القاهرة 8 ديسمبر 2022 (شينخوا) أكد رئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور عصام شرف على أن القمة الصينية العربية الأولى المرتقبة ستكون علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية.
وفيما يتعلق بمبدأ "مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك"، قال شرف في مقابلة أجراها مؤخرا مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن اتباع مبدأ المستقبل المشترك أمر حيوي، حيث لا يمكن لدولة واحدة مواجهة التهديدات والتحديات العالمية وحدها، مشيرا إلى أن الحضارتين العربية والصينية من أقدم وأكبر الحضارات، ويربطهما طريق الحرير القديم منذ آلاف السنين.
وفي ظل الوضع الدولي الراهن غير المسبوق، شدد شرف على "أننا بحاجة إلى التكاتف والعمل معاً ليس لمواجهة الأزمات الاقتصادية فحسب، بل أيضا لاستعادة القيم الإنسانية القيمة المُورثة والمتأصلة في الحضارتين العظيمتين، وتقديمها لتحفيز العالم لبناء حضارة متناغمة تحت مظلة مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية ".
وقال شرف إنه منذ تفشي كوفيد-19، زودت الصين معظم الدول العربية بالإمدادات الطبية اللازمة لمكافحة المرض، حيث كان التعاون الصيني المصري في هذا الصدد، مثالا يحتذى به. وأوضح أن الصين أمدت بلاده بالمواد اللازمة لإنتاج اللقاحات المضادة للمرض رغم المشاكل الدولية المتعلقة بالنقل وسلاسل التوريد والصعوبات اللوجستية.
وأضاف أنه "باختصار، تعد الصين نموذجا رائعا لمساعدة الآخرين"، ونوه بأنه "هناك دائما مستوى عال من التفاهم والدعم المشتركين بين الصين والدول العربية".
وفي الوقت نفسه، أكد على أن مبادرة الحزام والطريق، وهي منصة للتعاون الدولي تهدف إلى تحقيق التنمية والسلام العالميين، قابلة للتطبيق بشكل كبير في العلاقات الصينية العربية.
وأردف أن الرغبة المتبادلة لكلا الجانبين بالتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، لن تبدأ من الصفر، حيث يمكن البناء على الروابط السابقة بين الصين والدول العربية خلال حقبة طريق الحرير القديم.
واستطرد أنه "على الرغم من أن التعاون الصيني العربي في إطار مبادرة الحزام والطريق حقق نتائج إيجابية إلا أن الوضع الإقليمي والدولي يتطلب مستوى أعلى من النتائج في جميع النواحي"، مضيفا أن البنية التحتية والترابط الثقافي وتعميق التصنيع والمناطق الاقتصادية والتجارية هي مجالات للتعاون بين الجانبين في إطار مبادرات صينية متنوعة.
ووفقا لشرف، فإن الشراكة تعني العمل معا لتحقيق مكاسب مشتركة، وذلك من خلال المشاريع التنموية التي تتطلب السلام. ومن جهة أخرى، أشاد أيضا بمبادرة الأمن العالمي التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي ستخفف من آثار عدم الاستقرار في العديد من المناطق في العالم.
ولتعزيز العلاقات الصينية العربية، يعتقد شرف أنه "يجب إضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات العربية الصينية من خلال بناء أو إطلاق مركز أو هيئة أو وكالة صينية عربية لإدارة الأنشطة المشتركة"، داعيا إلى وضع آلية لتعزيز الترابط الثقافي لضمان حضارة مثمرة وحوار وتعلم متبادلين.
وتابع أنه "من المتوقع تعظيم التعاون في ظل المبادرات الصينية المهمة، لاسيما مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي".
وتوقع شرف أن تؤكد الصين والدول العربية على "العلاقات المميزة وموقفها من ضرورة الانتقال السلمي نحو نظام عالمي قائم على التعددية".
واختتم قائلا "اعتقد أن هذه القمة ستكون علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين".