ميكسيكو سيتي 10 ديسمبر2016 / دعا واحد من أعرق متاحف مكسيكو سيتي يوم الجمعة الجمهور إلى ممارسة لعبة "الجيانزي"، وهي لعبة وطنية تقليدية صينية تعرف باللغة الانجليزية باسم "هاكي ساك" وبالعربية باسم "الريشة".
وقال متحف سان إلدفونسو لمتابعيه على تويتر " تعالوا في عطلة نهاية هذا الأسبوع . نتحداكم للمشاركة في لعبة جيانزي الشرقية كل يوم سبت الساعة الواحدة ظهرا".
ويعتبر ركل الفلينة ذات الريش الملون في الهواء بدون استخدام اليدين عادة شائعة في الصين، لكن في المكسيك تعد مشهدا نادرا أو كانت على الأقل كذلك قبل العام الحالي، عام الثقافة الصينية-الأمريكية اللاتينية.
وخلال العام الماضي، أتيحت الفرصة للأمريكيين اللاتينين لتقدير الفن والموسيقي والرقص والأوبرا الصينية وحتى الألعاب الترفيهية مثل الجيانزي.
ويعرض متحف سان إلدفونسو، الذي يستضيف واحد من أبرز معارض العام، " روائع من المتحف الوطني للفنون الصيني" وسلسلة من المحادثات حول مختلف جوانب الثقافة الصينية.
وفي شهر أكتوبر، اكتشف علماء الآثار المكسيكيون آلافا من شظايا شحنة بورسلين صينية بجودة تصديرية عالية تعود إلى 400 عام مدفونة منذ وقت طويل في مدينة أكابولكو على ساحل الباسيفيك، لتبقى شاهدة على التاريخ الثري للعلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية.
وقدم عام التبادل الثقافي الصيني-الأمريكي اللاتيني الصين الجديدة والحديثة إلى جمهور أمريكا اللاتينية من الشباب.
وكما كتبت مجلة ((غاتوباردو)) المكسيكية الشهرية عن الروائع " كلما تتجول في القاعات الأولى، تدرك أن الفن الصيني المعاصر ليس حقا كما كنت تتصوره".
وقال وو وي شان، نحات ومدير المتحف الوطني للفنون الصيني، إن المعروضات تظهر " الأعمال الأكثر تعبيرا من قبل أفضل فناني الصين المعاصرة".
ومثل غيرهم من الفنانين في جميع أنحاء العالم فقد جربوا الأشكال الفنية الجديدة واستخدموا الأساليب التقليدية لخلق عمل فني غير متوقع ومتعدد الطبقات.
وقال وو " الفنون الجملية الصينية استقت الخبرة من الفنون الغربية في البحث عن التحول، لكن أيضا وراثة التقاليد".
وقال " إن ما يجمع بين الثقافتين الصينية والمكسيكية هو أنهما يسعيان إلى الابتكار مع الحفاظ على التقاليد. وهذه الممارسة تخلق بيئة فنية أفضل".
ويعرض المعرض الذي يستمر حتى 19 فبراير أيضا ملامح مجموعة المتحف الوطني للفنون الصيني والتي تتضمن أيضا الفنون الشعبية التقليدية مثل دمى الظل وقصاصات الورق.
وقالت مجلة ((غوتوباردو)) إن الروائع " تقدم فرصة لرؤية مجموعة من الأعمال الفنية التي تساعد على وقف تنميط الثقافة والعصر... وكذلك الفرصة لتعزيز الاتحاد بين الثقافتين كما قال وو".
وكجزء من أنشطة هذا العام، سافر الفن والفنانون في كلا الاتجاهين، آخذين الفن الأمريكي اللاتيني إلى المدن الصينية مثل بكين وشانغهاي وشنتشن ومقاطعتي جيانغسو وقوانغدونغ، والفن الصيني إلى دول مثل كولومبيا وفنزويلا والإكوادور والأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكوبا وكوستاريكا وبيرو والمكسيك.
وقالت تانيا لونا، الخبيرة في العلاقات الدولية بالجامعة المستقلة الوطنية بالمكسيك، إن عام التبادل الثقافي الصيني-الأمريكي اللاتيني عزز الصداقة والتعاون بين المنطقتين وفتح مرحلة جديدة أكثر اثمارا في العلاقات الثنائية.
وقالت لونا " هذه التبادلات لبت كافة التوقعات بل تجاوزتها" وكنتيجة لذلك " تجاوزت العلاقة الجديدة الصينية-الأمريكية اللاتينية المفاوضات السياسية والاقتصادية".
وهذا التغير الديناميكي مرشح أن يستمر.
واحتفالا بالذكرى الـ45 للعلاقات الدبلوماسية، أعلن عام 2017 " عام الثقافة الصينية في المكسيك" ويتوقع أن يشهد سلسلة من الفعاليات والتبادلات بين الثقافتين.