ذكرت وكالة الأنباء السعودية مؤخرا أن 20 دولة عربية وإسلامية ستشارك في مناورات عسكرية واسعة النطاق اطلق عليها اسم "رعد الشمال" في مدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن، شمال المملكة. كما ستشارك في المناورات العسكرية قوات درع الجزيرة المشتركة، القوات العسكرية المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي. ووصفت المملكة العربية السعودية المناورات العسكرية بالأكبر والاهم من نوعه في تاريخ منطقة الشرق الاوسط، من حيث عدد الدول المشاركة، والعتاد العسكري المتطور.
وقال مسؤول سعودي:" سيبدأ تنفيذ المناورة في 26 فبراير 2016 ولمدة 18 يوما في مدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن، شمال المملكة، بمشاركة 20 دولة هي: السعودية، والإمارات، والأردن، والبحرين، والسنغال، والسودان، والكويت، والمالديف، والمغرب، وباكستان، وتشاد، وتونس، وجزر القمر، وجيبوتي، وسلطنة عمان، وقطر، وماليزيا، ومصر، وموريتانيا، وموريشيوس، إضافة إلى قوات درع الجزيرة. ووفقا لما ذكرته وكالة الانباء الكويت، لم تتسلم الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية الدعوة للمشاركة في مناورات "رعد الشمال" السعودية. وتمثل المناورات رسالة واضحة تشير إلى أن السعودية وحلفائها من الدول المشاركة تقف صفاً واحداً في مواجهة كافة التحديات والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم."
واكدت المملكة العربية السعودية أن الدفاع عن السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة هو الهدف الرئيسي لقادة الدول المشاركة في مناورات "رعد الشمال". وقال مستشار وزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري، أن مناورات "رعد الشمال" تهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتبادل المعلومات وتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول المشاركة فى العمليات العسكرية.
تقود المملكة العربية السعودية لتحالف دولي لضرب الحوثيين الشيعة في اليمن، وفي نفس الوقت عضو في التحالف الدولي المناهض للارهاب بقيادة الولايات المتحدة، وتشارك بنشاط في ضرب مواقع تنظيم " الدولة الاسلامية " في اراضي السورية والعراقية. ولكن، المملكة العربية السعودية واحدة من المؤيدين الرئيسيين لقوات المعارضة السورية، وتنظيم المملكة لمناورات عسكرية متعددة الجنسيات ورفيعة المستوى في الوقت الذي تشهد التسوية السياسية للازمة السورية المزيد من الاعتراف يخلق نوع من القلق لدى الناس.
في الآونة الأخيرة، ساعد الدعم الجوي الروسي قوات النظام السوري في تحقيق تقدما في ساحة الحرب. شمالا، من المتوقع أن تسترد قوات النظام حلب واستعادة السيطرة على الاراضي الحدودية، جنوبا، استعادت قوات النظام حاليا العديد من المحافظات للسيطرة على همزة النقل بين سويدا ودمشق، بما في ذلك قطع الامدادات التي تصل الى المعارضة من جهة الاردن. مما جعل المملكة العربية السعودية وتركيا اكثر دولتين تناديان بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد قلقتان من أن تؤثر التغيرات التي طرات في ساحة الحرب على محادثات السلام السورية. وقد اعلنت المملكة العربية السورية وتركيا مؤخرا عن امكانية ارسال قوات برية الى سوريا من أجل محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" حسب زعمهما، لكن في الواقع هو من اجل زيادة الضغط على النظام السوري، والتعبير عن عدم الرضا بما توصلت اليه روسيا والولايات المتحدة ودول اخرى في اجتماع ميونخ بشأن القضية السورية من اتفاق على وقف اطلاق النار دون التوضيح حول تنحي بشار الاسد مستقبلا. ويمكن القول أن مناورات "رعد الشمال" هي ايضا صدى التحرك التركي المتكرر بشأن القضية السورية، والتوجه الى تشكيل هجوم مشترك ضد النظام السوري.
قالت الدكتورة إيمان رجب الباحثة المتخصصة في الشأن الخليجي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن اعلان المملكة العربية السعودية عن استعدادها لإرسال قوات برية الى سوريا وتنظيم مناورات عسكرية واسعة النطاق يهدف الى تسليط الضوء على مدى قدرة السعودية على مواجهة القضايا الإقليمية . لكن، يبقى هذا مجرد زخم ، لان المملكة العربية السعودية حاليا في دوامة العمليات العسكرية في اليمن، وغير قادرة على تخليص نفسها،و العمليات العسكرية الخاصة بالكاد تكون قوية، كما تواجه هديداً خطيراً من التطرف المحلي والارهاب، وبالتالي فإن احتمالات اتخاذ المملكة العربية السعودية عمليات التدخل العسكرية في سوريا او مواجهة روسيا مباشرا ليست كبيرة.
هذا، ويعتقد بعض المحللين أنه طالما أن المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن القضية السورية ليست متكاملة أو صريحة، فإن الازمة السورية لن تتطور الى حرب اقليمية.