القاهرة 17 فبراير 2016 / تعهدت مصر بالدفاع عن دول الخليج العربي في حال تعرض تلك الدول لتهديدات مباشرة.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى أن بلاده لن تتواني في الدفاع عن أشقائها في الخليج في حالة تعرضهم لتهديد مباشر، مشددا على أن الجيش المصري هو جيش كل العرب، وأن عبارة "مسافة السكة" تعكس هذا المفهوم.
وكان السيسي قد أطلق عبارة "مسافة السكة" للتدليل على سرعة التحرك المصري للدفاع عن دول الخليج ضد أي تهديد خارجي.
وقال السيسي خلال لقائه مع وفد من كبار الصحفيين والإعلاميين الكويتيين "إن مصر لا تتدخل في شئون الدول الأخرى وأنها تحترم إرادة الشعوب، ولكنها قادرة على صد أي هجوم والرد على أي اعتداء أو تهديد مباشر سواء عليها أو على أشقائها".
ودلل على ذلك بموقف مصر إزاء الأحداث في ليبيا، حيث امتنعت عن التدخل في الشأن الليبي أو استغلال الأوضاع الصعبة للشعب الليبي للمساس بمقدراته، وكانت المرة الوحيدة التي قامت فيها مصر بعمل عسكري حين قامت التنظيمات الإرهابية في ليبيا بذبح 21 مصرياً.
وشدد السيسى على أن مصر لن تتردد في إرسال قواتها إلى دول الخليج، ومن بينها دولة الكويت، للدفاع عنها إذا ما تعرضت لأي اعتداء أو تهديد مباشر.
واًوضح أن "الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين ليس شأناً قومياً فحسب، ولكنه شأنٌ ديني ووطني وأخلاقي كذلك، فالدين الإسلامي الحنيف لا يقبل ترويع المواطنين".
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية بأن أعضاء الوفد الإعلامي الكويتي أشادوا في مستهل اللقاء بمشاركة القوات المسلحة المصرية في حرب تحرير الكويت، مستذكرين الدماء المصرية الطاهرة التي سالت على أرضهم وامتزجت بدماء أشقائهم الكويتيين.
وأضاف يوسف أن حوار السيسى مع الوفد الإعلامي الكويتي تناول مُجمل التطورات التي يمر بها العالم العربي، حيث أشار الرئيس إلى أن غزو الكويت عام 1991 مثل الضربة الأولى لوحدة الصف العربي، وكان بمثابة ثغرة لاختراق الأمن القومي العربي.
وأشار السيسي إلى أن الأمة العربية تستمد قوتها من ترابطها، وأنه على الدول العربية أن تمتنع عن الإساءة لبعضها البعض، منوهاً إلى ما تعرضت له مصر عقب ثورة 30 يونيو من إساءات وافتراءات من جانب بعض الدول العربية والإقليمية ووسائلها الإعلامية.
ولفت إلى أن مصر حرصت على التحلي بالمسئولية وعدم الرد بالمثل لتفادى الخوض في تراشق إعلامي لم يكن سينتج عنه سوى مزيد من الانقسام، مؤكداً على أن ما يربط الدول العربية من إسلام وعروبة ومحبة ليس مجرد أقوال، بل يجب ترجمته إلى أفعال.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن اللقاء تطرق كذلك إلى الوضع في سوريا، حيث أكد السيسي أن الموقف المصري إزاء الأزمة السورية واضح ولم يتغير، ويتمثل في عدم التدخل في شئون سوريا، واحترام إرادة شعبها، ومكافحة الإرهاب والعناصر المتطرفة.
وطالب بالعمل على التوصل لحل سياسي للأزمة يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية ويفسح المجال للبدء في جهود إعادة الإعمار.
كان الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، قام أمس الثلاثاء بزيارة القاهرة التقى خلالها مع السيسي ورئيس الوزراء شريف اسماعيل، ونظيره المصري سامح شكري.
و أوضح الصباح أنه يجري حاليا دراسة المساهمة في عدد من مشروعات مصرية بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وأردف أن الصندوق سيقوم بايفاد بعثة للقاهرة للتعرف على مشروعات التعاون المقترحة، والعمل على الانتهاء من المشروعات الجارية، ودخول عدد آخر إلى حيز التنفيذ، كما أكد أن المضي في دراسة إجراءات التعاون المشترك من خلال صندوق سيادي مصري كويتي سيفتح المجال للتعاون في تنفيذ الاستثمارات بقطاعات جديدة.