بكين 14 مايو 2016 / أكد المبعوث الخاص الصيني إلى الشرق الأوسط قونغ شياو شنغ أن إعلان الدول العربية دعمها الواضح والمباشر لموقف الصين تجاه قضية بحر الصين الجنوبي يستحق الثناء ويمثل أبرز النقاط في الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي اختتم أعماله يوم الخميس في الدوحة.
وقال السيد قونغ شياو شنغ في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الجمعة إن موقف الدول العربية هذا فى ظل رفع مانيلا من جانب واحد ودون اتفاق مع بكين قضية تحكيم ضد الصين بخصوص نزاعات بحرية في بحر الصين الجنوبي، يثبت أن الصين والدول العربية تدعمان دائما بعضهما البعض في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتتمسكان بموقفهما المتمثل في تقديم الدعم الثابت لكل منهما الآخر فيما يتعلق بالحفاظ على المصالح الرئيسية والحقوق الوطنية.
فقد عبرت عدد من الدول العربية عن دعمها لموقف الصين في قضية بحر الصين الجنوبي على ألسنة وزراء خارجيتها في اجتماعاتهم مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي قبيل أو خلال الاجتماع. وتبنى الاجتماع بالإجماع يوم الخميس بيان الدوحة الذي أكد دعم الدول العربية للصين في تسوية النزاعات البحرية والمتعلقة بالأراضي بشكل سلمي عن طريق المباحثات والمفاوضات الودية وفقا للتوافقات المعنية الثنائية والإقليمية.
وأشار المبعوث الصيني إلى أن الدعم الذي حظيت به الصين من قبل دول عديدة ومن بينها الدول العربية لتسوية نزاع بحر الصين الجنوبي عبر المباحثات السلمية سيساعد على تعزيز صوت الصين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي على الساحة الدولية، في مواجهة أصوات غير عادلة من الدول الغربية.
وعند تقييمه للاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني-العربي، قال قونغ شياو شنغ الذي قام بـ14جولة في المنطقة منذ توليه منصب المبعوث الخاص الصيني للشرق الأوسط فى سبتمبر 2014، قال إن الاجتماع تكلل بالنجاح حيث تمكن في إطاره الجانبان من بحث القضايا الهامة بشكل معمق وواقعي ومن مناقشة سلسلة من المشروعات المحددة التي ستتم إقامتها خلال العامين المقبلين في مجالات الطاقة والعلوم والتكنولوجيا والاستثمار والبنية التحتية وغيرها لإعطاء دفعة قوية لتعميق التعاون الإستراتيجي بين الجانبين ولاسيما عقب نجاح الجولة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ لمنطقة الشرق الأوسط في يناير الماضي وشملت كل من مصر والسعودية.
وأوضح أن منتدى التعاون الصيني- العربي يعد من أهم الآليات التعاونية والبراغماتية وقد طرح ثمارا يانعة منذ إنشائه في عام 2004، قائلا إنه كلما انعقد اجتماع لمنتدى التعاون الصيني-العربي، تتحقق تقدمات بارزة وتحرز نتائج ملموسة. وعلى مدى العامين الماضيين منذ انعقاد الاجتماع الوزاري السادس ببكين في يونيو عام 2014، حول الجانبان الاتفاقات إلى انجازات على أرض الواقع في شتي المجالات سواء كانت التجارة أو الاقتصاد أوالسياسة أو الثقافة.
وقد أصدرت الصين لأول مرة وثيقة لسياساتها تجاه الدول العربية وقامت بإقامة أو الارتقاء بعلاقاتها مع تسع دول عربية إلى علاقات شراكة إستراتيجية وعقدت أول حوار سياسي إستراتيجي رفيع المستوى ووقعت مذكرات تفاهم بشأن التشارك فى بناء "الحزام والطريق" مع خمس دول عربية وانضمت سبع دول عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كعضو مؤسس.
هذا وقد أصبحت الصين حاليا ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية ككل وبلغت قيمة عقود المقاولات الهندسية الجديدة الموقعة مع الدول العربية 64.6 مليار دولار. كما شيدت معالم أخرى على طريق التعاون الصيني العربي ومنها إنشاء مركزي مقاصة للعملة الصينية "الرنمينبي" في الدول العربية، وتأسيس صندوقين مشتركين للاستثمار، وافتتاح المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، ووضع حجر الأساس لأول مختبر وطني صيني عربي مشترك، وتوقيع اتفاق بشأن إنشاء أول جامعة صينية عربية مشتركة.
كما أعرب المبعوث الصيني للشرق الأوسط عن اعتقاده الشخصي بأن مبادرة "الحزام والطريق" ستصبح من أهم الأفكار لتسوية قضايا المنطقة بطريقة سلمية، واصفا إياها "بابتكار صيني لدفع عملية السلام وتحقيق الازدهار فى المنطقة".
وأوضح أن الاضطرابات التي شهدتها بعض الدول العربية نبعت في الأساس من مشكلات اجتماعية واقتصادية، وهنا ستعطى المبادرة الصينية التي تتضمن سلسلة من الخطوات لتشكيل منصة تعاونية في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية، ستعطى حافزا قويا لتحسين البني التحتية والأسس الصناعية وتوفير فرص العمل في بلدان الوطن العربي، الأمر الذي سيسهم بشكل جذري في النهوض بمعيشة الشعوب ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وقال قونغ شياو شينغ إن هذه الدورة من الاجتماع الوزاري للمنتدى فتحت الباب أمام استكشاف مجالات جديدة للتعاون، إذ أبدى الكثير من الوزراء العرب المشاركين في الاجتماع اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون مع الصين في قطاع السكك الحديدية والموانئ والطاقة الإنتاجية، علاوة على مشاركة شركات صينية في دفع عملية التصنيع بالدول العربية.
وفي الختام، أكد المبعوث الصيني أن "الصين تسعي لتحقيق منافع متبادلة يقطف ثمارها الجميع"، مضيفا أن مبادرة "الحزام والطريق" تساعد الدول المشاركة فيها على تحقيق التواصل المتبادل لإستراتيجيات التنمية وتبادل المزايا وتوفر منصة للتعاون والفوز المشترك وخاصة أن الرئيس شي أكد في كلمته بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة في يناير الماضي حرص الجانب الصيني على إيجاد عدد أكبر من نقاط الالتقاء بين الأمتين الصينية والعربية في مسيرتهما لتحقيق النهضة.