رام الله 28 ديسمبر 2016 /أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء)، التزامه "بالسلام العادل كخيار استراتيجي" وذلك بعد تأكيد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على حل الدولتين لتحقيق السلام وحل الصراع الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات في بيان تلاه باسم عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية ، إنه "في حال وافقت الحكومة الإسرائيلية على وقف النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشكل متبادل، فإن القيادة الفلسطينية على استعداد لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي".
وأضاف عباس ، أن استئناف مفاوضات السلام يجب أن يتم "ضمن سقف زمني محدد وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بما فيها قرار مجلس الأمن الأخير 2334" الذي صدر يوم الجمعة الماضي وندد بالبناء الاستيطاني الإسرائيلي وطالب بوقفه.
وأعرب عباس، عن قناعته التامة "بإمكانية التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم على أساس مبادرة السلام العربية والمرجعيات المحددة، وبما يضمن إنهاء الاحتلال بشكل تام ويؤدي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، وبما يضمن حل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها اللاجئين والأسرى استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة".
كما أكد أنه سيستمر في التعاون بشكل وثيق مع فرنسا لإنجاح المؤتمر الدولي للسلام، الذي تنوي عقده منتصف الشهر القادم "بما يضمن إطلاق عملية سلام ذات مصداقية وعلى أساس مرجعيات القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وفترة زمنية محددة وآليات متابعة دولية جديدة".
وكان كيري قال خلال مؤتمر صحفي في مقر الخارجية الأمريكية في واشنطن حول موقف إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما من حل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، إن "حل الدولتين هو الحل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وأضاف "التزمت إدارة الرئيس أوباما تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وعملت من أجل تحقيقه وفق حل الدولتين وهو الطريق الوحيد للسلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويمكن أن يؤمن مستقبل إسرائيل لتعيش بسلام وأمن مع جيرانها".
وأكد كيري، أن "التوجهات على أرض الواقع من عنف وإرهاب وتحريض وتوسيع للمستوطنات واحتلال لا تبدو لها نهاية كلها أمور تدمر آمال السلام عند الطرفين وترسخ بشكل متزايد واقع دولة واحدة لا يمكن تغييره ولا يريده أغلب الناس".
وشدد على أن "صداقة الولايات المتحدة مع إسرائيل لا تعني أنها تقبل أي سياسة تتعارض مع مصالحها ومواقفها، الأصدقاء يجب أن يقولوا لبعضهم البعض الحقائق المرة، والصداقة تتطلب احتراما متبادلا".
ودعا كيري الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إلى القبول بحل الدولتين وفقا لحدود عام 1967 مع إمكانية تبادل الأراضي وتعويض الفلسطينيين المتضررين.
ورأى كيري، أن القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، مكررا دعوته للفلسطينيين إلى الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
من جهته عقب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لوكالة أنباء ((شينخوا)) على خطاب كيري قائلا، إنه "لم يأت بأي جديد بل حاول أن يلخص تجربته في السنوات الأربع الأخير وتحديدا في فترة التسعة اشهر التي أشرف فيها على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".
وأضاف المالكي، أن "هذه المواقف نوقشت، وهناك رأي فلسطيني حولها ولكن في الملاحظات السريعة التي يمكن الحديث حولها هو محاولة تمريره ليهودية دولة إسرائيل ضمن رؤية انتقائية عبر حديثه عن دولتين لشعبين يهودي وفلسطيني".
وأردف أن كيري "لا يستطيع أن يكون انتقائيا في قراءته لقرار الأمم المتحدة رقم (181) لعام 1947 وهو قرار التقسيم الذي تحدث عن دولتين فلسطينية ويهودية، ونحن ندعوه إذا كان يريد أن يتبنى القرار أن يتبناه برمته وبكل عناصره أما أن يكون انتقائيا ويختار بندا من بنوده ويترك البنود الأخرى التي تتحدث عن المساحة الكلية التي تعطى دولة فلسطين فهذا غير مقبول".
وشدد المالكي، على أن الموقف الفلسطيني يقضي بأن أي ترتيبات أمنية للحل مع إسرائيل " لن تكون على الإطلاق على حساب الأرض والإنسان الفلسطيني بأي حال من الأحوال".
وأشار إلى أن عباس سبق أن أعلن موافقته على تواجد قوات دولية في الأرض الفلسطينية لفترة غير محددة وبأعداد غير محددة وبما فيها قوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتوفر ضمانات أمنية لإسرائيل وفي نفس الوقت أيضا ضمانات أمنية لفلسطين.
وقال "نحن نعاني كثيرا من الجانب الأمني والانتهاكات الأمنية الإسرائيلية ونحن نشاهد يوميا كيف أن إسرائيل لم تلتزم بالتزاماتها حول اتفاقية اوسلو، وهناك خروقات يومية تتم عبر اجتياحات متكررة للمناطق الفلسطينية، بالتالي نحن بحاجة لكل الضمانات المطلوبة في الجانب الأمني عبر قوات دولية".
وأضاف "أما الحديث عن توفير الاحتياجات الأمنية المطلوبة لإسرائيل دون أن يتم ربطها بضمان أن الأرض الفلسطينية ستكون أرضا مستقلة محررة تماما من أي وجود إسرائيلي كان ذلك جنديا أو مستوطنا فهذه قضية يجب أن يتم حسمها".
وكان خطاب كيري جاء بعد تبنى مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي في جلسة تصويت له في نيويورك مشروع القرار المناهض للبناء الاستيطاني بأغلبية 14 صوتا مقابل امتناع دولة واحدة عن التصويت هي الولايات المتحدة الأمريكية.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.