عقد يوم 15 يناير الجاري بالعاصمة الفرنسية باريس، مؤتمر السلام في الشرق الاوسط في اطار مبادرة فرنسية أُطلقت قبل عام لتعبئة الأسرة الدولية من جديد وحث "الإسرائيليين" و"الفلسطينيين" على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنتين، بمشاركة ممثلين عن نحو 70 دولة، وأصدر المشاركون بيانا ختاميا. وذكرت إذاعة فرنسا الدولية يوم 15 يناير، أن البيان الختامي يجدد الإلتزام بضرورة حل الدولتين، مشددا على "ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي". وقد رحب الفلسطينيون بالقرار الذي اتخذه مؤتمر باريس للسلام ، في حين ترى إسرائيل أن المؤتمر أبعد فرص السلام. وقالت الحكومة البريطانية إن لديها تحفظات بشأن البيان الختامي لمؤتمر باريس، المنعقد قبل أيام من تنصيب رئيس أمريكي جديد، وإنها لن توقع البيان المشترك للمؤتمر.
وحول الدعوة لـ" حل الدولتين " والتعايش السلمي بين الفلسينيين والاسرائيليين، اظهر استطلاع للرأي في عام 2016، أن 51٪ من السكان الفلسطينيين و 59٪ من الإسرائيليين يؤيدون "حل الدولتين". ومع ذلك، فإن شكل الدولة من وجهة نظر الفلسطينيين والإسرائيليين مختلف، مما وصلت عملية السلام في الشرق الاوسط الى طريق مسدود .
ويعتقد الجانب الفلسطيني، أن اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334 الذي كرر مطالبة إسرائيل بأن توقف فورا وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وعقد الحكومة الفرنسية مؤتمر باريس فرصة مهمة لتعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط. وتعارض إسرائيل مشاركة المجتمع الدولي، وقال الرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من مرة أن اسرائيل لن تشارك في مؤتمر دولي للسلام، لان هذا الاجتماع لن يساعد على تحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ورفض الجانب الإسرائيلي المشاركة في اجتماع باريس معتبرا ايهاه بـ " اللعبة". لذلك ، فإن آفاق مؤتمر باريس ومصير "حل الدولتين" لا يزال يواجه الكثير من المقاومة مستقبلا.
وعلقت صحيفة " الاهرام " المصرية": " إسرائيل لا تخاف أبدا". في السنوات الاخيرة، الحكومة الاسرائيلية لم تتوقف عن بناء المستوطنات اليهودية، وخاصة في النصف الاول من عام 2016، حيث شهد بناء المستوطنات في الضفة الغربية ارتفاعا بشكل حاد. ولم تتوقف اسرائيل عن بناء المستوطنات ، بالرغم من أن هذا السلوك يعتبر انتهاكا للقانون الدولي. ويسكن ما يقرب 600 ألف اسرائيلي في المستوطنات اليهودية التي بنيت على الأراضي الفلسطينية. " ويهدد استمرار التوسع في المستوطنات اليهودية غير الشرعية حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني و" حل الدولتين"." قالت صحيفة " الاهرام".
بالإضافة إلى قضية المستوطنات، فإن العقبة الرئيسية أمام تعزيز عملية السلام هو انعدام الثقة بين الجانبين. في الآونة الأخيرة، تعاني المنطقة من الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. ووفقا للاحصاءات، منذ اكتوبر عام 2015، لقي نحو 230 فلسطينيا مصرعهم على يد قوات الامن الاسرائيلية، ولقي اكثر من 40 اسرائيلي مصرعهم في الهجوم. حاليا، عملية السلام المطولة لم تؤدي فقط الى هجمات عنيفة متكررة ، ولكن ايضا الى مزيد من تقويض الثقة بين الطرفين ، وجعل السلام أكثر بعدا.
من ناحية أخرى، تصب الكثير من تصريحات ترامب رئيس الولايات المتحدة الجديد في مصلحة اسرائيل، ما قد تصبح احتمالات السلام الاسرائيلي الفلسطيني أمرا بعيد المنال. وأن التغيرات في العلاقات بين الولايات المتحدة وأسرائيل تؤثر في واقع عملية السلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية" .قالت" جوردان تايمز ". ومع ذلك، تعتقد مجلة "فورين بوليسي" الأميريكية أن تولي ترامب السلطة سينهي موقف حكومة أوباما في القضية الفلسطينية ـ الاسرائيلية، والذي يدعم محادثات السلام حينا ويقدم المساعدات العسكرية لاسرائيل حينا آخر. وأشار بعض المحللين إلى أن الحكومة الأمريكية الجديدة موالية لإسرائيل ستقود التغيير في الموقف الامريكي من القضية الفلسطينية ـ الاسرائيلية ، وسيواجه آفاق محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحديات أكثر صعوبة.