التعاون الصيني العربي يتعمق في مجال الري الموفر للمياه

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:12:01.15:25

أول ديسمبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ من خلال فتح تطبيق هاتفي، يمكن التعرف على درجة الرطوبة في التربة وكمية المياه التي يجب سقيها بصورة واضحة، ومن ثم تنفيذ عملية الري عبر الضغط على الزر. هذا هو نظام ري رقمي دقيق قدمته الحكومة المصرية مؤخرًا لمئات المزارعين للاستخدام التجريبي. حيث يمكن للنظام إعلام المزارعين بكمية المياه التي يجب ريها من خلال البيانات التي يقوم بجمعها بواسطة أجهزة الاستشعار المدفونة في التربة. ويساعد هذا النظام المزارعين على تقليل كمية مياه الري المستخدمة بحوالي 20٪.

إلى جانب مصر، تعمل المملكة العربية السعودية على استخدام مياه البحر في زراعة المحاصيل. وأنشأت الإمارات العربية المتحدة صوبات زراعية ومزارع موفرة للمياه في الصحراء. ويذكر أن سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمثلون حوالي 5٪ من إجمالي عدد سكان العالم، لكن الموارد المائية للمنطقة لاتمثل سوى حوالي 1٪ من الإجمالي العالمي. وقد دفعت مخاطر الجفاف عدة دول عربية إلى صياغة خطط وسياسات لمواجهة النقص في المياه، حيث لجأت إلى إدخال التقنيات الحديثة مثل الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وتطوير الزراعة الموفرة للمياه.

وفي إطار البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" والمعرض الصيني العربي، عززت الصين والدول العربية التعاون الثنائي ودفعت بتنفيذ عدد من المشاريع الموفرة للمياه. وقد تمكنت التكنولوجيا الصينية من تقديم العديد من الحلول الجديدة لدول المنطقة لحل مشكلة نقص مياه الري.

في مصر، تعاونت جامعة نينغشيا وجامعة عين شمس في إنشاء مختبر ري ذكي لتوفير المياه، وإطلاق مشروعين للري الذكي الموفر للمياه لمساحات مزروعة تقدر بـ 320 فدان تابعة لمزارع المركز القومي للبحوث المصري والمزارع الصحراوية لمركز البحوث الزراعية المصري.

وفي منطقة الصحراء الكبرى جنوب شرقي المغرب، نمت أشجار النخيل في "المزرعة النموذجية للزراعة الملحية الصينية الإفريقية" بشكل جيد. حيث أسهمت تكنولوجيا تحسين التربة التي تقدمها شركة هواهونغ للتكنولوجيا البيولوجية بتشنغدو في إصلاح ملوحة الأراضي وتدهور التربة، وخفض الاستهلاك المائي لكل نخلة من 600 لتر إلى 200 لتر سنويا.

وفي دولة الإمارات، تعاون فريق بحثي لإصلاح التربة الصحراوية من جامعة تشونغتشينغ جياوتونغ مع المؤسسات المحلية لإجراء تجارب زراعية وإصلاح التربة الصحراوية في مزرعة تمتد على مساحة 10 كيلومترات مربعة في أبو ظبي. وقاموا بتجارب لزراعة مختلف الأعشاب والخضروات والشجيرات .

في هذا الصدد، قال مدير المركز الجهوي للاستشعار عن بعد لدول شمال افريقيا بتونس سنان باشا، "إن إنجازات الصين في الزراعة وإدارة الموارد المائية مدهشة، وجديرة أن تتعلّم منها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وكان مدير المركز المذكور قد أجرى تحقيقات ميدانية في الصين، وتعرّف على استخدام الصين للتكنولوجيا والإدارة المتقدمة، تطوير الزراعة الموفرة للمياه.

وحول ذات الموضع قال سفير الأردن لدى الصين، حسام حسيني، "من أجل تحقيق تنمية زراعية عالية الجودة، يجب أن نتبع مسار التنمية الزراعية الحديثة. وعندما زرت أماكن مختلفة في الصين، شاهدت الحقول الزراعية التقليدية، والزراعة الصحراوية، والتقنيات الحديثة لمكافحة التصحر". مؤكدا على تطلع بلاده إلى زيادة تعزيز التعاون مع الصين في مجال التكنولوجيا الزراعية.