بيروت 14 فبراير 2016 / اكد رئيس الوزراء الاسبق سعد الحريري اليوم (الاحد) ان لبنان "لن يكون ولاية ايرانية تحت اي ظرف" تنجر الى خانة العداء مع السعودية، متهما حزب الله حليف طهران بتعريض مصالح البلاد للخطر.
وقال الحريري زعيم "تيار المستقبل" قطب "قوى 14 مارس" في كلمة خلال احياء الذكرى 11 لاغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري اليوم إنه "لن نسمح لاحد بجر لبنان الى خانة العداء للسعودية ولاشقائه العرب، ولبنان لن يكون تحت اي ظرف ولاية ايرانية فنحن عرب وعربا سنبقى".
وشدد على ان "لا احد سيتمكن من السطو على الجمهورية اللبنانية لابترهيب السلاح ولا بإرهاب التطرف ولا بمخالفة الدستور ولا بوسائل التعطيل والفوضى."
واكد ان "لبنان لكل اللبنانيين وليس لفئة أو لطائفة أو حزب"، موجها الكلام الى "الرؤوس الحامية التي تعلق مصير البلاد على مصالحها السياسية والمذهبية".
وانتقد الحريري تجنيد حزب الله، من دون أن يسميه، ل"آلاف الشبان للتورط في الحرب السورية والتباهي بتقمص ادوار الدول العظمى"، داعيا الى "رفع مستوى الاعتراض السياسي على إقحام لبنان في الصراعات العسكرية."
وناشد "أهل العقل والحكمة والوطنية في الطائفة الشيعية" ان يبادروا الى "تفكيك أخطر الألغام التي تهدد سلامة العيش المشترك."
واتهم حزب الله ب"تعريض مصالح لبنان للخطر والتحامل على الدول الشقيقة وعلى رأسها السعودية ودول الخليج العربي التي لم تبادرنا يوما بأي أذى."
وأضاف متسائلا "هل نحن أمام أحزاب تعمل لله أم أمام أحزاب تعمل للفتنة".
ودعا حزب الله الى التعاون على إنقاذ لبنان و"فك الحصار عن الرئاسة والحكومة ومجلس النواب وليس في المشاركة بمحاصرة مضايا وحلب والمدن السورية."
وقال ان "مصير رئاسة الجمهورية في يد اللبنانيين"، مؤكدا "عدم الخشية من وصول أي شريك في الوطن الى رأس السلطة طالما يلتزم اتفاق الطائف وحدود الدستور والقانون وحماية العيش المشترك وتقديم المصلحة الوطنية وسلامة لبنان على سلامة المشاريع الإقليمية".
واعتبر ان الفراغ الرئاسي يشكل "كارثة"، مشيرا الى تراجع الأوضاع في لبنان على كل الصعد"، داعيا الى انتخاب احد الزعماء المسيحيين الأربعة الذين تعاهدوا على "أن المرشح المقبول لرئاسة الجمهورية يجب أن يكون واحدا منهم."
وأشار الى أن ترشيحه للنائب سليمان فرنجية أحد الزعماء الأربعة "يهدف الى إنهاء الفراغ ووضع حد للتدهور والعمل على تحسين وضع لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والمعيشي وحماية النظام والسلم الأهلي".
وأشار الى أن هذه الخطوة أرغمت الجميع على إعادة وضع إنهاء الفراغ الرئاسي على رأس الأولويات وأدت الى مصالحة بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" بعد 28 سنة من الصراع باعلان رئيس حزب القوات سمير جعجع الانسحاب من السباق الرئاسي وترشيح زعيم "التيار الوطني" العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
وانتقد مقاطعة جلسات الانتخاب الرئاسية من قبل نواب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وقال "تقاطعون كل جلسة وتمنعون النصاب ولا تقبلون إلا أن تعرفوا النتيجة سلفا."
وأكد أن تياره "لايلعب أي دور اقليمي وليس لدينا دور إلا بالاعتدال وبالحوار وبالبحث عن الحلول في لبنان وفي الوطن العربي"، لافتا في المقابل الى أن "غيرنا يريد أن يلعب أدوارا عسكرية، ويغرق بدماء شعوب عربية ويرسل شبابا لبنانيين إلى الموت خارج الحدود"، في اشارة الى حزب الله.
وأكد الحريري ان "مصير لبنان في يدنا نحن، ولبنان سيحكم من لبنان ولن يحكم من دمشق أو طهران أو أي مكان آخر."
ويشهد لبنان أزمة سياسية متمادية بسبب فشل البرلمان في الانعقاد وانتخاب رئيس للبلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو 2014، وذلك على خلفية الانقسامات السياسية في لبنان بسبب الأزمة السورية والصراع المذهبي في المنطقة.
ووصل سعد الحريري فجر اليوم الى بيروت في زيارة هي الثالثة له منذ مغادرته لبنان في العام 2011 للمشاركة في احياء ذكرى اغتيال والده.