انور عكاشة
الخرطوم 27-10-2016م (سونا) - زيارة وزير الخارجية بروفيسور ابراهيم غندور الي الصين تاتي في اطار العلاقات، المتميزة بين الخرطوم وبكين والزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين.
فالعلاقات السودانية الصينية بدأ تأسيسها العام 1959 عندما اعترف السودان بجمهورية الصين الشعبية حيث اتفق البلدان علي إقامة التمثيل الدبلوماسي بينهما وبادرت الصين بفتح سفارتها في الخرطوم في نفس العام بينما طل السودان يدير علاقته مع الصين بنظام التمثيل غير المقيم من نيودلهي الي ان تم افتتاح أول سفارة للسودان ببكين في العام1970 .
حول هذه العلاقات، يقول السفير قريب الله الخضر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية قد استلهم البلدان من روح مؤتمر باندونق المبادئ التي حكمت علاقاتهما فيما بعد والتي ترسخت لتصبح المبادئ الخمسة للتعايش السلمي بين الدول وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول والمساواة وحل الخلافات بالوسائل السلمية والمنافع المتبادلة وقد ظلت هذه المبادئ تحكم العلاقة بينهما الي يومنا هذا. لذلك ظلت العلاقة بينهما على الدوام مستقرة وإيجابية تتطور بمرور الزمن ولم يحدث يوم قطعها أو إبطاؤهامن جانب أي من الدولتين .
أهم معالم العلاقات بين البلدين طوال عقدي الخمسينات والستينات زيارة رئيس مجلس الدولة الصينى . رئس الوزراء . شو أن لأي للسودان في العام 1964 م وزيارة الرئيس السوداني الفريق ابراهيم عبود للصين فى نفس العام وفي خلال عقد السبعينات فقد مثلت زيارة الرئيس جعفر محمد نميرى للصين في العام 1970 علامة فارقة بافتتاح السفارة والتوقيع على اتفاقية التعاون الثقافي والعلمي والصحي بين البلدين والتي لاتزال سارية المفعول كما كان للسودان دور بارز في استعادة الصين لمقعدها بمجلس الأمن في العام 1971 كما زار الرئيس نميرى الصين في عامي 1977 .1984 وشهدت الزيارتان تحقيق المزيد من الدفع والتقدم للعلاقات بين البلدين كما زار رئيس الوزراء السيد الصادق المهدي الصين في العام 1987 وشهدت الفترة من منتصف عقد تسعينات القرن الماضي طفرة كبري في العلاقات بين البلدين بدخول الصين كمستثمر رئيسي في مشروع النفط السوداني وإنشاء اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني وتوقيع عدد من من الاتفاقيات أهمها اتفاقية تشجيع الاستثمار واتفاقية منع الازدواج الضريبي واتفاقية انشاء لجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين واتفاقية إعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية والرسمية والخاصة من تأشيرات الدخول كما زار السيد رئيس الجمهوريةالمشير عمر حسن احمد البشير الصين في الأعوام 90'95'2006'2011 بجانب،زيارات اخري، خلال، الاعوام الاخيرة كما زار السودان الرئيس الصيني هو جينتاو في العام 2007 .
وقد وقع حزب المؤتمر الوطني اتفاقية تعاون مع الحزب الشيوعي الصيني في العام 2003 وظل الحزبان يتبادلان الزيارات التي كان لها دور بارز في تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
يقول الناطق الرسمي ان العلاقات السياسية مع الصين تسير بصورة طيبة حيث يتوفر قدر كبير من التفاهم والثقة بين الجانبين ويظهر ذلك جليا في كثافة التواصل عبر الزيارات واللقاءات بين القيادات السياسية في البلدين وعبر بعثات البلدين لدي المنظمات الدولية والإقليمية كما يلعب السودان دورا بارزا فى أعمال منتدي التعاون العربي الصيني ومنتدي التعاون الأفريقي الصيني ويدعم البلدان بعضهما في القضايا ذات الاهتمام المشترك ،وقد شكلت الزيارات المستمرة التي يقوم بها المبعوث الصيني للشؤون الأفريقية للسودان وآخرها فى 2016 للمشاركة في اجتماعات لجنة المراقبة والتقييم لاتفاق جنوب السودان ولقاءاته بالمسؤولين دعما قويا للعلاقات بين البلدين وساهمت في شرح مواقف السودان تجاه علاقاته مع دولة جنوب السودان كما أسهمت زيارة وزير الخارجية للصين في 2014 وزيارة وزير الخارجية الصيني للسودان 2015 في إعادة الزخم للعلاقات .
ولا شك أن وزيارة السيد رئيس الجمهورية للصين في سبتمبر 2015 تعد من التطورات المهمة في علاقات البلدين حيث تم التوقيع بين الرئيسين علي اتفاقية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين كما أصدر السيد رئيس الجمهورية قرارا في يناير 2016 تم بموجبه تعديل عضوية اللجنة العليا للإشراف على ملف العلاقات السودانية الصينية حيث تم ترفيع منصب الدكتور عوض أحمد الجاز من مقرر للجنة الي نائب رئيس للجنة بدرجة مساعد رئيس الجمهورية حيث قام بزيارة للصين في نهاية يوليو 2016 تم خلالها التوقيع على اتفاقية الطاقة الإنتاجية وشارك السودان في قمة منتدي التعاون الصيني والتي عقدت بجوهانسيببرج في أكتوبر 2015 بوفد بقيادة النائب الأول لرئيس الجمهورية كما شارك السودان في المجلس الوزاري لمنتدي التعاون الصيني العربي الذي عقد بمدينة الدوحة في مايو 2016 بوفد برئاسة وزير الخارجية، كما عقدت جلسة التشاور السياسي بين البلدين في مايو 2016، كما شاركت الصين في أعمال الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني في أكتوبر 2016 بوفد برئاسة السيد لي تشنغ وين المبعوث الصيني للشؤون العربية يضيف السفير قريب الله انه في المجال الاقتصادي.
لاتزال الصين اكبر مستثمر في مشروع النفط السوداني وتبذل جهودا حثيثة لزيادة الانتاج فى المربعات المنتجة مع جهود للاستكشاف في مربعات جديدة حيث وافقت إدارة بنك الصادرات الصيني علي النطر في تنفيذ بعض المشروعات متل مطار الخرطوم وطريق أمدرمان بارا وسكر تمبول وسكر النيل الأزرق بينما وعدت إدارة بنك التنمية الصيني بالنظر في تمويل مشروع مصفاة بورتسودان .وفى مجال التعاون الزراعي شهد خطوات قوية بعد قيام الدورة الثانية لملتقى التعاون الزراعي بين البلدين وعقد اجتماعات اللجنة الفنية للتعاون الزراعي حيث أعلنت العديد من كبريات الشركات الصينية العاملة في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني رغبتها في الاستثمار في السودان وفي مجال التعدين أسهمت زيارات وزير المعادن للصين ومشاركته في مؤتمر تيانجين الدولي للتعدين خلال الأربعة أعوام الماضية في تحقيق العديد من الفوائد حيث التقي عددا من الشركات الصينية الكبيرة العاملة في مجال التعدين للتباحث حول رغبتها في ولوج مجالات التعدين بالسودان ،وقد وزار البلاد فى سبتمبر 2016 وفد صيني برئاسة وزير الزراعة الصيني وعدد من المسؤولين في مجال الزراعة إضافة لممثلين لخمسين شركة صينية لديها الرغبة في الاستثمار في السودان في الزراعة والتصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني حيث عقدت اللجنة الزراعية السودانية الصينية المشتركة دورتها الثالثة.
وفي المجال الثقافي والعلمي والصحي وبرامج التؤامة لاتزال تحكمه اتفاقية التعاون الثقافي والعلمي الموقعة فى العام 1970 ويتمتع اتحاد نقابات عمال السودان بعلاقات تعاون وتنسيق ممتازة مع أتحاد عام نقابات عموم الصين ويتبادلان الزيارات ولهما تنسيق قوي عبر الاتحاد العالمي للنقابات والتجمعات النقابية .