السفارة الصينية بالولايات المتحدة تفند مقالا للواشنطن بوست حول بحر الصين الجنوبى

واشنطن 16 مايو 2016 / فندت السفارة الصينية بالولايات المتحدة الأمريكية اليوم (الإثنين) مقالا افتتاحيا بصحيفة الواشنطن بوست عن النزاع فى بحر الصين الجنوبى، وأنكرت السفارة الاتهامات الكاذبة الواردة بالمقال وقدمت إيضاحا تضمن الحقائق التاريخية وموقف الصين إزاء الأمر.

وفى خطاب أرسله تشو هاى تشوان المتحدث باسم السفارة الصينية، إلى صحيفة الواشنطن بوست، وحمل عنوان "استفزازات فى بحر الصين الجنوبي"، قال تشو إن جزيرة هوانغيان "أرض صينية، ولم يحدث أن استولت عليها من أية دولة أخرى."

جاء هذا الخطاب ردا على مقال افتتاحي بتاريخ 9 مايو الجاري، حملت عنوان "صخور خطرة فى بحر الصين الجنوبى"، والذى زعم أن جزيرة هوانغيان، استولت عليها الصين من الفلبين منذ أربع سنوات.

واستشهد المتحدث باسم السفارة بمعاهدة باريس عام 1898 كدليل يدعم موقف الصين، واستشهد أيضا بمعاهدة واشنطن عام 1900 واتفاق 1930 بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى، والتى تنص على أن الحد الغربى للأراضى الفلبينية يقع على خط الطول 118 درجة شرقا، وهو ما أعاد التأكيد عليه دستور الفلبين فى عام 1935.

وأوضح تشو "أن جزر الصين وسلاسلها الصخرية فى بحر الصين الجنوبى، بما فى ذلك هوانغيان داو، تقع كلها غربى هذا الخط."

واستمر تشو فى رفضه الاتهامات الواردة بالمقال بأن الصين قد رفضت أن تذعن للقانون الدولى من خلال عدم مشاركتها فى قضية التحكيم التى رفعتها مانيلا أمام محكمة تابعة للأمم المتحدة.

وقال تشو "إن عدم قبول الصين أو عدم مشاركتها فى التحكيم أحادى الجانب الذى ابتدأته الفلبين، هو أمر يتفق مع القانون الدولى."

وأوضح تشو أنه فى عام 2006 مارست الحكومة الصينية حقها فى ظل اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، واصدرت إعلانا يستثنى التحكيم الإجباري، وأن هناك أكثر من 30 دولة قد اصدرت إعلانات مشابهة.

وتابع تشو أن الصين تدعم وتؤيد مبدأ "المسار المزدوج" الذى تبنته رابطة دول جنوب شرقى آسيا (الآسيان)، لمعالجة قضية بحر الصين الجنوبى، وهو الحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة، وفى ذات الوقت حل النزاعات من خلال المفاوضات بين الدول المعنية.

وفى خطابه، نصح تشو الولايات المتحدة كذلك بألا تصبح "صخرة خطرة" فى المنطقة، فى الوقت الذى لا يوجد لها أى مطالب إقليمية فى بحر الصين الجنوبى.

وقد أصبح بحر الصين الجنوبى خلال السنوات الأخيرة مصدرا للتوتر بين الصين والولايات المتحدة، حيث ترسل واشنطن باستمرار سفنها الحربية وطائراتها إلى المياه والمجال الجوى القريبين من الجزر والسلاسل الصخرية الصينية، كما تقوم الولايات المتحدة بتعزيز نشِط للعلاقات العسكرية مع دول إقليمية كالفلبين.

وأضاف تشو "نأمل أن تساعد الولايات المتحدة على تعزيز بيئة ملائمة للحوار والتفاوض، ولا ينبغى على حلفاء الولايات المتحدة أن ينتهكوا سيادة الصين أو حقوقها الشرعية".

وأوضح تشو أن تشجيع الولايات المتحدة على "استعراض عضلاتها" فى المنطقة "أمر خطير وله نتائجه العكسية".

واستطرد تشو "سوف ترى بعض الدول هذا الأمر على أنه مسوغ يشجعها على القيام بأفعال استفزازية، الأمر الذى يقوض الجهود الدبلوماسية ويزيد من التوتر".