بكين 19 إبريل 2016 / صرح جون كريان المدير التنفيذي لمجموعة دويتشه بنك لوكالة أنباء ((شينخوا)) في بكين مؤخرا بأن السوق المالية الصينية تشهد تحولا هائلا من شأنه أن يولد المزيد من الفرص للاقتصاد الصيني خلال السنوات المقبلة.
فقد قام كريان بأول زيارة له إلى الصين بعد توليه منصب المدير التنفيذي لمجموعة دويتشه بنك ومقرها فرانكفورت في يوليو 2015، آملا في أن يدرس على أرض الواقع الأنشطة التجارية المحلية للبنك.
وقال إن "الصين تعد سوقا إستراتيجية بالنسبة لدويتشه بنك" وثمة "فرص نمو قائمة في كل من مجالات الأعمال الرئيسية (للبنك)".
وأضاف "عندما أفكر في الصين، أفكر في شخص في الثلاثينات من العمر يخوض سباق ماراثون"، لافتا إلى أنه "منذ الثمانينات، خطت الصين خطوات كبيرة نحو النمو الاقتصادي السريع والعولمة. والأمر المدهش هو ما حققته الصين في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة، ولا تزال الرحلة بعيدة عن بلوغ نهايتها".
وأشار إلى أن هناك مجالا لتطور الاقتصاد الصيني على نحو أكبر ولاسيما في صناعتي الخدمات والاستهلاك . وفي موازاة ذلك، "سيستطيع نظام مالي قوي ومرن ومرتبط بالعالم دعم النمو الاقتصادي (للصين) بطريقة أكثر تعقيدا".
وأعرب المدير التنفيذي للدويتشه بنك عن اعتقاده بأن الحكومة الصينية تقوم بعمل جيد في إدارة عملية انتقال صعبة تفسح فيها المحركات القديمة للنمو والمتمثلة في البنية التحتية والاستثمار العقاري والصادرات، تفسح المجال لنمو يقوده الاستهلاك .
وذكر كريان أنه "مع اعتماد سياسات نقدية ومالية حكيمة وداعمة، تضمن السلطات (الصينية) أن النمو يتباطأ تدريجيا، وأن أسعار المستهلك تستقر على نطاق واسع، وأن فرص العمل تحافظ على ارتفاعها ".
وأوضح أن "الخدمات أمسكت بزمام الأمور من التصنيع لتصبح المصدر الرئيسي للنمو والتوظيف، فيما يواصل القطاع الخاص اتساعه ويستمر نمو متوسط دخل الأسر بوتيرة يحسد عليها، أي بواقع أكثر من 8% من حيث القيمة الحقيقية في العام الماضي".
وقال كريان "أري بعض أوجه التماثل في عملية الانتقال الصينية"، مضيفا "أولا، التحول من محركات نمو قديمة إلى جديدة يحمل بعدا جغرافيا. فإقامة سياسة اقتصاد كلي لاقتصاد غير متجانس على نحو متزايد يعد مسؤولية كبيرة ومعقدة للغاية".
وأضاف "ثانيا، إن الشيء الذي يضيع دائما بين سطور الأخبار عن آلام إعادة الهيكلة يكمن في حقيقة أن الصين -- شأنها شأن موطن دويتشه بنك وهو ألمانيا-- تخطو خطوات كبيرة في دفع التكنولوجيا في مجالي التصنيع والخدمات. وهذا سيساعد الصين وألمانيا على المضي قدما اقتصاديا في السنوات المقبلة. وعندما تستقر التوقعات الحالية، ستزيد الشركات من استثماراتها وستستعيد التجارة العالمية زخمها. وهذا سيساعد أوروبا والصين".
وفيما يتعلق بأداء العملة الصينية (الرنمينبي أو اليوان)، عبر كريان عن اعتقاده بأن الرنمينبي انتقل إلى الصدارة على الساحة العالمية، ما يخلق العديد من الفرص التجارية والاستثمارية.
وقال الخبير المالي إن "الاستقرار الحالي لسعر صرف الرنمينبي مقابل سلة العملات التقليدية ساهم بشكل ملحوظ في تحسين من مصداقية الإطار الأحدث المتمثل في سعر صرف معوم تحت السيطرة للرنمينبي مقابل سلة مرجحة بالتجارة".
وأضاف أن "الأمر الأكثر أهمية يكمن في أن هذا الاستقرار خفف من مخاوف خفض قيمة الرنمينبي وساعد على استقرار توقعات السوق بشأن سعر صرف الرنمينبي".