الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: السياسة الايرانية بين الاعتدال والتطرف

2017:01:12.14:45    حجم الخط    اطبع
تعليق: السياسة الايرانية بين الاعتدال والتطرف

بقلم/جين ليانغ شيانغ ، باحث مشارك في معهد الدراسات الدولية بشنغهاي

توفي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، مساء يوم 8 يناير الجاري بسبب إصابته بنوبة قلبية في أحد مستشفيات شمال طهران. وكان هاشمي رفسنجاني أحد الشخصيات الاكثر تاثيرا في السياسة الداخلية بعد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وهو ممثل المعتدلين البرغماتيين في ايران، ووفاته سيكون له تأثير كبير على السياسة الداخلية والخارجية الايرانية.

القوى السياسية في ايران تشمل المحافظين المتطرفين، والمحافظين التقليديين، والمحافظين البرغماتيين، والاصلاحيين. وعلى الرغم من أن هذه الفضائل الاربعة هي قوى داخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لكن من الواضح أنها تختلف في ما يخص في كيفية الحفاظ على القيم الاسلامية والنظام الاسلامي، والسياسة الخارجية تجاه الغرب. حيث يدعو المحافظين المتطرفين والمحافظين التقليديين لمواجهة الولايات المتحدة ودول غربية أخرى للحفاظ على أمن وشرعية النظام الإسلامي. ومن ناحية اخرى، يدعو المحافظين البراغماتيين والاصلاحيين لتحسين العلاقات مع الغرب حتى تندمج في النظام الدولي، من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية في إيران، وتعزيز مكانتها الدولية.

وعلى الرغم من أن لدى المحافظين البراغماتيين والاصلاحيين افكار مختلفة في الشؤون الداخلية والخارجية، ولكن الدافع السياسي مماثل، وفي الواقع، تحالفت القوتان بعد عصر الخميني وحولت الى قوة مضاة للمحافظين المتشددين والمحافظين التقليديين. والاول معروف بالمعتدل والتالي بالراديكالي.

وقد لعب رفسنجاني دورا هاما في تشكيل الوضع الحالي في ايران. وخلال فترة توليه منصب رئيس الجمهورية الإيرانية من 1989إلى 1997 ، تم تعيين عدد كبير من النخبة السياسية الاصلاحية. وبعد نهاية ولايته، بقي الراعي والداعم للمحافظين البرغماتيين والاصلاحيين. 

ستؤثر وفاة رفسنجاني كثيرا على الوضع السياسي الداخلي في إيران. وأن فقدان المحافظين البرغماتيين والاصلاحيين زعيمهم، في المقابل، سيعزز من قوى المحافظين المتطرفين والمحافظين التقليديين. مما قد يحرك كفة الميزان لصالح القوى المتطرفة. 

أن وفاة رفسنجاني سيكون له أثار معقدة على الوضع السياسي المحلي الحالي أيضا. وفي النصف الاول من عام 2017، ستشهد ايران جولة جديدة من الانتخابات الرئاسية، وبطبيعة الحال، سيخوض الرئيس الحالي حسن روحاني الانتخابات للسعي الى ولايته الثانية، والتي ستكون خطيرة للغاية ، في ظل إفتقاده احد أشد المؤيدين له ، وضبابية موقف الولايات المتحدة ودول غربية اخرى تجاه إحترامها وإلتزامها برفع العقوبات، وعدم تحقيق ايران الفوائد الاقتصادية المتوقعة، والضربة القوية التي تلقاها روحاني في هيبة الدولة،بالاضافة الى ادعاء المتكرر لترامب رئيس الولايات المتحدة المقبل الى تمزيق الاتفاق. وفي هذا السياق، فإنه مما لا شك فيه، يشكل وفاة رفسنجاني تأثيرا سلبيا للغاية على انتخاب روحاني.  

كما سيكون لوفاة رفسنجاني تأثير عميق على العلاقات بين إيران والولايات المتحدة ودول غربية أخرى. ويعتقد رفسنجاني أن الشرعية السياسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست بحاجة الى القيم الاسلامية فقط، وأنما بحاجة اكثر الى تلبية الاحتياجات الاقتصادية للشعب، ما يجعل من الضروري تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. لذلك، ظل مصرا على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى ،بالرغم معارضة القوى المتطرفة المحلية القوية.

لقد أصبح صعود القوى المعتدلة في السياسة الداخلية الايرانية أمر لا رجعة فيه ، كما أن تطور العولمة الاقتصادية بحاجة الى حوار، ومن هذا المنطق، سيظل الاعتدال الدبلوماسي الايراني اتجاها حتميا. ولكن تجذر القوى المتطرفة في التاريخ الايراني الذي يجمع بين المجد والانحطاط، ولا يزال جانبا هاما من جوانب السياسة الداخلية الإيرانية. ومما لا شك فيه، فإن وفاة رفسنجاني سيخفف التقيد على القوى المتطرفة، ومن المحتمل ارتفاع امكانية المواجهات بين إيران والولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وبعد أن أصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فإن خطر المواجهة بين الاخيرة وإيران قد يرتفع. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×