رام الله 13 أبريل 2016 / دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله اليوم (الأربعاء) الدول المانحة، إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه إعمار قطاع غزة عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير عليه صيف عام 2014.
وقال الحمد الله خلال مؤتمر للمانحين حول عملية إعادة إعمار قطاع غزة عقد في رام الله في الضفة الغربية إنه "ليس من المعقول أن يقف عجز التمويل أو ضعفه حائلا دون النهوض بغزة وانتشال أهلها من المعاناة والألم والتشرد".
وذكر أن ما وصل من تعهدات دولية لدعم عمليات إعمار قطاع غزة يقتصر على حوالي ثلث التعهدات الإجمالية المخصصة لذلك "ما تسبب في تعطيل وتأخير جملة من التدخلات التي كان من المزمع تنفيذها".
وكان مؤتمرا دوليا عقد بالقاهرة في أكتوبر 2014 الماضي لإعادة إعمار، وتعهدت الدول المانحة خلاله بتقديم مبلغ 5.4 مليار دولار للفلسطينيين يخصص نصفه للإعمار.
وقال الحمد الله، إنه "رغم كل هذه المشاريع والبرامج إلا أن التقدم في العمل لم يكتمل بعد، بسبب القيود والشروط التي تضعها إسرائيل لإدخال مواد البناء وتنفيذ المشاريع والتباطؤ في عملية التمويل الدولي".
وأضاف إن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة كان أدى إلى تدمير وتضرر ما يزيد عن 170 ألف منزل، بالإضافة إلى الضرر الواسع الذي لحق بمنشآت القطاع الخاص والقطاعات الحيوية والمرافق العامة.
وأشار الحمد الله، إلى تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية (أوتشا) قبل أيام أظهر أن 75 ألف فلسطيني من الذين شردهم الهجوم الإسرائيلي ما زالوا بلا مأوى.
وأكد أنه "آن الأوان كي يتحرك المجتمع الدولي بما يتجاوز الإدانة والاستنكار والتنديد، لاتخاذ إجراءات فاعلة لحماية شعبنا وإغاثة غزة، وإعادة وحدة أرضنا الجغرافية والسياسية".
وطالب الحمد الله بهذا الصدد، بضرورة إلزام إسرائيل برفع الحصار عن قطاع غزة، مشددا على أن احتياجات لقطاع لا تقف عند حدود إعادة الإعمار بل تتطلب شراكة حقيقة مع دول العالم لرفع الظلم عنه وتلبية احتياجاته الإنسانية المضطردة وتنفيذ المزيد من المشاريع التنموية والحيوية فيه.
وشدد على ضرورة التصدي للوضع المائي المتدهور الذي تواجهه غزة "حيث يصل تلوث المياه فيها إلى 97 في المائة ما يتطلب توفير الدعم والتمويل لإقامة مشروع محطة التحلية المركزية للبدء بتشغيلها قبل حلول عام 2020".
كما دعا الحمد الله، إلى إعادة النظر بل وتطوير آلية إعادة الإعمار المعمول بها حاليا تحت مراقبة الأمم المتحدة "كونها تلبي فقط الحد الأدنى من احتياجات القطاع الإنسانية ولا تمكننا من تنفيذ المشاريع الإستراتيجية الكبرى أو مواصلة تقديم الخدمات الأساسية".
واختتم الحمد الله كلمته بالتأكيد على أن القيادة الفلسطينية "لن تقبل بفصل غزة أو عزلها ولن تكون دولتنا المستقلة إلا وقطاع غزة في قلبها، وسنستمر في حشد أكبر تأييد والتفاف دولي لضرورة كسر الحصار عنها".
وخلال المؤتمر، قدم ممثل البنك الدولي ستين جورنكسون عرضا بشأن سير إعمار غزة قال فيه، إن هناك تقدم في إطار انتعاش قطاع غزة لكن لا تزال هناك فجوة التمويلية بين التمويل اللازم البالغ 3 مليارات دولار والذي جمع منه بالفعل.
من جهته، قال وزير الأشغال العامة والإسكان في السلطة الفلسطينية مفيد الحساينة، إنه تم حتى الآن بناء 5 آلاف وحدة سكنية من أصل 11 ألف وحدة مدمرة بشكل كامل في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وأضاف إنه تم إعادة تأهيل 90 ألف وحدة سكنية تضررت جزئيا، داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لرفع الحصار كليا عن قطاع غزة.
وشنت إسرائيل هجوما عسكريا واسع على قطاع غزة لمدة 50 يوما في شهري يوليو وأغسطس عام 2014 هدم خلاله عشرات آلاف المنازل السكنية بشكل كلي وجزئي وأدى لدمار هائل في البني التحتية للقطاع.