رام الله 17 يناير 2017 /حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الثلاثاء)، مجددا من نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس ، معتبرا ان ذلك سيكون "عملا أكثر من استفزازي يسيئ لعملية السلام".
وقال عباس للصحفيين عقب ترؤسه جلسة للحكومة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، "نحن قلنا للسيد (الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد) ترامب نتمنى أن لا ينقل السفارة من تل أبيب إلى القدس لأن القدس من وجهة نظر إسرائيل مدينة موحدة وهذا غير صحيح وغير قانوني".
وأضاف عباس، " أن هذا العمل يعطل عملية السلام، ولذلك نتمنى أن يوقف هذا وأن تبدأ المفاوضات على أساس الشرعية الدولية وعلى أساس قرار مجلس الأمن الأخير 2334، وعلى أساس مخرجات مؤتمر باريس وعندما ينتهي كل شي فإن كل طرف يعرف حدوده".
وأردف "نحن نعرف حدودنا على أساس 1967 والقدس الشرقية عاصمتنا عند ذلك يفعلون ما يريدون، ولكن قبل ذلك هذا يكون عملا ليس استفزازيا فقط وإنما أكثر من استفزازي لأنه سيسيئ لعملية السلام ككل".
وكان عدد من مساعدي ترامب صرحوا أخيرا، بأن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس يشكل أولوية كبيرة لديه.
ويبذل الفلسطينيون جهودا كبيرة مع أطراف دولية عديدة بينها روسيا لمنع ترامب من القيام بتلك الخطوة في يوم تنصبه رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير الجاري.
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.
إلى ذلك اعتبر عباس، أن مؤتمر باريس الدولي للسلام كان نجاحا للرئيس الفرنسي فرانسو أولاند والحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي وللفلسطينيين".
وقال عباس "قد لا نكون حققنا كل ما نريد، ولكن يكفي انه جمع 70 دولة و5 منظمات دولية ووضع النقاط على الحروف"، مشيرا إلى أن الأمر "بحاجة إلى متابعة ونحن سنتابعه قريبا مع الرئيس اولاند حتى ننفذ ما تم الاتفاق عليه".
وعقد يوم الأحد الماضي مؤتمر باريس بموجب مبادرة أطلقتها فرنسا قبل نحو عام بحضور ممثلو أكثر من سبعين بلدا ومنظمة وهيئة دولية من دون مشاركة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وذلك سعيا للتأكيد على حل الدولتين والدفع لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين منذ عام 2014.
وجاء انعقاد مؤتمر باريس بعد ان تبنى مجلس الأمن الدولي في 23 ديسمبر الماضي قرارا يدين البناء الاستيطاني الإسرائيلي بأغلبية 14 صوتا مقابل امتناع دولة واحدة عن التصويت هي الولايات المتحدة الأمريكية.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء الصراع.