القاهرة 19 يوليو2016 / أعلن رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل يوم الثلاثاء، ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، التى ستجرى انتخاباتها في العام القادم.
وقال اسماعيل، فى كلمة خلال الحوار الثقافى الذى عقد بعنوان "مصر واليونسكو والقضايا الثقافية الدولية" بحديقة المتحف المصرى، إنه " يسعدني ومن مقر المتحف المصرى، من هذا المكان الفريد.. أن أعلن أن مصر قررت ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو".
وأضاف إن "خطاب سيدة تحمل خبرات وتاريخا حافلا مشهوداً به علي الصعيدين الوطني والدولي، ومصر بهذا الترشيح تقدم نموذجا للمرأة المصرية والعربية والإفريقية والمتوسطية المتفتحة والناجحة التي تفاعلت مع العالم دوماً بعقلانية وجدية، وبرهنت علي تمتعها برؤية عصرية، وقدرة علي الإنجاز في العمل الميداني وشجاعة في الدفاع عن مواقفها".
وأكد "دعم الدولة المصرية بكل مؤسساتها هذا الترشيح بقوة"، مشيرا إلى أن "تفاهما داخل المنظمة بأن يكون المدير العام القادم منتمياً للمجموعة العربية، تحقيقاً للتوزيع الجغرافي العادل، في ضوء أن المجموعة العربية هي الوحيدة التي لم ينل أحد أبنائها شرف تولي هذا المنصب الرفيع".
وتابع "ما من شك أن مصر بإسهامها الثقافي والحضاري والفكري والتنويري جديرة بتولي هذا المنصب الهام".
وأشار إلى أن " العلاقة بين مصر واليونسكو قديمة وممتدة إلى أكثر من سبعين عاماً، فقد كانت مصر من الدول المؤسسة للمنظمة من خلال التوقيع على نظامها الأساسي في 16 يناير عام 1945، وكانت من بين أول 20 دولة صدقت على ميثاقها".
وتابع "إن مصر احتفظت بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو منذ انعقاد أول اجتماعاته في عام 1946 وحتى الآن، باستثناء عدد قليل من السنوات، الأمر الذي أكسبها خبرة في التعامل مع آليات المنظمة وأنشطتها، وهى ميزة لا تتوفر لكثير من الدول الأعضاء".
وأضاف أن "هناك عناصر أخرى لها دلالتها تتيح لمصر ميزة نسبية في إطار علاقتها باليونسكو، من بينها تراثها الثرى المتنوع الذي يتراكم عبر العصور من المصري القديم إلى الإغريقي فالروماني، فالقبطي، حتى العربي الإسلامي، وحرصها على التنوع الثقافي وإعلاء شأن التراث الإنساني".
وأردف "وانطلاقا من دينامكية التحرك المصري علي المستويين الإقليمي والدولي، فلقد قدرت الدولة المصرية أن لديها من الإمكانيات ما يؤهلها للإسهام في صياغة رؤية مستقبلية لتحقيق أهداف اليونسكو من خلال التقدم بالترشح لمنصب مدير عام المنظمة".
وأوضح أن هذا الترشح " يأتي إيماناً من مصر بأهمية الرسالة النبيلة لدورها، وثقة في قدرتها على تحقيق طموحات الدول الأعضاء خاصة النامية منها في جميع أنشطة المنظمة خاصة تلك المتصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
واستطرد قائلا إنه " تم استطلاع رأى العديد من الدول الصديقة وذات الثقل داخل اليونسكو تجاه المرشحة المصرية وفرصها في الانتخابات، وجاءت ردود الفعل إيجابية للغاية، في ضوء التاريخ الدبلوماسي والميداني الحافل للمرشحة، واتساق خبراتها مع مجالات عمل اليونسكو".
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن السفيرة مشيرة خطاب تتمتع بإمكانيات وخبرات واسعة فى مجال العمل السياسي الدولي، وتملك علاقات متشعبة في إفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة.
وأعلن عن تشكيل "مجلس استشاري" للحملة الانتخابية لدعم مشيرة خطاب التي وصفها بأنها " نموذج مشرف للمرأة المصرية"، مشيرا إلى أن " مؤسسات الدولة ستتضافر بالتنسيق مع الدول الصديقة التي وعدت باجراء الاتصالات اللازمة لدعم المرشحة المصرية".
وأكد أن القمة الأفريقية التى أنهت أعمالها أمس بكيجالى اعتمدت مشيرة خطاب كمرشح رسمي لأفريقيا في انتخابات اليونسكو، حيث وافق الرؤساء الأفارقة على اعتماد المرشح المصري مبكرا رغم أن الانتخابات ستجرى في أكتوبر2017.
ونوه بأن مشيرة خطاب ستكون " خير ممثل للقارة الأفريقية.. وللحضارة العربية خاصة ونحن نواجه المنظمات المتطرفة التي تسعى لتشويه هذه الحضارة".
بدورها، علقت السفيرة مشيرة خطاب على ترشيحها لهذا المنصب بالقول إن " التحدي صعب، لكن سأخوضه متسلحة بحضارة شعب".
ونوهت بأن " منبر منظمة اليونسكو جدير بأن تتبوأ دولة مثل مصر رئاستها"، وشددت على أنها تحمل إرثا ثقافيا لبلادها، وقارتها، كما تحمل إرثا في العمل في مجالات الخدمات المجتمعية.
وأشارت إلى أن قضية التعليم تمثل أولوية، وأن رؤيتها لليونسكو تتعدى الحق في التعليم، ليكون موجها نحو تنمية شخصية الطفل وتنمية احترام حقوق الإنسان.
بينما أشادت الفنانة ليلى علوي مبعوثة حملة "متحدون من أجل التراث" التي أطلقتها اليونسكو العام الماضي، بالإمكانيات التي تتمتع بها السفيرة مشيرة خطاب.
وأكدت أن فناني مصر لن يتوانوا عن تدعيم خطاب، لتولى هذا المنصب الرفيع باليونسكو.
وتولت مشيرة خطاب منصب سفيرة مصر لدى تشيكوسلوفاكيا في عام 1990، ثم لدى جنوب إفريقيا في 1995، وشغلت منصب مساعد وزير الخارجية المصري، كما سبق لها أن تولت وزارة الدولة للأسرة والسكان.
ومن المقرر أن تنتهى في عام 2017 ولاية الأمين العام لليونسكو ايرينا بوكوفا، وهي بلغارية وصلت لهذا المنصب الدولي في 2009 بعد أن حصلت على أعلى الأصوات في الانتخابات، متفوقة على المرشح المصري وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني، الذي كانت تعارضه إسرائيل بشدة.