أعلن الجيش السوري يوم 7 ديسمبر الجاري استعادة المدينة القديمة في شمال حلب. وفي اليوم نفسه، نقل موقع الكتروني ل"روسيا اليوم" قول أحد الشخصيات العسكرية الروسية أن الجيش السوري استعاد موخرا ما يقرب من ثمانين في المئة من مدينة حلب. وتعتقد وسائل الاعلام السورية ، أن معركة حلب اشد المعارك التي شهدتها سوريا في عام 2016، وقد دخلت " مرحلة حامسة". وفي الوقت نفسه، شهدت اللعبة حول سوريا ترقية مرة آخرى في المجتمع الدولي.
الحرب لا تزال تشهد متغيرات .. القوات الحكومية الاراضي لا تزال تواجهها صعوبات لاستعادة الاراضي المفقودة
قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة خص بها «الوطن» يوم 7 ديسمبر الجاري، أن استعادة حلب كاملة سيغير من مجرى الحرب. مؤكدا ، أن قرار تحرير كل سورية بما فيها حلب متّخذ منذ البداية، وأن عملية تحرير المنطقة الشرقية من مدينة حلب مؤخراً لا تأتي في إطار سياسي وإنما في سياق الأعمال العسكرية الطبيعية. وأوضح أن ذلك لا يعني نهاية الحرب في سورية، ولكن محطة كبيرة باتجاه هذه النهاية، معتبراً أن الحرب لا تنتهي في سورية إلا بعد القضاء على الإرهاب تماماً.
يعتقد الباحث آرون لوند في تقرير بحثي نشر في شهر اكتوبر هذا العام، أن القوات الحكومة السورية وحلفائها الروسيين والايرانيين عازمة على الفوز في معركة حلب. في الواقع، حلب بالنسبة للمعارضة المسلحة منطقة استراتيجية أيضا: تمثل مدينة حلب المركز الاقتصادي في سوريا وهي ثاني أكبر مدينة في البلد بعد العاصمة دمشق، وأن المدينة تملك أهمية استراتيجية لوقوعها على طريق يصلها من تركيا، والحدود شرقا وغربا مع منطقة تسيطر عليها الجماعات المتطرفة.
وقال المحلل السياسي السوري طالب إبراهيم لمراسل صحيفة الشعب اليومية، أن معركة حلب بالرغم من دخولها مرحلة حاسمة، إلا أن احتمالات استمرار تصعيد الوضع لا يزال موجودا، لأن القوات الحكومية والمعارضة لا تزال تزداد الاستثمارات في ساحة المعركة،ولا تزال هناك العديد من المتغيرات في مدينة حلب حتى لو استطاعت القوات الحكومية استعادة السيطرة عليها بالكامل: لا تزال القوات التركية تقوم بالعمليات العسكرية عابرة للحدود تحت اسم ضرب العناصر الارهابية المتطرفة. وتحرك عناصر"جبهة النصرة" الارهابية بنشاط في منطقة إدلب الغربية المجاورة لحلب. مما يصعب من استرداد قوات الحكومة السورية الاراضي المفقودة.
تعميق اللعبة بين الأطراف .. تسييس المساعدات الانسانية
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم 6 ديسمبر الجاري، أن الولايات المتحدة انسحبت فجأة يوم 5 ديسمبر من مبادرة انسحاب كل مقاتلي المعارضة من شرق مدينة حلب السورية، وقرر تأجيل الموعد المقرر للمحادثة جنيف الى 7 ديسمبر. وقال علي كبير المراسلين لصحيفة " السفير " اللبنانية لمراسل صحيفة الشعب اليومية، أن الاختلافات الرئيسية بين روسيا والولايات المتحدة في حلب ذو شقين: أولا، نوعية المتشددين. تصر روسيا والحكومة السورية على أن المسلحين في شرق حلب هم " ارهابيون"، في حين تظن الولايات المتحدة أنه يجب التفريق بين "المعارضة المعتدلة والمتطرفة" ، ومواصلة دعم حركة "نور الدين زنكي" المعارضة، ولكن لم تكتمل بعد إجراءات التفريق.
وقال علي: "هناك نقص خطير في الثقة المتبادلة من حيث المساعدات الانسانية". ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة مؤخرا، لا يزال هناك 270 ألف على الاقل من المدنيين يعيشون في المنطقة الشرقية لحلب. وإتهمت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى مرارا روسيا والقوات الحكومية السورية بانهما وراء الهجمات على المدنيين دون تمييز، في حين انهما ينفيان ذلك، وقد فتحت ممرات الانسانية في حلب مرتين على الاقل في نهاية هذا العام. ويعتقد علي أنه من تجربة البلدة القديمة لحمص، وداليا في ريف دمشق وغيرها من الاماكن، فإن " الحصار لا يفرق، تبادل الأراضي المفقودة" قد أصبح تكتيك الاطراف المتحاربة في سوريا، والقضية الانسانية مرتبطة اتما بالسياسية.
قال المبعوث الصيني الخاص إلى سورية شيه شياو يان لمراسل صحيفة الشعب اليومية، يجب عدم تسييس القضايا الانسانية. وينبغي على الاطراف المهتمة الانطلاق من مصالح السوريين ، وبذل الجهود نحو نفس الاتجاه، والعمل معا للتخفيف من حدة الازمة الانسانية. وبالاضافة الى ذلك، ينبغي اتخاذ تدابير أكثر شمولا من اجل تعزيز القضايا الاربعة " وقف اطلاق النار، مكافحة الارهاب، محادثات السلام، وتقديم المساعدات الانسانية".