صنعاء 30 أكتوبر 2016 / رفضت الأطراف اليمنية خارطة طريق للحل السلمي تقدم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، فيما صعدت الأطراف من عملياتها العسكرية على الأرض.
وسلم المبعوث الأممي الحوثيين وحلفائهم من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وكذا الرئاسة اليمنية "خارطة طريق للحل في اليمن".
وقال ولد الشيخ " إن الخارطة كاملة وتضع تسلسلا واضحا ومزمنا للإجراءات الأمنية والسياسية والتي تشكل حلا شاملا وكاملا للنزاع ".
وأكد أن هذه "الخطة تضمن مشاركة جميع الأطراف اليمنية وتحظى بدعم دولي لا مثيل له".
وتتضمن الخارطة الأممية الجديدة "تعيين نائب توافقي للرئيس عبدربه منصور هادي بدلا عن نائبه على محسن الأحمر، خلال 30 يوما من توقيع اتفاق سلام، وانسحاب الحوثيين من ثلاث مدن رئيسة هي صنعاء وتعز والحديدة".
وبموجب الخطة، يقوم الرئيس هادي بعد ذلك بنقل صلاحياته إلى نائبه المعين "حسب الاتفاق"، بما يمكنه من تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأعلنت الرئاسة اليمنية رفضها للخارطة الأممية.
وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن تحفظهم على الخارطة، والتي وصفها بـ"غير العادلة" لأنها تتجاوز قرار مجلس الأمن بشأن اليمن 2216.
وينص القرار رقم 2216 على فرض عقوبات تمثلت في تجميد أرصدة وحظر السفر للخارج، طالت زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، وأحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق، والقائد السابق للحرس الجمهوري اليمني، المتهمين بـ"تقويض السلام والأمن والاستقرار" في اليمن.
كما تضمن القرار وقف القتال وانسحاب الحوثيين من العاصمة وجميع المدن التي يسيطرون عليها وتسليم الأسلحة للدولة.
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن رفضهم خارطة الطريق التي تقدم بها المبعوث الأممي باعتبارها " تتضمن اختلالات جوهرية" وذلك بعد سبعة أيام من تسلمهم الخارطة رسميا.
وقالت الجماعة في بيان " إن تلك الأفكار لم تستوعب جوانب جوهرية وأساسية للحل وفي مقدمتها وقف الحرب الشامل، واكتفت في دعم المفاوضات لا غير بالإضافة إلى المطالبة بإجراءات على الحدود اليمنية السعودية من جانب واحد فقط، ناهيك عن تجاهل الجانب الاقتصادي والإنساني ".
واعتبر محلل سياسي يمني ان الخطة التي تقدم بها المبعوث الاممي تمثل امتداد لموقف دولي تجاه اليمن.
وقال المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن رفض الحكومة للخطة المقدمة من المبعوث الأممي كان متوقعا، لأن الخطة عمليا تسعى إلى تعويم الشرعية الدستورية في البلاد.
وأضاف "الأمر يتعدى مسألة تحييد الرئيس والحكومة الشرعية وإخراجهما من المعادلة، ليصل إلى نزع شرعية تدخل التحالف العربي مما ينذر بدخول البلاد مرحلة طويلة من الحرب بلا أطر ولا مرجعيات ولا أفق".
وتابع قائلا "اللافت أن تحالف صالح والحوثي أظهر القدر ذاته من الرفض للمبادرة ما يعكس حقيقة عدم جدية هؤلاء في الانخراط في العملية السياسية رغم أن المبادرة تخدم موقفهم السياسي".
وأشار التميمي إلى أن الخطة بهذا المحتوى تبرهن على أنها امتداد لموقف دولي يخلو من النزاهة تجاه الأزمة في اليمن والذي ساهم في تقويض السلام في فترة كاد اليمنيون أن ينجزوا تحولا ديمقراطيا هو الأهم في المنطقة، "في إشارة إلى مؤتمر الحوار الوطني".
وعلى الأرض شهدت عدد من المحافظات اليمنية اليوم (الأحد) اشتداد المعارك بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين وحلفائهم.
وتركزت المعارك في محافظة تعز (256 كلم) جنوب صنعاء حيث شهدت عدد من المناطق بالمحافظة معارك عنيفة.
وقال سكان محليون لوكالة ((شينخوا)) إن المعارك تركزت في أطراف المدينة وفي مناطق عدة بمديريات "الصلو - حيفان - الشمايتين - الوازعية".
وبحسب السكان فان طيران التحالف نفذ مساء اليوم أكثر من 10 ضربات جوية على أهداف للحوثيين وحلفائهم غرب مدينة تعز ومناطق أخرى بالمحافظة.
وفي السياق ذاته، أعلن المجلس العسكري في تعز "قوات موالية للحكومة" أن المعارك في عدد من الجبهات اسفرت اليوم (الأحد) عن مقتل 15 من الحوثيين وحلفائهم و3 من افراد الجيش والمقاومة.
كما شهدت مناطق عدة في محافظات البيضاء ولحج والضالع والجوف وحجة وشبوة اشتداد المعارك بين الجانبين.
وأعلنت قيادة اركان الجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية ان الخارطة التي تقدم بها المبعوث الاممي "تشرعن للانقلاب" مؤكدة ان دخول العاصمة صنعاء بات قريبا.
وقال رئيس الأركان اللواء محمد المقدشي، إن خارطة الطريق الأممية، "رفضتها الحكومة لأنها أعطت الحق للانقلابيين في الاستمرار بانقلابهم".
وأضاف المقدشي لدى تفقده قوات الجيش والمقاومة في مديرية نهم (50 كلم) شرق صنعاء أن تحقيق النصر ودخول صنعاء سيكون قريبا، مؤكدا أن كافة الإمكانيات ستتوفر لهذه المعركة".
وتخضع العاصمة صنعاء لسيطرة الحوثيين وحلفائهم منذ سبتمبر 2014، فيما يسيطرون على معظم المحافظات الشمالية اليمنية.
وتخوض القوات الموالية للحكومة مع الحوثيين معارك مستمرة منذ مارس 2015.
وفشلت 3 جولات من مشاورات السلام اليمنية في التواصل إلى اتفاق جوهري يوقف العمليات العسكرية التي اثرت على كافة مناحي الحياة وادخلت ملايين اليمنيين مرحلة الجوع.