بقلم/صن هوا، مراسل صحيفة ون خوي
صعود إيران في منطقة الشرق الاوسط لا يمكن انكاره، بالرغم من أن العديد من البلدان لا ترغب في مواجهة التاثير الايراني في حل الازمة السورية. ويعود ارتفاع صوت ايران الى تسويتها المناسبة بين علاقاتها مع الدول الكبرى في المنطقة والعالم.
واذا قلنا، إن الولايات المتحدة تشعر بالندم آزاء تأخر رد فعلها لنشاطات الشارع في ايران بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية عام 2009، فإن إندلاع ما يسمى بـ " الربيع العربي" في عام 2011 جدد آمالها الاستراتيجية ضد النظام الايراني. ولكن، الولايات المتحدة لم تسطع إسقاط النظام الايراني باستخدام التهديد العسكري والعقوبات الاقتصادية ، وتضظر لتغيير سياستها. في نهاية عام 2013، وصلت القضية النووية الايرانية الى مرحلة الاتفاق ما احدث تغييرات كبيرة في العلاقت بين ايران والولايات المتحدة، وأثر هذا التطور على الهيكل الاقليمي، كما ساهم على دخول الازمة السورية في توازن جديد.
في عام 2014 ، أصبحت الأزمة الأوكرانية شعار دخول العلاقات الروسية الايرانية مرحلة جديدة، كما أن تدهور العلاقات بين الغرب وروسيا جعل الاخيرة تتعامل مع إيران بأكثر جدية، وليس مثلما كانت سابقا ورقة مساومة للعلاقات بين روسيا وأمريكا والدول الغربية. كما قرب الاتفاق النووي الايراني الأهداف والمصالح المشتركة في العلاقات الروسية الايرانية في ظل القضية السورية، ورفع مستوى التعاون العسكري بين البلدين الى المستوى الاستراتيجي، " انبوب في السماء وانبوب في الارض"، العمل معا على حماية القوات العسكرية السورية في ساحة المعركة.
شهدت العلاقات التركية الايرانية مشاكل كبيرة بسبب الازمة السورية، لكن تركيا عدلت من سياستها بعد محاولات الانقلاب، لتبدأ التعاون مع روسيا وإيران. وتعتبر هذه التغيرات أمرا لا مفر منه في ظل الوضع السياسي والاقتصادي المحلي المتدهور في تركيا بسبب القضية السورية ، وتقوية ايران تدريجيا في المنطقة.
سوريا تتحول الى ساحة حرب رئيسية بين ايران والسعودية
لذلك، ماذا ستفعل ايران في المستقبل؟ قال ممثل اهالي مدينة طهران في مجلس الشورى الإسلامي النائب الاصلاحي مصطفى كواكبيان في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، أن ايران لن تغير موقفها بشأن القضية السورية، وستستمر دعم تعزيز الاستقرار الوطني في سوريا.
قبل نهاية عام 2013، تعادلت القوات الحكومية السورية مع المعارضة السورية المسلحة التي تدعمها عدة الدول الغربية. وبعد التدخل العسكري الروسي والايراني، شهد وضع القوات الحكومية السورية تحسنا تدريحيا في ساحة المعركة وتخطى نظام الاسد أكثر المراحل خطورة في الازمة السورية. وفي ذلك الوقت، ايران لم تغير موقفها تجاه الازمة السورية حتى في ظل الضغط الغربي عليها بأستخدام القضية النووية الايرانية، واليوم، هل يمكن لايران التخلي عن موقفها بعد أن تحصلت علي الاتفاق النووي ؟
بالإضافة إلى ذلك، أصبح الصراع بين السعودية وايران الصراع الاقليمي الرئيسي في السنوات الأخيرة، وباتت سوريا ساحة المعركة للمسابقة بين البلدين. وبالنسبة الى ايران، فإن الاستمرار في دعم الحكومة اليورية سيساهم في مكافحة توسع الوهابية وطموحات السعودية للقيادة في المنطقة، كما ستواصل ايران الضغط على الوهابيين في سوريا والعراق. وبالصرف النظر عن علاقات السعودية مع المتطرفين، تؤيد السعودية سنة العراق ضد الحكومة المركزية كثقل موازن لايران، ما وفر مساحة معيشية لتنظيم " القاعدة" و" الدولة الاسلامية"، كما أدى دعمها قوى المعارضة في سوريا الى نمو المنظمات المتطرفة ايضا. كما أدت العمليات العسكرية في اليمن إلى كارثة انسانية جديدة. وذكرت بعض التعاليق، أنه لولا الهجمات السعودية في المنطقة، لما راينا ايران اليوم .
يعتبر دور ايران في القضية السورية اكثر ايجابية بالمقارنة مع السعودية وتركيا، على الاقل بالنسبة للدول الأوروبية التي تعاني من مشكلة اللاجئين والهجوم الارهابية، حيث تعتبرايران المقاوم لقوى المعارضة والمتطرفين، وليس صانع المشكلة. كما أن تشكيل حكومة سورية تسودها المعارضة،قد يتسبب في تكثير الانقسامات الطائفية والعرقية وانتشار الارهاب، ما يجعل السلام الكلام النهائي في سوريا. وعليه، تتخذ ايران من نفسها داعما لتحقيق السلام في سوريا ، وتثق في أنها المنتصر.
لذلك، فإنه من منظور الوضع في ساحة المعركة والعلاقات الاقليمية، والصورة الدولية، فإن لإيران مبرراتها في استمرار دعمها لسوريا.