بكين 2 أغسطس 2016 / يدمر القرار المشترك الذي اتخذته واشنطن وسول لنشر نظام الدفاع الصاروخى الامريكي (ثاد) في كوريا الجنوبية الثقة المتبادلة والتعاون الذى تم تطويره مع الصين حيث انه يهدد مصالح الصين الامنية الاستراتيجية.
وتقوض هذه الخطوة بصرف النظر عن معارضة الصين المستمرة، اساس شراكتهما التعاونية الاستراتيجية في الوقت الذى ينبغى تعميقها فيه بالفعل.
ويحطم قرار نشر نظام ثاد التوازن الاستراتيجي الاقليمي بربط كوريا الجنوبية بالمركبة الامريكية لاعادة توازن آسيا الباسيفيك.
وتستطيع الولايات المتحدة بمساعدة عمليات المراقبة التى يقوم بها رادار اكس باند بنظام ثاد لمنطقة تمتد لمساحة تزيد عن 1200 ميل (1900 كيلومتر) من شبه الجزيرة، التجسس تقريبا على نصف الاراضى الصينية والجزء الجنوبي من اقصى شرق روسيا، ما يهدد الامن القومى للبلدين.
ويتعارض هذا النظام مع تصريحات سول بانه موجه فقط للتهديدات صاروخية والنووية من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. حيث انه يتناسب بشكل جيد مع درع واشنطن المضاد للصواريخ ضد الصين في منطقة آسيا الباسيفيك، وعلقت بعض وسائل اعلام كوريا الجنوبية على ذلك قائلة انه نتيجة لدبلوماسية سيئة وخطوة لخدمة السيطرة الامريكية.
واختارت سول ان تتحدى مخاوف الصين الأمنية واعطت تعهدات للصين حول نظام ثاد، على الرغم من الانتقادات في الداخل. وحاولت سول اخفاء المشاورات التي استمرت لمدة شهور مع واشنطن حول تفاصيل نشر هذا النظام عن الرأى العام وخداع شعبها عن طريق انكار ما كشفت عنه وسائل الاعلام عن الاتفاقيات التي تم التوصل اليها حول الموعد والموقع قبل ثلاثة ايام فقط من اعلانها عن نشر نظام ثاد.
والأسوأ ان وقت هذا الاعلان جاء قبل خمسة ايام من صدور حكم ليس له اى اساس قانونى من محكمة التحكيم بشأن قضية بحر الصينى الجنوبى التى تقدمت بها الفلبين من طرف واحد. وبعد يوم واحد فقط من اصدار الحكم، نشرت سريعا بيانا حول نشر نظام ثاد.
ومن المتوقع ان تجد سول هذه الخطوات، بمثل هذا التسلسل الزمنى الخاطئ، تقديرات دبلوماسية خاطئة بتقليلها من شأن اصرار الصين وقدرتها على الدفاع عن امنها الوطني.
وعلى الرغم من تقدير نتائج الجهود التي تم بذلها لتطوير العلاقات الثنائية، لن تسمح الصين باي شكل لسول بالاضرار بمصالحها الامنية. لقد وضع قرار سول حاجزا امام اقامة علاقات اوثق مع الصين، بل وعرضها للخطر.
ويجب ان تتحرك سول بحذر وتفكر في ما إذا كان نظام ثاد يعالج بالفعل مخاوفها الامنية والقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.