بقلم السيدة ليو هوي رئيسة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي
على الرغم من أن الصين ومصر تفصل بينهما بحار شاسعة، فإن العلاقات بينهما وثيقة، وتتبادلان الثقة. مصر أول دولة عربية أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين في عام1956؛ وفي عام 1999، أقيمت علاقات التعاون الاستراتيجيبين الدولتين؛ وفي عام 2014، رُفعت العلاقات بين الصين ومصر إلى مستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، حيث تحققت ثمار وافرة في التعاون الصيني- المصري. وفي يناير العام الجاري، قام رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ بزيارة دولة إلى جمهورية مصر العربية، وهي الزيارة التي دفعت العلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخي جديد.
يقول بيت شعر صيني قديم: "إذا تريد أن تتمتع بالمناظر الجميلة بدون حدود، فاصعد دورا آخر" تصادف هذه السنةالذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسوف تقام فعاليات "دخول معرض الصين والدول العربية 2016 إلى مصر" في الفترة ما بين الثلاثين من مايو والأول منيونيو بالقاهرة،التي تعتبر المحطة الأولى لدخول هذا المعرض إلى الدول العربية، وفرصة هامة لارتقاء مستوى التعاون الصيني- المصري.
نينغشيا، وهي المنطقة الوحيدة الذاتية الحكم لقومية هوي على مستوى المقاطعة في الصين، أقامت في عام 2008،علاقات تآخي مع محافظة الفيوم المصرية. ونينغشيا هي المقر الدائم الذي اعتمدته حكومة الصين لاستضافة معرض الصين والدول العربية الذي يقام كل سنتين، كما أنهاالمنطقة الاقتصادية الداخلية التجريبية الوحيدة في الصين، وقد نجحت في إقامة ثلاث دورات لمنتدى التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني- العربيودورتين لمعرض الصين والدول العربية، الأمر الذي يعزز الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى والتبادلات الاقتصادية والتجارية والاتصالاتالإنسانية بين الصين والدول العربية. وقدأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ بوضوح، في خطابه الذي ألقاه في مقر جامعة الدول العربية خلال زيارته لمصر، إلى أن معرض الصين والدول العربية أصبح منصة هامة للبناء المشترك بين الصين والدول العربية لـ"الحزام والطريق". ومن هنا فإن فعاليات "دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر"، تعد من ثمار زيارة الرئيس شي جين بينغ لمصر. سنبذل أقصى جهودنا لتلبية احتياجات الصين والدول العربية لنساهم في تعزيزعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
أولا،بناء منصة جديدة للتبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصينمصر. الصين أكبر شريك تجاري لمصر، وتتواصل زيادة حجم التبادل التجاري. في عام 2015، بلغ حجم التبادل التجاري 88ر12 مليار دولار أمريكي بزيادة 10% مقارنة مع نفس الفترة في العام الماضي. وخلال فعاليات "دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر"، سيقام المعرض الشامل لدخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر ومؤتمر المحادثات الاستثمارية والتجارية بين الصين ومصر،وغيرهما من النشاطات التي تهدف إلى إيجاد فرصة جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. نينغشيا منطقة هامةلمصادر الطاقة والثروات الطبيعية بالنسبة للصين، وتتمتع بأسس متينة في مجال الفحم والبتروكيماويات،وترغب في التعاون مع الجانب المصري في صناعة الكيماويات الدقيقة والصناعات المرتبطة بها. وتعد نينغشيا قاعدة هامة لإنتاج الأطعمة الحلال ولوازم المسلمين في الصين،فترغب في التعاون مع الجانب المصري في صناعة الغزل والنسيج و الملابس الجاهزة وتصنيع الأطعمة، وغيرها من المجالات.
ثانيا، بناء جسر جديد للتعاونالصيني- المصري في السياحة. تعتبرالصين أكبر دولة جاذبة للسياحة في شرقي العالم، بينما تعد مصر الدولة التي يحلم معظم الناسبزيارتها منبين دول الشرق الأوسط. تتمتع نينغشيا بالمناظر الطبيعية الجميلة والآثارالتاريخية الوافرة والثقافات المميزة المتنوعة، فهي مقصد سياحي مميز في الصين. وخلالفعاليات "دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر"، سيقام مؤتمر ترويج السياحة في مصر بعنوان "جمال الصين وسحرية نينغشيا "، حيث سيتم توقيع مذكرة تفاهم بين المنطقة السياحيةلمقابر ملوك أسرة شيشيا (1038م – 1227م) ومنطقة الأهرامات السياحية، ويتوقع الوكالات السياحية من الصين ومصر اتفاقية تعاون في تبادل الوفود السياحية، وذلك سيأتي بالتأكيد بمزيد من الفرص لتعزيز التعاون السياحي بين الصين ومصر.
ثالثا، خلق علامة جديدة للتعاون التكنولوجي بين الصين ومصر. يعتبر التعاون الصيني- المصري في تبادل العلوموالتكنولوجيا مجالا هاما للتعاون بين الصين ومصر،وتلعب نينغشيا دورا هاما في هذا المجال.وقد أرسلت جامعة نينغشياطلابا مبعوثين إلى جامعة الإسكندرية وجامعة قناة السويس، ويجري التشاور مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية حول إنشاء بنك للعقول الصينية- العربية بالتعاون معا؛ وقد تم إنشاء مركز نقل التقنيات الثنائي بالتعاون مركز نقل العلوم والتكنولوجيا الصيني- العربي الذي أسسته وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية في منطقة نينغشيا ومعهد النقل البحري التكنولوجي العربي، وقد بدأت مناقشة ودراسة التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا. وخلالفعاليات "دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر"، سيقام نشاط "جولة الصحة والطب والعلاج" الذي من شأنه تعزيز التعاون والتبادل في مجال الطب والعلاج بين الصين والدول العربية. إن التعاون الصيني- المصري في مجال العلوم والتكنولوجيا يتمع بآفاق واعدة في المستقبل.
رابعا،بناء طريق جديد للتبادل الثقافي بين الصين ومصر. تتنوع الحضارات عبر التبادل، وتصبح الثقافات أكثر ثراء من خلال الاستفادة المتبادلة. الصين ومصر من الدول الأربع ذات الحضارات القديمة المعروفة في العالم،وتتمتعان بتاريخ عريق وثقافة مزدهرة لكنوز الحضارة الإنسانية. وقد عُرضت المسرحية المشهورة "القمر فوق جبل خلان" لمنطقة نينغشيا مرتين في مصر وشهدت إقبالا واسعا من الجمهور المصري.
وتصادف هذه السنة العام الثقافي الصيني- المصري وستقام سلسلة من الأنشطة المتنوعة في الدولتين.وخلالفعاليات "دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر"، سيقامالعرضالثقافي الذي يحمل عنوان "حلم طريق الحرير وحب موطن قومية هوي"، وغيره من النشاطات التي ستساهم في بناء الطريق الجديد للتبادل الثقافي.
"اللي بيشرب ماء النيل هيرجع تاني". يمر نهر النيل بالقاهرة،وهو مهد حضارة مصر، بينما يمر النهرالأصفر بنينغشيا، وهو مهد حضارة الصين. في عام 2016، جاء أبناء نينغشيا إلى القاهرة لإقامة فعاليات "دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر"، ولا بد أن يشربوا من ماء النيل العذب. وفي عام 2017، ستكون مصر الدولة ضيفة الشرف لمعرض الصين والدول العربية، فنوجه الدعوة من صميم قلوبنا للضيوف المصريين للمشاركة في معرض الصين والدول العربية في ينتشوان وتذوق ماء النهر الأصفر العذب مثل ماء النيل.
أتمنى للصداقة الصينية- المصرية أن تبقى إلى الأبد وأن تتدفق نحو مستقبل أجمل مثل تدفق نهري النيل والأصفر!