بيروت 16 فبراير 2016 / اعتبر أمين عام (حزب الله) اللبناني حسن نصر الله اليوم (الثلاثاء) أن هناك "مسارا جديدا" في سوريا بعد التراجع الذي لحق بجماعات المعارضة المسلحة بهذا البلد الذي يشهد صراعا دمويا اقترب من اكمال عامه الخامس.
وانتقد نصر الله السعودية مجددا وكذلك تركيا على خلفية موقفيهما من الأزمة السورية معتبرا ان هزائم المعارضة في سوريا دفعت بالبلدين للحديث عن تدخل بري لمحاربة (داعش) وذلك في كلمة ألقاها بمهرجان "الوفاء للقادة الشهداء".
وقال أمين عام حزب الله ان "اسرائيل هي جزء من المعركة على سوريا استخباراتيا ولوجسيتيا وتسهيلات عبور في أكثر من مكان بلبنان والاردن وكانت من خلف الستار تحضر كل ما يمكن أن يحرض ضد سوريا".
ولفت إلى أن الاسرائيليين سلموا بواقع أنه لا يمكن اسقاط النظام لذا يدعون الى تقسيم سوريا على اساس عرقي وطائفي ، مشيرا الى ان "اسرائيل فشلت في سوريا حتى الآن لان هدفها كان إسقاط نظام الرئيس الاسد كما فشلت بإيصال سوريا الى مرحلة التقسيم".
وأشار أيضا إلى أن "المشروع السعودي في سوريا فشل"، لافتا إلى أن "الجيش السوري والقوى الشعبية ومن معهم من حلفاء يقاتلون على امتداد الاراضي السورية ما يعني ان القرار الوطني في سوريا هو منع التقسيم".
وقال "إننا أمام تطورات ميدانية هائلة وضخمة لحسم المعركة في ريف اللاذقية وفي ريف حلب الشمالي وهناك انهيارات كبيرة للجماعات المسلحة والجيش السوري يدخل الى بعض المدن دون قتال وهذا يدل أن هناك مسارا جديدا موجود في سوريا والمنطقة".
وأضاف "هذه الهزائم دفعت بالسعودية وتركيا الى الحديث عن تدخل بري لمحاربة داعش وضمن الائتلاف الدولي بقيادة أمريكا" واصفا ذلك بأنه "تطور مهم جدا سواء حصل أو لم يحصل".
وقال "إن رهان السعودية وتركيا على التدخل البري ليس لمواجهة داعش بل لتكونا متواجدتين على طاولة المفاوضات حول سوريا أو لمواصلة تسعير الحرب السورية".
ورأى أنه "يكفي لتركيا أن تغلق حدودها وتوقف الدعم وبيع النفط للقضاء على داعش" متسائلا "هل من يسلم اليمن لداعش يريد قتالها في سوريا".
وقال ان "السعوديين والأتراك يريدون إيجاد موطئ قدم لهم في سوريا" معتبرا أنهم "جاهزون لأن يأخذوا المنطقة الى حرب اقليمية وعالمية وليسوا جاهزين على الاطلاق بان يقبلوا بتسوية حقيقية في سوريا وهذا ما يظهر مستوى الحقد الاعمى".
وأكد "ستبقى سوريا لشعبها واهلها ووحدهم من يقررون نظامها ودستورها ورئيسها وموقعها في المعادلة وأنها ستبقى عامود خيمة المقاومة في المنطقة".
ونبه نصرالله في مجال آخر الى أن "هناك ماكينة إعلامية دولية وعربية خليجية تعمل على شيطنة حزب الله للنيل منه خدمة لإسرائيل" لافتا إلى أن "الحرب النفسية لن تجدي معنا نفعا ولن نتراجع بل سنواصل جهوزيتنا العسكرية تجاه اسرائيل."
ولاحظ أن اسرائيل تكثر الحديث عن حرب لبنان الثالثة بعد حرب يوليو 2006 والغزو الاسرائيلي عام 1982 لكنه أشار أنه "عندما ترى اسرائيل ان في لبنان من يمنعها من ان تدخل الى حرب تنتصر فيها فانها لن تخرج الى الحرب."
واعتبر أن "الذي يمنع اسرائيل من الحرب هو وجود مقاومة محتضنة شعبيا ومعها الجيش الوطني وهي قادرة بمقدراتها الدفاعية والهجومية الجديدة على أن تلحق الهزيمة باسرائيل بأي حرب قادمة."
وقال ان "اسرائيل تقول اليوم إنها ستستهدف كل المناطق في الحرب القادمة وليس فقط مناطق محددة ولكن نحن نشكل هذا المانع" لافتا الى أن أحد "الخبراء الاسرائيليين يقول ان سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على خزانات مادة الامونيا التي تحتوي على اكثر من 15 ألف طن."
وأضاف أن "هذا الامر كقنبلة نووية أي أن لبنان اليوم يمتلك مثل هذه القنبلة لأن أي صاروخ ينزل بهذه الحاويات هو أشبه بقنبلة نووية".