الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: مفهوم "سيادة البيض"وراء حظر دخول اللاجئين المسلمين إلى الولايات المتحدة

2017:02:08.16:37    حجم الخط    اطبع

بقلم/ تان جيان تشون، رئيس كلية الدراسات الامريكية بمعهد الصين للدراسات الدولية

وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم 27 من شهر يناير على أمر تنفيذي يفرض حظرا فوريا على دخول اللاجئين السوريين إلى أراضي الولايات المتحدة ويعلق استقبال اللاجئين من الدول الأخرى لمدة 120 يوما. ووقف منح تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة للمواطنين من إيران والسودان وغيرهم من رعايا 7 دول لمدة 90 يوما. وفي 3 فبراير الجاري أصدر قاض أمريكي بمدينة سياتل قرارا مؤقتا على مستوى الولايات المتحدة بوقف العمل بالحظر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على دخول المسافرين من سبع دول. ومنذ أن بدأ شد الحبل بين الحكومة والمحكمة، رفعت ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديد دعوات قضائية بـ17 ولاية، وتحدث أكثر من 900 دبلوماسي عن معارضته لهذا الأمر علنا. والآن، لا يجتهد ترامب في فرض اوامره فقط ،وانما فرض وحماية سلطته ايضا.

يعتقد المجتمع الدولي أن تسارع ترامب للوفاء بالتزاماته أثناء الحملة الانتخابية للحد من تدفق المهاجرين، هو قرار يحمل لون العنصرية وبعيد عن المعايير الاخلاقية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى إلغاء حظر السفر الأميركي في أقرب وقت ممكن. وقال أن حماية اللاجئين يزيد صعوبة في ظل اغلاق البلدان حدودها على نحو متزايد. وأن كل دولة في العالم لديها الحق والواجبات في أدارة حدودها، لكن هذا لا ينبغي أن يكون ذات الصلة بالتمييز العرقي أو الديني أو الجنسية.

أن ما يقلق قادة ألمانيا وبريطانيا وكندا وغيرها من الدول الاخرى هو أن قرار حظر السفر الذي وقعه ترامب غير قادر على احتواء الارهاب في العالم اليوم، وأن هذا التمييز قد يساهم في تأجيج المنظمات الارهابية في إنتشار الفكر المتطرف، وزيادة الخلافات بين الدول الاسلامية والولايات المتحدة، وأن العواقب ستكون عكسية. ولكن، يعتقد الراي العام عموما أن ترامب لن يغير قراراته في ظل هذه الضغوطات وفقدان الولايات المتحدة لماء الوجه.

لماذا ترامب وقع أمرا تنفيذيا يفرض حظر اللاجئين المسلمين الى الولايات المتحدة فور توليه منصبه؟ من وجهة نظر سطحية، يعتقد أن المهاجرين لم ياخذوا الوظائف الامريكية فقط، ولكن مصدر الارهاب أيضا. ومن جهة، يعزم ترامب بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك، ومن جهة اخرى الحد من تدفق المهاجرين المسلمين من دول مزقتها الحروب، والهدف حسب ما قدمه ترامب هو " ضمان سلامة الولايات المتحدة". ولكن وفقا لتصريح القاضي، تعاني إدارة ترامب من مشكلتين: أولا، الدستور الامريكي لم يسمح ابدا حظر المهاجرين، ثانيا، الدول السبعة التي شملها أمر الحظر لا تربط مباشرة بالهجمات الارهابية التي نفذت في الولايات المتحدة، عدم كفاية الادلة. لذا اعلنت محكمة الدائرة: اعادة المحاكمة بعد توفر المواد اللازمة. 

وبعد التفكير الجدي، يمكننا أن نقول أن ترامب يحمل مفهوم "سيادة البيض" قويا، الأمر الذي يمكن أن نجده في تركيب فريقه الإداري.

تعتبر التغيرات الكبيرة التي يشهدها هيكل سكان الولايات المتحدة أمرا يقلق ترامب. وفقا لتقرير مكتب الاحصاء الامريكي عام 2014، يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة 318.80 مليون شخص، ويشكل نسبة البيض غير اللاتنيين 62.1 %، ونسبة اللاتينيين 17.4%، والامريكيين من أصول افريقية 13.2%، والاسيويين 5.4%، واعراق مختلطة 2.5%. وأن الجالية من اصول امريكا اللاتينية الاسرع نموا ، حيث بلغ عدد سكان الولايات المتحدة من أصول امريكا اللاتينية في عام 2013 ما مجموعه 54 مليون، وسيصل عدد سكان الجالية من اصول امريكا اللاتينية في عام 2060 إلى 128.8 مليون نسمة، اي ما يعادل 31 % من أجمالي عدد سكان الولايات المتحدة. كما أن الاسيويون هم المجموعة العرقية الثانية الاسرع نموا، وعددهم اليوم 17.21 مليون نسمة ، وسيصل في عام 2050 الى 40.6 مليون نسمة، ما يمثل 9.2% من مجموع عدد سكان الولايات المتحدة.

يعتبر الامريكيون من اصول ألمانية الاكثر عددا، وتصل نسبتهم حاليا اكثر من 15% من مجموع سكان الولايات المتحدة. تليها أيرلندا، بنسبة 10%. وفي تسعينيات من القرن الماضي، بلغ عدد سكان الامريكيين من أصول ألمانية 54 مليون نسمة. وأن ترامب نفسه من أصول ألمانية. كما أن اثنين من رؤساء الولايات المتحدة والداهما ألمانيتين: دوايت أيزنهاور وهربرت كلارك هوفر.

صعود الأقليات العرقية له تاثير علىالبنية الاجتماعية ذات الغالبية البيضاء في الولايات المتحدة. وأن انتخاب أوباما أول رئيس " ملون" في الولايات المتحدة في عام 2008 له علاقة كبيرة بزيادة عدد السكان من الاقليات العرقية. 

إن المهاجرين من بلدان مختلفة وبالأديان المختلفة إلى الولايات المتحدة عبر التاريخ هم الذين أسسوا نظاما سياسيا أمريكيا فريدا، وتطوروا تكنولوجيا متطورة ونظاما إجتماعيا متنوعا. وإن سعي ترامب لحماية هيكل السكان يسوده البيض تحت راية حماية أمن الولايات المتحدة، هو ضد تقاليد الهجرة الامريكية خلال 240 سنة، وسيكون تاثيره سلبيا جدا على التنمية في الولايات المتحدة. وهذا ليس خارج نطاق الامن القوي فقط، ولكن تمييز عنصري خطير أيضا. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×