دمشق 13 ابريل 2016 /افتتح أكثر من 7200 مراكز انتخابي أبوابه اليوم (الأربعاء) في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية أمام مئات الألاف من السوريين من مختلف شرائحهم الاجتماعية لانتخاب ممثليهم في مجلس الشعب (البرلمان ) وسط إجراءات أمنية مشددة .
ويتنافس اكثر من 3500 مرشح على 250 مقعدا موزعين على القطاعين " أ " و " ب " ، قطاع العمال والفلاحين، وقطاع باقي فئات الشعب.
وستجري الانتخابات في 13 محافظة سورية من أصل 15، وذلك باستثناء محافظتي الرقة (شمال سوريا) وإدلب (شمال غرب)، اللتين تقعان تحت سيطرة تنظيمي (داعش) و (جبهة النصر).
ولاحظ مراسل وكالة أنباء (شينخوا) بدمشق انتشارا كبيرا لعناصر الأمن وقوى الامن الداخلي أمام المراكز الانتخابية خشية وقوع أي حادث امني يعكر صفو العملية الانتخابية، كما قامت الحواجز الأمنية المنتشرة في العاصمة دمشق بالتدقيق في هويات المواطنين، وتفتيش السيارات تفتيشا دقيقا.
وشهدت بعض المراكز الانتخابية في دمشق اقبالا كبيرا على صناديق الاقتراع، في حين كان هناك فتورا ببعض المراكز الأخرى، بحسب مراسل (شينخوا).
وتجري انتخابات أعضاء مجلس الشعب على أساس التعددية الحزبية طبقا للدستور الذي تم الاستفتاء عليه في فبراير عام 2012.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريح للإعلام الوطني عقب الادلاء بصوته إن " الشعب السوري يخوض حربا عمرها خمس سنوات تمكن الإرهاب خلالها من سفك الدماء البريئة وتدمير الكثير من البنى التحتية إلا أنه فشل في تحقيق الهدف الأساسي الذي وضع له وهو تدمير البنية الأساسية في سوريا أي البنية الاجتماعية للهوية الوطنية، لذلك فإن مشغلي الإرهابيين وأسيادهم تحركوا باتجاه مواز تحت عنوان سياسي هدفه الرئيس هو ضرب هذه البنية الاجتماعية وضرب الهوية الوطنية اللتين يعبر عنهما الدستور ".
وأضاف الأسد إن " الشعب السوري كان واعيا خلال السنوات الماضية لهذه النقطة ولذلك رأينا الحماس لدى المواطنين للمشاركة في كل الاستحقاقات الدستورية السابقة سواء كانت الرئاسية أو التشريعية.. وهو ما نراه اليوم أيضا من خلال المشاركة الواسعة من جميع شرائح المجتمع وخاصة في موضوع الترشح الذي شهد عددا غير مسبوق في أي انتخابات برلمانية في سوريا عبر العقود الماضية " .
وأوضح الرئيس الاسد أن المشاركة في هذه الانتخابات شملت مختلف مكونات المجتمع وفي مقدمتها عائلات فقدت أبناءها بسبب الإرهاب ، مضيفا " لذلك كله ترانا نشارك اليوم عبر الإدلاء سوية بصوتينا وهي أول مرة نقوم بذلك كرئيس للجمهورية وعقيلته ومن الطبيعي أن نكون من المساهمين اليوم في هذا الاستحقاق كمواطنين سوريين يدافعون عن الاستحقاق الدستوري بكل ما يمثله الدستور بالنسبة لنا سواء كسوريَّين أو كسوريين.. كما أنه من الطبيعي أن نشهد حماسا كبيرا من المواطنين وهو ما رأيناه في الساعات الأولى من هذه الانتخابات " .
وفي السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن انتخابات مجلس الشعب السوري عامل مهم لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وقال رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات في سوريا اليوم إن " العملية الانتخابية تسير بشكل جيد ، ولم تشهد أي مخالفة قانونية لحد الآن " .
وعبر بعض المشاركين في الانتخابات لوكالة (شينخوا) عن فرحهم بالمشاركة في الانتخابات، لكونها حق ديمقراطي يكلفه الدستور.
وأصرت دمشق على اجراء الانتخابات في ظل ضغوط دولية من جانب، ومن جانب آخر رفض أحزاب معارضة في الداخل السوري لهذه الانتخابات ، إذ ترى في الانتخابات رسالة واضحة إلى عدم حدوث أي فراغ في أي من المؤسسات الدستورية معتبرة أنها لا يمكن أن تتجاوز هذه المحطة الدستورية الكبيرة .
وتعتبر الانتخابات الحالية ثالث استحقاق دستوري منذ اندلاع الأزمة عام 2011 حيث شهد عام 2012 انتخابات برلمانية تبعتها انتخابات رئاسية في عام 2014.