شهدت مدينة نيس الفرنسية عملية إرهابية نفذها سائق شاحنة بعدما دهس تجمع من الناس كانوا يحتفلون بعيد الجمهورية الفرنسية، وخلف الحادث 84 قتيلا على الأقل و 18 شخصا يرقدون "في حالة حرجة" حسب ما أفاد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنيوف في وقت مبكر اليوم /الجمعة/. ووفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد صرح الرئيس الفرنسي اولاند في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب الحادث، بأن الطبيعة الإرهابية لحادث نيس لايمكن إنكارها، وأعلن تمرير حالة الطوارئ في كامل البلاد لـ3 شهور.
لقد فتحت السلطات الأمنية الفرنسية تحقيقا حول هذا الحادث الإرهابي. في هذا السياق، قال مدير مركز أبحاث مقاومة الإرهاب بالمعهد الصيني لأبحاث العلاقات الدولية المعاصرة، لي واي، أن حادث الدهس يعد هجوما نادرا من بين الهمجات الإرهابية التي شهدتها فرنسا. فهذا أول حادث من نوعه، وقد خطط بعناية، وإختيار المنفذ لإستعمال شاحنة كبيرة في دهس تجمعات من المواطنين أثناء الإحتفال بعيد الجمهورية الفرنسية، كان الهدف منه إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا.
يرى لي واي أن هجوم نيس هو هجوم إرهابي، وقد عبرت بعض مواقع التواصل المرتبطة بداعش عن إبتهاجها بهذا الحادث، وهو ما يرجح صلة داعش بهذا الهجوم، أو تأثر منفذ الهجوم بأفكار داعش. ومع تقدم التحريات سيتم التأكد من هوية المنفذ وإنتماءاته، ما سيوفر لنا المزيد من المعلومات للحكم على هذا الهجوم.
شهدت فرنسا عدة هجمات إرهابية منذ بداية عام 2015، إنطلاقا من هجوم شارلي إيبدو إلى هجمات باريس، وقعت فرنسا تحت تهديدات إرهابية خطيرة. وفي هذا السياق، يرى لي واي أن تحول فرنسا إلى هدف للهجمات الإرهابية هذه المرة، يعود أولا إلى أن مدينة نيس هي مكان تنظيم كأس أوروبا، وقد وقع الحادث على بعد 5 كلمترات فقط من ملعب نيس. كما تزامن هذا الحادث مع العيد الوطني الفرنسي وأجواء كأس أوروبا، مايمثل فرصة جيدة للإرهابيين لتحقيق أهدافهم.
وقد حشدت فرنسا قوات أمنية هائلة من أجل ضمان أمن تنظيم كأس أوروبا، لكن في النهاية فشلت في تجنب الهجمات. من جهة أخرى، يكشف هذا الهجوم مرة أخرى نقاط ضعف الإستخبارات الفرنسية في مقاومة الإرهاب. وقد أصدرت لجنة التحقيق الوطنية في الشهر الحالي نتائج التحقيق في الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا في شهري يناير ونوفمبر.
حيث أشارت اللجنة إلى أن فرنسا لا تعاني من نقائص كبيرة في معالجة الهجمات الإرهابية، لكن فشلت فشلا ذريعا في الأعمال الوقائية من الإرهاب." وفي ظل عدم بلوغ أعمال مقاومة الإرهاب المستوى المطلوب، يصبح من الصعب التنبؤ بتحركات المشتبه بهم. " يقول لي واي. ويضيف بأن فرنسا مطالبة بمضاعفة جهودها في الأعمال الإستخبارية، وقد إقترحت لجنة التحقيق الفرنسية تأسيس مكتب مكافحة الإرهاب وهيكلة جهاز الإستخبارات.