بوينس آيرس 15 ديسمبر 2016 /إن العلاقات الثنائية بين الصين ومنطقة أمريكا اللاتينية لم تكن قط أفضل حالا مما هي عليه الآن.
وذكر يين هنغ مين مبعوث الحكومة الصينية الخاص لشؤون أمريكا اللاتينية خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بعدما ألقى خطابا حول حالة العلاقات الثنائية أمام المجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية، وهو مركز بحثي مستقل رائد، أن "العلاقات بين الصين ومنطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي تعد الآن في أوجها".
وأضاف يين، وهو دبلوماسي مخضرم سبق أن عمل سفيرا لبلاده لدى الأرجنتين وبيرو والمكسيك، أن "الصين تريد تطوير هذه العلاقات بصورة أكبر في المستقبل القريب".
واتفق نائب رئيس المجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية والدبلوماسي المخضرم أنطونيو إيستراني جندر في أن العلاقات بين الصين ومنطقة أمريكا اللاتينية، التي تتسم "بالبحث عن مشروعات جديدة"، تمر الآن "بلحظة جيدة".
وصرح إيستراني لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "وجود السفير يين أمر خاص للغاية. فهو يعرف الأرجنتين، حيث مكث هنا أربع سنوات عمل خلالها سفيرا لبلاده. كما أنه مسؤول مهم جدا، حيث يمثل الحكومة الصينية في أمريكا اللاتينية. إنها لحظة حاسمة، ولحظة خاصة جدا، يتم خلالها تجديد العلاقات الدولية وإعادة ضبطها".
وأشار الدبلوماسي الأرجنتيني إلى أن المبعوث الصيني أكد مجددا التزام بلاده تجاه المنطقة.
وأضاف إيستراني "بالنسبة للأرجنتين، هذا أمر مهم جدا، لأنها تحتاج إلى الاستثمارات، ووجود الصين في مسألة الاستثمار يمكن أن يكون أمرا ذي ثقل".
كما رسخت بكين من مكانتها كثاني أكبر شريك تجاري للأرجنتين، مع زيادة نسبتها 13% في الواردات من هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية مدفوعة بنطاق أكثر تنوعا من السلع وبهيكل تجاري أكثر توازنا.
وتعبيرا منها عن مزيد من الالتزام، أصدرت الصين في نوفمبر الماضي كتاب السياسات الثاني لها بشأن أمريكا اللاتينية والكاريبي، وذلك بعد ثمان سنوات من إصدار الكتاب الأول في عام 2008. ويوضح كتاب السياسات الجديد أفكارا ومقترحات ومبادرات جديدة في سياسة الصين تجاه المنطقة ويقدم تعهدات ملموسة بدفع تحقيق تنمية مشتركة.
وحقق التعاون بين الصين وأمريكا إنجازات مثمرة. ففي عام 2015، بلغ حجم التجارة بينهما 236.5 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 20 ضعفا عن عشر سنوات مضت، وفقا للأرقام الصادرة عن الحكومة الصينية.
وفي عام 2016، أحرزت العلاقات بين الصين ومنطقة أمريكا اللاتينية مزيدا من التقدم واستكشفت مجالات جديدة بفضل عام التبادل الثقافي بين الصين وأمريكا اللاتينية ومنتديات التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية على المستويات الوطنية.
كما وقعت الصين اتفاقات تجارة حرة مع عدد من دول المنطقة بما فيها شيلي وبيرو وكوستاريكا.
وفي الوقت الحالي، تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري وثالث أكبر مصدر للاستثمارات بالنسبة للمنطقة، فيما تعد أمريكا اللاتينية ثاني أكبر وجهة للاستثمارات الأجنبية الصينية.