الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: لماذا وقف الشعب التركي إلى جانب أردوغان؟

2016:07:19.16:43    حجم الخط    اطبع

بقلم جينغ تشن زي

كان فشل محاولة الإنقلاب في تركيا على عكس المحاولات السابقة التي شهدتها تركيا. فقد واجه الإنقلابيون هذه المرة مقاومة واسعة من عشرات آلاف الأتراك الذين حاصروا الدبابات والجنود وأرغموهم على الإستسلام.

لماذا وقف الشعب التركي إلى جانب أردوغان؟ إلى جانب العامل الديني، فإن تركيا قد حققت خلال فترة حكم أردوغان تطورا إقتصاديا مهما، وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي كسب بها أردوغان دعم الأتراك. منذ تأسيس الدولة التركية، ظلت الدولة تتحكم في الإقتصاد، وظلت الأعمال الزراعية والصناعية والتجارية تخضع لحماية صارمة، ومارست الدولة على المستوى التجاري إستراتيجية بدائل الواردات.

قام حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان منذ أن صعد إلى الحكم في تركيا عام 2003، بدفع عملية الخصخصة. حيث نفذت الحكومة التركية في سنة 2003 "إستراتيجية الخصخصة"، وقامت بعرض جميع الأصول المملوكة للدولة تقريبا في المزادات. بما في ذلك أكثر مئات الشركات العاملة في مجال الطاقة، المواصلات، البنوك والصناعة، كما تم جذب رؤوس الأموال الأجنبية في إنجاز جسر بوسبوروس الشهير. وبعد الأزمة المالية العالمية لعام 2008، قامت بعض الدول بإجراء مستويات متفاوتة من حوكمة الشركات، في حين سرعت تركيا من عملية الخصخصة، كما تحولت عمليات الخصخصة من الشركات الحكومية الكبرى إلى شركات السجائر والمواشي والمواد الغذائة وغيرها من المجالات. وتتركز نقطة الإصلاح هذا العام على قطاع تذاكر اليانصيب.

كان إصرار أردوغان على دفع عملية الخصصة تهدف أساسا لقيادة تركيا نحو الدخول إلى الإتحاد الأوروبي. ففي الجانب الشرقي لتركيا تقع بؤر الإضطراب مثل العراق وسوريا، أما على الجهة الغربية فهناك الأسواق الأوروبية الغنية، وكانت تركيا قد إستفادت كثيرا من دخولها إلى الناتو، ودخولها إلى الإتحاد الأوروبي سيوفر لها مصالح أكثر، ولذلك كانت تركيا تطمح دائما إلى دخول الإتحاد الأوروبي. وطالما كانت تركيا ترغب في دخول الإتحاد الأوروبي، كان عليها أن تسمع النصائح، وتخفض من حصة الشركات الحكومية، وتعزيز حرية السوق، والتقليل من التدخل في السوق. وبذلك، باتت تركيا أكثر دولة إنفتاحا في العالم الإسلامي، وهذا على صلة كبيرة بعلاقاتها القريبة مع الغرب.

حققت تركيا خلال حكم أردوغان قفزة إقتصادية كبيرة، حيث تجاوزت نسبة نمو الإقتصاد التركي بين 2002 و2003 نسبة 5% سنويا، وهي الأسرع نموا بعد كل من الصين والهند. لاحقا، نمى الإقتصاد التركي بـ أكثر من 8.5% بين 2010 و2011، وأصبحت الدولة الأسرع نموا. من جهة أخرى، تضاعف دخل الأتراك 3 مرات خلال فترة حكم أردوغان، ودخل حجم الإقتصاد التركي إلى مجموعة العشرين. لكن، نتيجة للمشاكل الدبلوماسية التي شهدتها تركيا خلال العامين الأخيرين، أضف إلى ذلك آثار الوضع الإقتصادي الدولي السيء، نمى الإقتصاد التركي بـ 4% فقط. لكن بالمقارنة مع الدول الأوروبية وروسيا، تبقى هذه النسبة جيدة.

يبدو أردوغان من الخارج، رجل سياسة محافظ، و"سلطان الشرق الأوسط" الحامل للكثير من المطامح. لكن بالنسبة للأتراك، فإن أردوغان قد حقق معجزة إقتصادية. وعند فهم هذه العوامل، يمكننا أن نفهم لماذا فشل الإنقلاب العسكري في تركيا. وحتى لو وقع أردوغان في أسر الجيش، يبقى من الصعب على الجيش التركي مواجهة تلك الحشود الكبيرة من داعمية. كما تدعم الأوساط الدينية أردوغان، ويعتبرونه أمل النهضة الإسلامية. وأردوغان يعي جيدا أسس سلطته، ويتصرف بشكل حكيم.

لقد كسب أردوغان الأتراك بإنجازاته الإقتصادية، لكن تبقى سياساته خارج المجال الإقتصادي تثير المخاوف عند البعض.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×