الجزائر 14 يوليو 2016 / أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم (الخميس) استعداد بلاده تطوير الشراكة الإستثنائية مع فرنسا وتعزيز التعاون الأمني في مجال محاربة الإرهاب والتطرف والجريمة بكل أشكالها.
وقال بوتفليقة، في رسالة تهنئة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني، "لا أترك هذه السانحة السعيدة تفوت دون أن أنوه بجودة علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين بلدينا المترابطين بالكثير مما يجمعهما بشتى القيم والمصالح المشتركة".
وأضاف بوتفليقة "فغايتي هي أن أواصل معكم بناء الشراكة الاستثنائية التي أرسينا سويا أسسها بمناسبة زيارة الدولة المشهودة التي قمتم بها إلى الجزائر في ديسمبر 2012".
وأعرب الرئيس الجزائري عن ارتياحه "لكثافة الحوار السياسي الجاري بين بلدينا والذي تعزز بفضل انتظام تبادلاتنا ومشاوراتنا على مختلف المستويات".
وقال إن "الحوار الواعد هذا إنما يعكس حرصنا على التعاطي الرصين مع كافة المسائل في جو تسوده الثقة والتفاهم المتبادلان، وذلك قصد ترقية توافق بين المواقف والمساعي حيال أمهات قضايا عصرنا".
وتابع "إنني على يقين من أن مثل هذه التوافقات التي يمكن، بل يحبذ توسيع نطاقها ومداها، ستعزز لا محالة قاعدة الشراكة الاستثنائية بين الجزائر وفرنسا على غرار النجاح الباهر الذي حققته قمة باريس حول البيئة تحت قيادتكم السديدة المحكمة".
وجدد بوتفليقة "استعداد الجزائر لتعزيز التعاون مع فرنسا في محاولة الجريمة العابرة للحدود والإرهاب والتطرف العنيف" بالإضافة إلى "بذل الجهود من أجل تحقيق أهداف حضارية في مجال السلم والأمن والتنمية وفق مجرى جديد للعلاقات الدولية بما يستجيب استجابة أوفى للتطلعات المشروعة للشعوب".
وقال "إنني أشاطركم النظرة البالغة التفاؤل التي تتطلعون بها إلى المستقبل الواعد المفتوح على أوجه عديدة وثرية من التبادل بين شعبينا، وبخاصة شبيبة بلدينا التي من حقها المشروع علينا أن نفتح لها الباب لتنهض نهوضا نوعيا وقويا بالعلاقات الجزائرية الفرنسية وتستفيد منه".
وأكد أن "الترابط الوثيق الذي يطبع العلاقات الإنسانية بين شعبينا المتميزة بكثير من التداخل ووحدة المصائر الأسرية والفردية يعد عاملا معينا على إقامة علاقات لا مثيل لها".
كما أن "ذاكرتنا المشتركة التي تبني من خلال استنباط خلاصة لا بد منها من الذكريات التي تسكن وجدان شعبينا ومما يراودهما من أحلام تسترعي بحسن الطالع تمام اهتمامكم واهتمامي حتى يتملكاها تمام التملك ويتخذاها بمثابة إسمنت يرص به تعامل قوامه الانسجام، وحال أفضل مؤسس على التضامن بما يزدان به التاريخ وتفتح آفاق المستقبل".
وقال الرئيس الجزائري بشأن انسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي إنه "في هذا، الظرف حيث يواجه بناء الصرح الأوروبي صعابا غير مسبوقة تمس كيانه وبينما تجتهدون، أيما اجتهاد، مع نظرائكم الأوروبيين، من أجل إيجاد مسلك وحدوي جديد، يمكن للجزائر ولفرنسا أن تصبحا، بفضل ما يتوفر لديهما من إمكانيات تفاعل وتكامل، نواة لقوة تدفع الفضاء الأورومتوسطي بحيث يكون منطقة سلم وازدهار يتقاسمه الجميع".