الجبير : سويسرا تتولى رعاية مصالح السعودية في ايران

الرياض 14 فبراير 2016 / أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم (الأحد) أن سويسرا ستتولى رعاية مصالح بلاده في طهران بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، موضحا ان تلك الخطوة تستهدف تسهيل قدرة الايرانيين على القدوم للمملكة لأداء مناسك الحجم والعمرة.

وقال الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السويسري ديدييه بور كهالتر في الرياض ان " سويسرا عرضت أن تكون الدولة التي تراعي مصالح المملكة العربية السعودية في ايران ".

وأضاف "نحن في المملكة العربية السعودية نقدر ذلك وقبلنا هذا الدور لسويسرا من أجل تسهيل الاجراءات للحجاج والمعتمرين الايرانيين للقدوم للمملكة لاداء مناسك الحج والعمرة".

وأكد الجبير ان "العرض محدود بالعمليات القنصلية والدبلوماسية".

وشدد على ان اعادة العلاقات مع ايران يتطلب ان "تكف ايران عن سياستها العدوانية تجاه المملكة وتتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة"، لافتا الى ان "السعودية وعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود لم تقم بأي عمل عدواني تجاه ايران بينما تعرضت للكثير من التصرفات العدوانية".

وكانت الرياض قررت في يناير الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران على خلفية اعتداءات على مقارها الدبلوماسية في ايران من قبل متظاهرين غاضبين لتنفيذ السلطات السعودية حكم الاعدام بحق رجل الدين الشيعي السعودي المعارض نمر النمر.

وتتهم السعودية ايران بنشر الاضطرابات في دول المنطقة خصوصا في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وهو ما تنفيه طهران.

وتقود السعودية منذ قرابة عام تحالفا عسكريا عربيا ضد الحوثيين الذين تعتبرهم ذراع ايران في اليمن.

واعلنت السعودية مؤخرا استعدادها للمشاركة في "أي عمليات برية" ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سوريا ما أثار ردود فعل غاضبة من قبل الحكومة السورية التي حذرت من مغبة القيام بذلك، معتبرة أن أي تدخل بري دون أخذ موافقتها هو "عدوان يستدعي مقاومته".

وحول توقيت ارسال قوت برية سعودية الى سوريا ، اوضح الجبير ان هذا الامر يرتبط بقرار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والذي يتضمن تحديد حجم هذه القوات ونوعية المهام الموكلة اليها ضمن خطة التحالف.

وجدد وزير الخارجية السعودي موقف بلاده الرافض لاستمرار بشار الاسد في حكم سوريا "وسيتم اسقاطه سياسيا او عسكريا طال الزمن او قصر" مشيرا الى فشل كل محاولاته للاستعانة بايران و(حزب الله) اللبناني واخيرا استعانته بروسيا والتي قال انها ستفشل هي الاخرى مالم يذعن للحل السياسي وفتح المجال لبناء سوريا جديدة.

واوضح الجبير ان اتفاق ميونوخ الذي تم التوصل اليه الخميس الماضي اكد ضرورة ايصال المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة ووقف قصف الطائرات الروسية للمدنيين وللمعارضة السورية المعتدلة والبدء في مفاوضات تقود لعملية انتقال سياسي في سوريا.

واكد ان السعودية ستواصل مساعي الحل السلمي للازمة في سوريا وبموازاة ذلك ستستمر في دعم المعارضة المعتدلة حتى تحقق التوازن على الارض مبينا ان ارسال السعودية قوات برية ياتي في اطار التحالف الدولي والذي شاركت في تاسيسه عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش .

ومن جانبه اوضح وزير الخارجية السويسري ديدييه بور كهالتر ان بلاده تنتهج سياسة محايدة لمعالجة القضايا الاقليمية وتامل في ان تفضي الجهود المبذولة لاستنئاف المفاوضات لحل الازمة في سوريا بالطرق السياسية.

وشدد على ضرورة سرعة ايصال المساعدات الانسانية لتخفيف المعاناة عن السوريين في المناطق المحاصرة مع التزام كافة الاطراف بوقف اعمال القتل والقصف تمهيدا للدخول في عملية سلمية تفضي لحل سياسي في سوريا.

والتقى وزير الخارجية السويسري ديدييه بور كهالتر خلال زيارته للرياض اليوم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حيث جرى بحسب ما اوردت وكالة الانباء السعودية (واس) بحث العلاقات الثنائية وافاق التعاون بين البلدين.

وافاد ديدييه بور كهالتر ان مباحثاته في السعودية تناولت المستجدات الاقليمية والدولية اضافة الى تطوير العلاقات في مجالات التنمية وحقوق الانسان والتجارة الحرة وقطاعي الطاقة والكهرباء.