7 ديسمبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ستكون العاصمة السعودية الرياض، على موعد مع حركية دبلوماسية غير مسبوقة للعلاقات العربية الصينية بين 7 و9 ديسمبر الجاري. حيث ستشهد تباعا انعقاد القمة السعودية الصينية، والقمة الخليجية الصينية، والقمة العربية الصينية. ويتطلّع الجانبان العربي والصيني إلى أن تكون القمة الثنائية، محطّة هامة لدفع العلاقات العربية الصينية قدما وتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات.
في هذا الصدد أجرت صحيفة الشعب اليومية مقابلة صحفية مع عدنان القصّار، الرئيس الفخري لاتحاد الغرف العربية والذي كأن من أول رجال الأعمال العرب الذين اتجهوا نحو السوق الصينية، حيث تعود علاقته مع أوساط الأعمال الصينية إلى خمسينات القرن الماضي. وخلال المقابلة، تحدّث عدنان القصّار عن واقع العلاقات العربية الصينية وانتظاراته المستقبلية للتعاون العربي الصيني. وقال عدنان القصّار إن العلاقات العربية الصينية شهدت تطورا بارزا في السنوات الماضية، لا سيّما على مستوى العلاقات الاقتصادية. أما على صعيد العلاقات السياسية، فقد ظلت الصين ملتزمة بدعمها الدبلوماسي للقضايا العربية، وسعت إلى إيجاد الحلول السلمية للأزمات القائمة في المنطقة. وأشار القصّار إلى أن انعقاد القمّة العربية الصينية سيكون حدثا مهما على طريق تطوير العلاقات الصينية العربية. موضحا بأن انعقاد هذا الحدث الدبلوماسي المهم في المملكة العربية السعودية التي تمثّل أكبر الاقتصادات العربية، يعدّ علامة بارزة في تاريخ العلاقات الصينية العربية ومسيرة الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين.
وشدّد القصّار على ضرورة تعزيز الشراكات الاقتصادية العربية مع القوى الاقتصادية العالمية الكبرى، وخاصة الصين التي تعدّ ثاني أكبر اقتصاد عالمي، تماشيا مع التغيّرات الكبرى التي يشهدها الوضع العالمي. معربا عن أمله في أن تسهم القمة في تعزيز التقارب العربي الصيني، والاستفادة من الطاقات والقدرات التي يمتلكها الجانبين، من أجل تنفيذ المزيد من المشاريع الاستثمارية الضخمة وذلك في العديد من القطاعات الحيوية والاستراتيجية، والتي تصبّ في مصلحة الطرفين.
ويرى القصّار أن الصين تعتمد مبدأ الصداقة المبنية على الشراكة، وأن ذلك يتوافق مع الرغبة العربية في بناء مجتمع عالمي متعدد الأقطاب. معتبرا أن الجانبين بحاجة إلى تعزيز التقارب بينهما، حيث البلدان العربية بحاجة إلى الصين التي تنفذ مشاريع استثمارية ضخمة من خلال "الحزام والطريق". في المقابل فإن الصين في حاجة متزايدة للطاقة. مشيرا إلى ضرورة إيلاء الجانبين المزيد من الإهتمام بالتعاون في مجال التكنولوجيا.
وعلى صعيد التعاون المالي والتجاري، قال القصّار أن عدة دول عربية انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وهو ما يمثل تجسيدا لرغبة الجانبين في تعزيز التعاون في هذين القطاعين. وقال القصّار، أنه على الرغم من تأثير جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتعثر تقدم بعض مشاريع التعاون، إلا أن الطرفين الصيني والعربي يعملان على تحقيق المواءمة بين استراتيجياتهما التنموية في ظل المزايا التكاملية للتحول الاقتصادي والطلب الداخلي لتعزيز التنسيق بين مختلف الدول في مجالات عدة ومن ضمنها الوقاية من المخاطر المالية الناجمة عن أزمة الصحة العالمية والسيطرة عليها.
وأكّد القصّار على أن التعاون المالي العربي الصيني بصدد التقدم بوتيرة سريعة. ففي عام 2012، أصدر الجانبان "مبادرة إطار هيكلي لتعميق التعاون المالي الصيني العربي" خلال المنتدى الفرعي المالي التابع للمنتدى التجاري الاقتصادي بين الصين والدول العربية. وفي عام 2018، أكدت الصين وجامعة الدول العربية على أهمية تعزيز التعاون المالي والنقدي بشكل نشط وجعله مهمة رئيسية في العقد الجديد. وبعدها، جاء إعلان الجانبين عن إنشاء "اتحاد البنوك الصينية العربية" بهدف تحقيق اختراق جديد في بناء آلية التعاون المالي متعددة الأطراف ودفع التنمية المنسقة للرأسمال الصناعي والرأسمال المالي. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت بورصة دبي للذهب والسلع أول منصة سوق أجنبية تستخدم الآلية الجديدة لتحديد سعر الذهب باليوان، وتسمى "سعر شانغهاي المرجعي للذهب"، من أجل دعم المنتجات المشتقة.
واعتبر القصّار أن التطور المطّرد للتعاون المالي والتجاري بين الصين والدول العربية، تجسيدا لإيمان حقيقي لدى الصين والدول العربية بالفوائد الكبرى التي يمكن تحصيلها من تعزيز هذه العلاقات، واسهاما في السير قدماً نحو آفاق أوسع من التلاقي والمنفعة المتبادلة.
وبصفته مديرا لبنك "فرنسبنك"، قال القصّار أن "فرنسبنك" قد عمل خلال السنوات الأخيرة على تعزيز انفتاح الصين على السوق اللبنانية، والاستفادة من التشريعات الصديقة والتدفق الحر للأموال في لبنان. إلى جانب العمل على الارتقاء بمستوى العلاقات الصينية اللبنانية، ورفع مستوى التعاون في مختلف المجالات. كما انضمّ "فرنسبنك" إلى رابطة البنوك الصينية العربية كعضو مؤسس.
وشدد القصار على أن الصين تعتبر الشريك التاريخي والاستراتيجي الطبيعي للعرب. وأن مؤسسته ستعمل دائمًا على تطوير علاقات أوثق وأقوى وأفضل مع المستثمرين والشركاء الصينيين، على أساس مبدأ المنفعة المتبادلة.