الجزائر 14 فبراير 2016 / كشف وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية في الجزائر عبد القادر مساهل اليوم (الأحد) عن اجتماع لدول جوار ليبيا قريبا يتناول تطورات الأزمة بهذا البلد الذي يعاني أمنيا وسياسيا منذ خمس سنوات.
وقال مساهل عقب مباحثات أجراها مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي بالعاصمة الجزائر إنه من المرتقب أن يعقد قريبا اجتماع لدول الجوار قد تحتضنه العاصمة التونسية من أجل "التنسيق بينها فيما يتعلق بالوضع في ليبيا" من دون أن يحدد موعده.
وأوضح أن "دول الجوار مهتمة بوحدة واستقرار هذا البلد الشقيق وبالتوصل أيضا إلى إجماع دولي حول الحلول السياسية المطروحة حاليا".
وأكد مساهل على "تطابق الرؤى" بين الجزائر وتونس بشأن حل الأزمة الليبية عبر "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في وقت عاجل ويكون مقرها بطرابلس وتمنح لها صلاحيات واسعة من أجل تولي ترتيب البيت الليبي".
كما أكد على ''ضرورة تقديم الحل السياسي ودفع الإخوة الليبيين لإيجاد حل لقضيتهم" وهو الإتجاه الذي "تسير فيه الجزائر وتونس وكل دول الجوار".
وقال مساهل "نريد أن يتوصل الإخوة الليبيون إلى هذا الحل (السياسي) في أقرب وقت ممكن، بحيث يصادق عليه البرلمان في طبرق على أن يتم استلام الحكم في طرابلس ونحن مصرون على الوحدة والسلامة الترابية لهذا البلد".
وتنتمي الجزائر وتونس إلى مجموعة دول جوار ليبيا التي تأسست في الجزائر العام 2014 بمبادرة من الجزائر وتضم أيضا مصر وليبيا والسودان وتشاد والنيجر.
وتعمل المجموعة على إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية في إطار حوار شامل بين القوى الوطنية الليبية.
وأنشأت المجموعة لجنتين تتكفل الأولى بمسائل الأمن وترأسها الجزائر، فيما تتكفل الثانية بالمسائل السياسية وترأسها مصر.
وكانت المباحثات التي أجراها الجهيناوي مع وزير الخارجية رمطان لعمامرة أفضت إلى الإتفاق على رفض التدخل العسكري في ليبيا والتأكيد على الحل السياسي ودعم حكومة الوفاق الوطني.
ويخشى البلدان أن يؤدي التدخل العسكري في ليبيا إلى ازدياد النشاط الإرهابي ومنح الشرعية للجماعات المتشددة في محاربة الأجنبي وهو ما سيؤثر على أمنهما الداخلي.
وصدرت دعوات في الآونة الأخيرة للتدخل الدولي في ليبيا لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف بـ (داعش).
وصرح لعمامرة بأن بلاده "لا تؤمن بالحل العسكري ولا تعتقد بأن تصعيد الوضع من خلال التزويد بالسلاح أو إجراءات من هذا القبيل قد يشجع على تحقيق التهدئة للتوصل إلى الحل التوافقي الذي ما فتئنا ننشده".
وقال "نحن حريصون بصفتنا جيران لليبيا على أن نكون طرفا كبيرا في الحل ولن نكون طرفا في المشكلة".
وتعاني ليبيا من فلتان أمني واقتتال أهلي منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، وتتنازع على الشرعية بها عدة أطراف توحدت في حكومتين وبرلمانين، الأولى في طرابلس والثانية في طبرق، إلا أن الأطراف المتصارعة اتفقت على تشكيل حكومة وفاق وطني يرأسها فائز السراج وقعته في مدينة الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر الماضي.