الخرطوم وبكين..علاقات "حديدية" ومصالح إستراتيجية (2)

توافق كبير

في ذات الوقت تجد السياسة الدولية الصينية توافقا كبيرا من الخرطوم، حيث ان بكين درجت على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والعمل على إستراتيجية الفوز المشترك للجميع، وتدعم الصين جهود السودان في حماية سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وتسانده في مواجهة الحصار الاحادي والمحكمة الجنائية، فيما يتمسك السودان بسياسة "صين واحدة" ويدعم موقف الصين بشأن بحر الصين الجنوبي.

في ذات الوقت سعى وزير الخارجية السوداني لشرح اخر تطورات الاوضاع في السودان من ملف دارفور، وانتهاءا بمخرجات الحوار الوطني، بجانب توضيح موقف الخرطوم من العديد من القضايا الاقليمية والدولية للقيادات الصينية والراي العام الصيني عبر محاضرة القاها في المعهد الصيني للعلاقات الدولية ولقاءاته بالاعلام الصيني.

لفت غندور الى ان الصين لديها مصالح واهتمام بجنوب السودان، وتدرك في ذات الوقت ان السودان لاعب إقليمي مهم ومن الممكن ان يلعب دور إيجابي في احداث التسوية في جنوب السودان، حيث تؤكد الخرطوم على حرصها على استقرار وسلام جوبا لاعتبارات اخلاقية فضلا عن تاثرها سلبا او ايجابا بما يجري في جارتها الجنوبية التي كانت جزءا منها فيما مضى، وشدد غندور على ان السودان يدعم جهود الايقاد لايجاد تسوية شاملة للنزاع في دولة جنوب السودان.

اما فيما يتعلق بتطورات الاوضاع في ليبيا، فقد لفت غندور الى ان المجتمع الدولي اعترف بحكومة طرابلس الا انه لم يقدم الدعم اللازم لها، من جهة اخرى لفت غندور الى أن التسوية السلمية هي أفضل خيار لقضايا الشرق الأوسط لا سيما في سوريا، واشار غندور الى ان معركة تحرير الموصل في العراق من قبضة تنظيم الدولة يجب ان تتم دون استغلال للاجندات الطائفية أو الصراعات الاقليمية، ودعا غندور لتوافق دولي على تعريف الارهاب حتى لا يتم استغلاله لتنفيذ اجندات سياسية.

وكيفما كان الأمر فان السودان استفاد كثيراً من علاقته بالصين، ويتطلع الان لتحقيق مكاسب أكبر، فمشروعاته التنموية تحتاج إلى قروض طويلة الأجل، وتقنيات حديثة، لذلك يراهن على علاقته مع الصين لتأهيل البنيات التحتية وزيادة الانتاج بشكل ينعش الاقتصاد ويحقق نهضة تنموية.