بغداد 11 مايو 2016 /شهد العراق اليوم (الاربعاء) يوما داميا راح ضحيته نحو 100 قتيل وأكثر من 160 جريحا في ثلاث هجمات إحداها انتحاري شرقي وشمالي وغربي العاصمة بغداد.
اعنف الهجمات وقعت في مدينة الصدر، الضاحية الشرقية من العاصمة بغداد، ومعقل اتباع الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر، وقد أعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن الهجمات الثلاث.
وقال مصدر في الشرطة العراقية لوكالة انباء (شينخوا) إن سيارة مفخخة مركونة انفجرت صباح اليوم بالقرب من سوق الداخل الشعبي بمدينة الصدر واسفرت عن مقتل 64 شخصا اغلبهم من المدنيين واصابة 87 آخرين فضلا عن خسائر كبيرة في السيارات والمحال والمباني القريبة.
وأضاف المصدر أن انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه في ساحة عدن بمنطقة الكاظمية شمالي بغداد عصر اليوم ما أدى الى مقتل 17 شخصا واصابة 43 آخرين بجروح بعضهم اصابته بليغة.
وأوضح المصدر أن سيارة مفخخة مركونة إنفجرت في حي الجامعة غربي بغداد، وأدت إلى مقتل 12 شخصا وإصابة و31 آخرين بجروح فضلا عن الاضرار المادية.
وأعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن جميع الهجمات مبينا ان ثلاثة انتحاريين نفذوها الاول المدعو ابو سليمان الانصاري في مدينة الصدر، والثاني المدعو انس الانصاري في منطقة الكاظمية، والثالث المدعو ابوعبدالملك الانصاري.
إلى ذلك أدان الرئيس العراقي فؤاد معصوم بقوة، التفجيرات الارهابية، داعيا السلطات الأمنية إلى بذل قصارى الجهود من اجل القبض العاجل على الجناة وإلى مضاعفة اليقظة لحماية المواطنين.
وقال في بيان " إن هذه الجرائم النكراء يجب أن لا تمر بلا عقاب عادل وسريع" مضيفا " أنها دليل جديد على أن مرتكبيها ومن يقف وراءهم مجردين من أبسط القيم الانسانية والاخلاقية".
من جانبه عقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اجتماعا طارئا مع القيادات الأمنية بشأن التفجيرات التي طالت العاصمة بغداد وراح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى.
وقال بيان صادر عن مكتبه " بعد التفجيرات الإرهابية التي استهدفت هذا اليوم مدينة الصدر ومنطقتي الكاظمية والعدل وأدت إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين المدنيين الأبرياء، عقد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اجتماعا طارئا مع قيادات الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية وتأمين العاصمة بغداد".
واوضح البيان ان العبادي أمر بفتح تحقيق فوري لمعرفة الأسباب التي أدت الى حدوث هذه الخروقات الأمنية والتشدد في محاسبة المقصرين.
وأكد العبادي انه من غير المسموح التراخي في مواجهة الارهاب، مشددا على تكثيف العمل الاستخباري لمنع الخلايا النائمة من التحرك داخل المدن والقيام بعمليات تفجير ضد المواطنين، إضافة إلى ملاحقة الجماعات الإرهابية في أوكارها بالتضافر مع المعركة التي تخوضها قواتنا البطلة ضد الارهاب الداعشي.
وشدد العبادي على أن هذه العمليات الإرهابية تهدف إلى ضرب الجبهة الداخلية التي اثبتت أنها العمق الذي يساند القوات المسلحة في معركتها لتحرير العراق من الجماعات الإرهابية.
واعتبر العبادي بان الارهاب الداعشي يحاول التعويض عن هزائمه ردا على الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة في جبهات القتال.
بدوره عزا اسامة النجيفي رئيس ائتلاف متحدون للاصلاح (رئيس البرلمان السابق) التفجيرات الارهابية في بغداد، اليوم لتصارع الكتل والاحزاب السياسية من أجل المصالح الضيقة وتوجه القوات الامنية والعسكرية لغير مهامها الحقيقية.
وقال النجيفي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) "عندما ينحرف العمل السياسي عن اتجاهاته الصحيحة، وعندما تهمل أمور الناس العامة، وعندما تتصارع الكتل والاحزاب السياسية من أجل المصالح الضيقة، وعندما تتعطل مصالح الناس وتوجه القوات الامنية والعسكرية لغير مهامها الحقيقية، فبالتأكيد سيخرج الارهاب الاعمى من جحره ليبث الاذى للمواطنين الامنين، كما حصل هذا اليوم من تفجيرات اجرامية ارهابية وراح ضحيتها العشرات من الابرياء".
أما رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، حاكم الزاملي، فقد اعتبر التفجيرات المتكررة التي تستهدف الفقراء في مدينة الصدر بانها انعكاسا لمطالب هؤلاء الفقراء المشروعة والتي تتمثل بازاحة المفسدين والحزبيين والطارئين على الأمن".
وقال الزاملي في بيان قصير "إن التفجيرات المتكررة التي تستهدف الفقراء في مدينة الصدر هي انعكاس لمطالبهم المشروعة بازاحة المفسدين والحزبيين والطارئين على الأمن والمتمسكين بالكراسي".
وردت وزارة الداخلية على بيان الزاملي قائلة "في الوقت الذي تبذل الاجهزة الامنية والقوات المسلحة عامة ومعها الحشد الشعبي والعشائري جهودا جبارة في التصدي لعصابات داعش ،إلا أن هناك اصواتا لاتزال تمارس التضليل وتستغل مواقعها السياسية وخاصة في مجلس النواب لتشن حملات اعلامية ضد الاجهزة الامنية والعسكرية بدعوى الرقابة التشريعية وشعبنا يعرف بحكم التجارب المتراكمة أن منطلقات التشويه والهجوم الظالم هو المواقف الحزبية والكتلوية وليس المصالح العامة ولا الحرقة على امن المواطنين وامنهم".
وتابعت في بيان لها "إن دوافع هذا الهجوم المتكرر هو المناكفة السياسية والرغبة في استثمار الازمة التي تعيشها البلاد"، مضيفة " يعرف القاصي والداني أن من يعبث بأمن الناس ويثير قلقهم بشكل يومي ويضطر الاجهزة الامنية إلى توظيف جزء كبير من مواردها لمواجهة احتمالات التدهور الامني هو من يصر على خرق القوانين وتجاوز النظام والتهديد المستمر بالعنف".
ومضت تقول " إن بلادنا تواجه تحديا خطيرا وليس من العقلانية بشيء استهداف الاجهزة الامنية والعسكرية ومهاجمتها بناء على احقاد يفترض بمن يتحدث باسم الشعب ان يترفع عنها، وستظل وزارة الداخلية وفية لمسؤولياتها وواجباتها ولن تتنصل عنها رغم علم الجميع بان المسؤولية الامنية في بغداد والمحافظات بأمرة وخطط قيادات العمليات وليست الداخلية".