شرق لبنان 14 فبراير 2016 / بحزن شديد تذكرت الشابة السورية سمر الحاتمي، التي جلست عند مدخل خيمتها في مخيم القرعون في البقاع بشرق لبنان خطيبها الذي غيبته الحرب قبل عام ونصف العام في سوريا.
والحاتمي ذات الاربع والعشرين ربيعا لم يختلف حالها كثيرا في "عيد الحب" الذي يصادف اليوم (الاحد) عن لاجئين سوريين اخرين في لبنان باتوا يرون فيه مناسبة "لم يعد لها اثر في قاموس ونفوس" السوريين بسبب الحرب.
وتقول الحاتمي، وهي تتطلع الى بحيرة البلدة بشرود والدموع على خديها لوكالة انباء ((شينخوا)) "قتل خطيبي منذ حوالي العام ونصف بقذيفة عشوائية في حلب" شمال سوريا، التي تشهد في الوقت الحالي معارك عنيفة يتقدم خلالها الجيش السوري على حساب الفصائل المعارضة بدعم جوي روسي.
لكنها مازالت تذكر كيف جاءها "بباقة صغيرة من الورد الاحمر جمعها بصعوبة تحت القصف من احد حقول حلب" في عيد الحب قبل مقتله.
كما تذكر الحاتمي ذلك "الحديث الهادئ والناعم" بينهما، "لكن الحرب اللعينة قضت على احلامنا ...هو لقى حتفه وانا هربت من تلك الحرب الى دنيا النزوح اللعين"، حسب ما تقول.
وتابعت "اكافح كل يوم لأنسى"، مضيفة باستنكار انه "امام هذه المأساة التي تضرب بلدنا، لم يبق اثر لعيد العشاق في قاموسنا؟".
وعلى غرار الحاتمي يتذكر النازح السوري من ريف حلب امجد ابوالفريدي، زوجته وطفله اللذين فقدهما منذ عامين.
ويقول ابوالفريدي ل(شينخوا) "فقدت زوجتي وطفلي بقذيفة داعشية (نسبة الى تنظيم الدولة الاسلامية) منذ عامين، لكنني مؤمن بأن عيد الحب يجب ان يكون مناسبة لوقفة ضمير توقف الحرب الدائرة" في سوريا.
وتابع "شعار الحب يجب ان يسود في ارجاء سوريا"، مضيفا "الحب اقوى وامضى من كل اسلحة الدمار التي يستخدمونها في حربهم العبثية".
وتسبب النزاع الدائر في سوريا منذ قرابة خمس سنوات في نزوح ملايين السوريين الى خارج البلاد، خاصة في دول الجوار لبنان والاردن وتركيا.
ويقيم في لبنان اكثر من مليون لاجئ سوري، حسب احصاءات مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتتغلب السورية سلوى اللاجئة بمخيم الوزاني بجنوب لبنان على البعاد عن حبيبها في عيد الحب بالاتصالات الهاتفية.
وتقول سلوى "حبيبي لا يزال في حلب (..) لكننا نعوض ذلك بالاتصالات الهاتفية التي تعيد لقلوبنا الامل بالمستقبل".
وكذلك يقول النازح من ريف دمشق زاهر ابوغيدا "سيبقى حبي لحبيبتي اقوى من الحرب والنزوح على امل ان نحتفل بالعيد القادم في ربوع بلدنا الذي يبقى عشقنا الاكبر".
ورغم انه كأقرانه يرى في عيد الحب "مناسبة اختفت من نفوس" السوريين، لكن النازح العشريني من ادلب شمال غرب سوريا حسن ابو احمدي، نجح في جمع "باقة من البرقوق الاحمر" التي تكثر بين الصخور في المناطق الجبلية اللبنانية وحملها الى خطيبته سلوى النازحة الى مخيم "بر الياس" بعدما تذكر المناسبة بصعوبة، حسب ما يقول.
ويتابع ابوحمدي قائلا ل(شينخوا) "هذه الورود هي كل ما يمكنني تقديمه لحبيبتي في عيد العشاق في ظل الفقر والعوز والمآسي التي نعيش."
واضاف "تذكرت مناسبة العيد بصعوبة فمثل هذه المناسبة اختفت من نفوسنا، لكن الحب يجب ان يكون اقوى من حقد وظلم تلك الدول التي فرضت الحرب على بلدنا".
واردف "لابد من فسحة امل صغيرة ولحظات حب نواجه من خلالها جحيم الغضب والبغض والحقد المخيم منذ 5 سنوات على السوريين".