بقلم/ د. فايزة كاب، باحثة جزائرية في شؤون شرق آسيا والعلاقات العربية ـ الصينية
1نوفمبر 1954، اندلاع الثورة الجزائرية
يصادف يوم 01 نوفمبر2016 الذكرى الثانية والستين لإندلاع الثورة الجزائرية بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي الذي احتلّ البلاد منذ سنة 1830، والتي بدأت في 1 نوفمبر 1954. وأحاول بهذه المناسبة أن أتناول الثورة الجزائرية ) 1954-1962 (من زاوية إعلامية وبرؤية صينية.
الوفد الجزائري المشارك في مؤتمر باندونغ
تعد الثورة الجزائرية واحدة من أبرز ثورات النصف الثاني في القرن العشرين سقط فيها أكثر من مليون ونصف مليون شهيد. وحققت الثورة الجزائرية بعد 5 أشهر من اندلاعها أولى انتصارات دبلوماسية وهو الدعم الذي نالته القضية في أول تجمع لمنظمة الدول الآفرو- آسيوية في مؤتمر باندونغ في 24 افريل 1955 .ويعتبر مؤتمر باندونغ نقطة تحول كبيرة بالنسبة للثورة الجزائرية وهو الباب الذي خرجت عبره القضية الجزائرية للعالم. كما كان مؤتمر باندونغ النواة الأولى لنشأة حركة عدم الانحياز، وبداية لحقبة تاريخية جديدة في العلاقات الدولية وتحرير شعوب آسيا وأفريقيا من الاستعمار الغربي.كما شكل مؤتمر باندونغ بأندونيسيا انطلاقة واتصال مباشر بين الصين والعرب، وبداية الاتصال المباشر بين الصين ممثلة بالوزير الأول تشون آن لاي وممثلي جبهة التحرير الوطني المشارك في المؤتمر. ولهذا من الخطأ القول أن الصين انفتحت على العالم في السبعينيات عقب دخولها منظمة الأمم المتحدة واسترجاع مقعدها في مجلس الأمن.
19 سبتمبر1958، الاعلان عن أول حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية
يرى لي تشيان يوأستاذ محاضر بقسم ادارة الشؤون الخارجية بمعهد الشؤون الخارجية الصينية، أن حرب التحرير الجزائرية نموذجاً عملياً لانتصار قوى التحرر في العالم، وأن الصراع المسلح هو الضامن الأساسي لتحقيق السلم والحصول على الاستقلال والتحرر غير المشروط.وأن حرب التحرير الجزائرية قوة توسع للمد الوطني الحقيقي في العالم الإفريقي – الآسيوي ويتطلب مناصرة كل القوى المناهضة للاستعمار والهيمنة مهما تنوعت قناعاتها وخلفياتها وأهدافها الإيديولوجية. وعليه ،كانت الصين أول دولة خارج الوطن العربي تعترف بأول حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية بالقاهرة بقيادة فرحات عباس ثلاث أيام فقط بعد تكوين هذه الأخيرة في 19 سبتمبر 1958.وقال ماوتسي تونغ عن الحكومة الجزائرية المؤقتة :"تعبر عن إرادة الشعب الجزائري ."
منذ عام 1955، اعربت الصين في مناسبات دولية ومحلية المختلفة دعمها للنضال العادل للشعب الجزائري. وقال ماوتسي تونغ خلال لقائه مع السفير المصري في سبتمبر 1956:" يشكل تضامن مصر مع 80 مليون عربي جبهة قوية مناهضة للإمبريالية، وعلى هذا الصعيد، فإن مصر تحمل صفارة الحكم ،والصين تقف على خط الدول المعادية للأمبريالية، ووجودهم يسهل المهمة." حيث اصبحت أمريكا منذ أواخر الخمسينيات العدو الرئيسي لجمهورية الصين الشعبية في المجتمع الدولي،وترفض الصين اي تدخل أمريكي في الدول الاخرى،الذي تعتبره يهدف الى تأسيس قواعد عسكرية في الخارج وليس من أجل مساعدة الدول المستعمرة.