بكين 30 أكتوبر 2016 /قال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور إن علاقات بلاده مع الصين قوية وتعتبر نموذجا ناجحا لتعاون جنوب-جنوب، مشيدا بمواقف الصين ودورها الإيجابي كشريك مهم وأساسي في إحلال السلام وقضايا التنمية في السودان والمنطقة.
وقال غندور الذي يزور بكين حاليا في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم السبت "إن العلاقات بين الصين والسودان قوية وتعتبر نموذجا لتعاون جنوب-جنوب، وسبب نجاحها هو الصدق في هذه العلاقات والرغبة الأكيدة في تطويرها".
وأضاف أن تعاون الصين مع السودان في مجال النفط منذ أكثر من 20 عاما أسهم بشكل كبير في تطوير الاقتصاد السوداني. وانتقلت الشراكة الآن الي تعاون في البنية التحتية ومجالات عديدة ومن أشهر مشاريع الصين بعد مشاريع النفط هو سد مروي الذى يضاعف إنتاج الكهرباء في السودان 6 مرات.
وأوضح الوزير أن الشراكة الاقتصادية تحولت إلى شراكة اقتصادية وسياسية واجتماعية منوها إلى أن الصين والسودان تتفقان في كل المحافل الإقليمية والدولية وتتبادلان الدعم في كل المواقف، مستشهدا بقول أحد الأصدقاء الصينيين" السودان صديق حديد بالنسبة للصين ونحن نعتبر الصين صديقا في وقت الشدة وبالتالى فإن هذه العلاقة مرشحة لأن تتطور إلى أكثر من ذلك، خاصة بعد أن وقع الرئيسان السوداني عمر البشير والصيني شي جين بينغ شراكة استراتيجية في هذا العام عندما زار الرئيس البشير الصين للمشاركة في ذكرى الانتصار في الحرب على الفاشية".
وتابع الوزير "الأصدقاء الصينيون ساعدوا في خلق الوظائف في السودان وشاركوا في تدريب الشباب في المجالات المختلفة مثل النفط والطرق والجسور وغيرها . كما حاولنا أن ننقل تجربة الصين في الصناعات الصغيرة إلى شبابنا من خلال توظيف الشباب بمشاريع صغيرة تمولها البنوك عبر قروض محددة، وأدى هذا إلى خلق وظائف جديدة للشباب في أماكن كثيرة، كما شجعت تجربة الصين في الشراكة مع السودان الدول الإفريقية على عمل شراكات مع الصين في مجالات مختلفة لأنها نموذج رائع".
وفيما يتعلق بالمشروعات الجديدة بين الصين والسودان، ذكر الوزير أن وزير الزراعة الصيني زار السودان قبل أسابيع وتم توقيع اتفاقية حول مشاريع زراعية نموذجية، وبات ينتقل التعاون الزراعي الآن بين البلدين إلى مرحلة التصنيع الزراعي، موضحا أن السودان بلد زراعي يمتلك مقومات كثيرة من مساحات شاسعة من الأراضي ومياه متنوعة ويمكن أن يستفيد من تجربة الصين في التنمية الزراعية. كما أشار الوزير إلى توقيع اتفاقية مبدئية بين البلدين لبناء محطة طاقة كهربائية نووية تعمل بالطاقة النووية واتفاقية أخرى للتعاون في الطاقة المتجددة علي رأسها طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وبالاضافة الى دورها التنموي، أثنى غندور على دور الصين كشريك أساسي في عملية إحلال السلام في السودان والمنطقة.
وقال "نحن نعيش في منطقة إفريقية شرقية بها الكثير من المشاكل والسودان له دور محوري في المنطقة .والصين شريك اقتصادي لدول هذه المنطقة وكانت طرفا في الحوار السوداني-السوداني وطرفا في الحوار السوداني-الإفريقي وطرفا في الحوار الافريقي-الإفريقي وظلت تتابع ذلك عبر مبعوثيها المختلفين. وتمت دعوة الصين من بين خمس دول لحضور الجلسة الختامية للحوار الوطني السوداني يوم 10 أكتوبر الحالي، بالتالي الصين هي شريك أساسي وصديق مهم في هذا الحوار السوداني".
وتستضيف الصين الآن الوفد الـ29 لحزب المؤتمر الوطني السوداني في إطار تبادل الوفود الاستطلاعية للاستفادة من تجربة الحزب الشيوعي الصيني، خاصة في الحوكمة والإصلاح وغيرهما . وقال الوزير " أعتقد أنه لولا وجود حوكمة وقوة محاسبة داخل الحزب الشيوعي الصيني، ما كانت الصين حققت نتائج بمثل هذه الإيجابية بعد سياسة الانفتاح. إن للصين والحزب تجربة طويلة وكبيرة في مكافحة الفساد وسمعنا عن محاكمات كثيرة تمت لمسؤولين كبار وهو أمر يمكن أن نستفيد منه.لذلك، نتبادل هذه الوفود ونجري الحوار الاستراتيجي ".
وبينما أكد الوزير على قوة وتجدد العلاقات بين الحزبين الحاكمين في السودان، نوه إلى انعقاد جلسة الحوار الاستراتيجي الرابع بين الحزبين في نهاية الشهر القادم في الخرطوم. وقال إنه خلال زيارة الوفد الذى يزور السودان في الأيام القليلة القادمة من الحزب الشيوعي الصيني وزيارات الوفود إلى الحوار الاستراتيجي ، سيستعرض الجانب الصيني تجربة الحزب الشيوعي الصيني في قضيتي الإصلاح ومكافحة الفساد داخل الحزب، وكذا المراجعات التي تتم في مؤتمرات الحزب المختلفة لهذه التجربة، وهي ضرورية لأن لكل مرحلة خصوصيتها وقد تحتاج سبل المكافحة الي تغيير استراتيجي أو كما يقال: الجريمة تتطور، ووسائل مكافحة الجريمة يجب أن تتطور أيضا.
في الوقت نفسه، أشاد الوزير بموقف الصين من القضايا الإقليمية والدولية،" إنها دائما تبتعد عن التدخل في شؤون الدول الأخرى وتعمل على استراتيجية الفوز المشترك للجميع وتعمل علي الانصاف الذى نفتقده في بعض الأحيان"، مؤكدا موقف بلاده الثابت تجاه ما يجري من أحداث في الشرق أوسط" الحرب لن تحل أية مشكلة.. القتال ربما يكون لدى البعض وسيلة لفرض السلام لكن الختام دائما ما يكون باتفاق سياسي. وما يجري في سوريا يجب أن يحل سياسيا".
وبخصوص ما يحدث في العراق وعملية تحرير الموصل، قال الوزير إنه قتال ضد تنظيمات إرهابية، لكن لا يخلو من أجندات أخرى. لذلك، نحن نؤكد على ضرورية تنحية الأجندات الإقليمية والدولية، والعمل على مكافحة الإرهاب ومحاربته. لكن هذا يتطلب أولا أن نعرّف ما هو الإرهاب ، المشكلة الآن في العالم ليست هناك تعريف متفق عليه للإرهاب ، وبعض المتنفذين في العالم يصنفون الإرهاب كما يريدون، وفي بعض الأحيان وفقا للأجندة السياسية، ما تسبب بعدم الاستقرار الذى نشهده اليوم، وبدأ يدفع المزيد من المتطرفين لإقناع الآخرين بالظلم الذي يجري في العالم، مؤكدا الحاجة الى معادلة يشعر كل شخص فينا بأنه محترم، ورأيه محترم وأمنه له أولوية.
وبدأ وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور زيارة إلى الصين يوم 27 أكتوبر وتستمر حتى 31 أكتوبر، وهى أول زيارة له إلى الصين منذ توليه منصب وزير الخارجية، حيث التقى نظيره الصيني وانغ يي ونائب الرئيس الصيني لي يوانغ تشاو. وأجرى مع وانغ مباحثات مطولة حول العلاقات بين البلدين وكيفية تعزيزها، كما ناقش الجانبان بعض المشاكل الاقتصادية وكيفية دفع المشروعات القائمة بالإضافة إلى بعض القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، واتفق الجانبان على تبادل الدعم واستمرار التنسيق بين البلدين في القضايا محل الاهتمام المشترك.
كما بحث غندور مع لي العلاقات الاقتصادية بين البلدين وسبل توطيدها وكذا مشروعات جديدة في الزراعة والتصنيع الزراعي إضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بعلاقات البلدين وعلاقات الحزبين الحاكمين.
الصين والسودان تعتزمان تعزيز الشراكة الاستراتيجية
بكين 28 أكتوبر 2016 (شينخوا) عقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الجمعة) محادثات مع نظيره السوداني إبراهيم احمد عبد العزيز غندور، وتعهد بتعزيز الشراكة الاستراتيجية.
وفي معرض تأكيده على أن الصين تثمن كثيرا الصداقة مع السودان، قال وانغ إن الثقة السياسية المتبادلة تنامت وأن تقدما قد تحقق في مجالات عدة منذ أن أعلن الرئيسان الشراكة الاستراتيجية العام الماضي.