تتيح العلاقات بين الأرجنتين والصين فرصا وافرة للتعاون والتجارة الثنائية، والتي أصبحت ذات أهمية متزايدة في ظل التقلبات العالمية الحالية، هكذا قالت محللة أرجنتينية.
وقالت إيريكا إيمهوف، التي تعمل في المجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية، وهو معهد أبحاث مستقل، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة جرت مؤخرا، إن أهمية الصين بالنسبة للأرجنتين آخذة في الازدياد وسط مواجهة العالم لحالة متزايدة من عدم اليقين.
وتابعت الخبيرة "إذا وضعنا في الاعتبار قرار المملكة المتحدة بمغادرة الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية ... فإن كل من الحالتين قد ضختا كمية كبيرة من عدم اليقين في النظام العالمي".
وقالت إيمهوف إن حالة تعذر التنبؤ المستعرة في جميع أنحاء العالم تتناقض بشدة مع "الاستقرار السياسي والاقتصادي الصادر" من الصين.
وفي 2 نوفمبر الماضي، أشرفت وزيرة الشؤون الخارجية الأرجنتينية سوزانا مالكورا على إعادة إطلاق اللجنة الوطنية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتي أنشئت في عام 1992 لتعزيز العلاقات الأرجنتينية مع آسيا.
ولفتت إيمهوف إلى أنه "بمقدور الأرجنتين الاستفادة من الاستثمارات الصينية، لاسيما في مجال الطاقة والبنية التحتية، إما من خلال الآليات الثنائية القائمة أو غيرها من المنصات المحتملة للتعاون الإقليمي أو الثنائي"، في إشارة إلى منتدى الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي اقترحته الصين، وبنك التنمية الجديد لدول "بريكس".
في المقابل، فإنه "بإمكان الأرجنتين أن تساهم في تنمية الصين والمنطقة الآسيوية، بشكل أساسي في مجال الأمن الغذائي، وأيضا من خلال توفير منتجات وخدمات أخرى في مجالات الرياضة والسياحة والتعليم"، حسبما ذكرت إيمهوف.
وأضافت أنه "بإمكان الأرجنتين أن تساهم أيضا في تطوير الرياضة في الصين"، مشيرة إلى أن البلدين سبق أن وقعا مذكرة تفاهم في هذا المجال في عام 2006.
ووفقا للخبيرة، فإن تجارة الخدمات تمثل نحو 18 في المائة من إجمالي التجارة في الأرجنتين. ولفتت إلى أن 35 ألف سائح صيني زار بلادها في عام 2015، وتأمل الحكومة في زيادة هذا العدد إلى 135 ألف بحلول 2019.
كما أشارت إيمهوف إلى أن "الأرجنتين لديها خبرة واسعة" في مجال التعليم، وخاصة في تدريس اللغة الإسبانية كلغة ثانية للأجانب. حيث يمكن للبلاد تنظيم اختبارات في اللغة الإسبانية وإصدار شهادات إجادة اللغة، والمعروفة باسم (سيلو)، والتي تحظى باعتراف دولي.
وقالت إيمهوف إنه يتعين على البلدين "تحقيق الاستفادة القصوى من حدثين رئيسيين" في عام 2017 -- وهما الذكرى السنوية الـ 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وزيارة الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري للصين - لتعزيز العلاقات الثنائية.