المناطق شهدت معارك قبل ان تستعيدها القوات الحكومية من قبضة الحوثيين وحلفائهم.