عمان 17 فبراير 2016 / قال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشئون الإنسانية في الأردن إدوارد كالون إن تكثيف القصف المدفعي والجوي في جنوب سوريا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية ادى إلى تشرد حوالي 70 الف سوري من منازلهم وتعرض الكثيرون للتشريد للمرة الثانية أو الثالثة في سعيهم للوصول إلى مناطق آمنة.
وأضاف كالون، في بيان وصل نسخة منه إلى مراسل وكالة أنباء (شينخوا) في الأردن اليوم (الأربعاء)، إن حوالي 50 الف سوري من أولئك الأفراد سيبقون دون مأوى في ظل الظروف الجوية القاسية وبرد الشتاء القارس، موضحا أنه تم تعليق توفير الخدمات الأساسية نظرا للقصف الجوي، فيما تعرضت أكثر من خمسة مرافق صحية للدمار في الأشهر الماضية، ما أدى إلى توقف أعمالها بشكل جزئي أو كامل.
وقال كالون إنه لتلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص المشردين، عملت الأمم المتحدة وشركاؤها على تعزيز المساعدات الإنسانية المقدمة عبر حدود الرمثا، حيث لا يمكن أن تنفذ جهود إغاثة السوريين المنكوبين في جنوب سوريا إلا بالتعاون والدعم من جانب السلطات الأردنية، وبما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأوضح أنه "تم تنسيق المساعدات الإنسانية المقدمة ضمن عمليات عبر الحدود بتعاون وتسهيلات من السلطات الأردنية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة في سوريا والأمم المتحدة والشركاء من المنظمات غير الحكومية في كل من الأردن وسوريا".
وتابع كالون في بيانه انه تم ارسال قوافل إضافية خلال الأسبوعين الماضيين لتزويد أكثر من 7 الاف طفل و25 ألف شخص بالغ بالبطانيات والملابس الشتوية واللوازم المنزلية وضرورات الحياة، مثلما تم ارسال 25 الف طرد من اللوازم الصحية للأسر التي تضم أطفالا، إلى جانب تزويد أكثر من 13 الف شخص بحصص غذائية تكفي لشهر واحد، فضلا عن انه يجري التخطيط حاليا لتوفير حصص غذائية إضافية لحوالي 55 الف شخص مشرد وتوفير اللوازم المنزلية الأساسية لعدد يصل إلى 100 ألف شخص.
وأعرب عن قلق الأمم المتحدة وشركائها حيال التكلفة الإنسانية لما يجري من قتال بين الحكومة السورية وقوى المعارضة، ما يؤكد الضرورة الملحة للتوصل إلى حل سياسي والانتقال الفوري إلى مرحلة توقف كامل لكافة العمليات بموجب اتفاق محادثات ميونيخ، اضافة الى دعوة الأمم المتحدة كافة أطراف النزاع إلى إنهاء الهجمات غير المشروعة وحماية المدنيين والبنية التحتية للمدن بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
على صعيد اخر، اطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في الأردن اليوم نظام بصمة العين المبتكر "آيريس" لدفع قيمة السلع، والذي يسمح للاجئين السوريين الذين يعيشون في مخيمات بشراء المواد الغذائية من المتاجر المحلية باستخدام بصمة حدقة العين بدلا من النقد، أو القسائم، أو بطاقات الائتمان.
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في الأردن مجيد يحيى في بيان "هذه نقطة تحول في برنامجنا للمساعدات الغذائية، حيث نستطيع زيادة إتقان عملية إيصال المساعدات ، لتصبح أكثر كفاءة، وتعزيز المساءلة وجعل تسوق المواد الغذائية أسهل وأكثر أمنا للاجئين".
وأضاف إن حدوث هذا في الأردن يجعل الأمر أكثر أهمية ونحن نأمل أن يسهم ذلك في تقدم البلاد وسعيها لتصبح مركزا إقليميا للتكنولوجيا."
وأوضح أن البرنامج يتطلع إلى التوسع التدريجي في استخدام نظام الدفع عن طريق مسح بصمة العين الجديد لدعم اللاجئين الذين يعيشون في جميع مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن خلال الأشهر المقبلة، واعتمادا على نجاح النظام في المخيمات، قد يتوسع برنامج الأغذية العالمي أيضا في استخدام هذه التكنولوجيا في مناطق خارج المخيمات.