مقالة: العلاقات العربية الصينية.. آفاق وتحديات

بقلم د. ضياء حلمي/ الأمين العام لغرفة التجارة المصرية الصينية بالقاهرة وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية

سوف تنعقد القمة العربية الصينية في ظروف عالمية بالغة التعقيد والتشابك ، وهي تعتبر كما اراها " قمة القرن " ، وذلك لعدة اسباب ، نوجزها في ان الصين تواجه تحديات في المرحلة بسبب تقدمها الكبير والناجح في التكنولوجيا والابتكار ، بالاضافة الى تقدمها الاقتصادي المعروف والمعتاد، مما أثار الغيرة السياسية والاقتصادية العنيفة لدي امريكا وحلفائها التابعين، حتى ان امريكا تعلن بشكل صريح عدائها لدولة الصين، وتعلن ايضا انها ستعمل على ايقاف التقدم الصيني، وهذا امر غير مسبوق في علاقات الدول والدبلوماسية العالمية ، وهو ما أكده بايدن نفسه رئيس امريكا في اول مقابلة له بعد انتخابه، حين استقبل رئيس وزراء اليابان ، وبدون اي مبرر كانت المباحثات كلها عن ضرورة احتواء الصين وتقدمها .

اما على المستوى العربي فالتحديات ليست اقل خطورة أبدا، فالعالم العربي الذي يبحث عن مصالحه المشروعة يجد ممانعة امريكية في تركه ، حيث ان امريكا تزعم ان مصالحها في العالم العربي لا تسمح للكتلة العربية بالتعاون مع الصين، حتى ان امريكا تريد التحكم في سعر البترول والطاقة ، وهي مصدر دخل كبير للعرب ... وهكذا هو الحال. شد وجذب ، وتحفز ، واحيانا تهديدات ضمنية.

مصر تبحث عن التنمية المستدامة وتبنى دولة جديدة ولديها رؤية تنمية كبيرة وواعدة هي 2030 ، والامارات ايضا والسعودية ، والعالم العربي يريد ان يتعاون مع الصين الصديقة في نقل التكنولوجيا الصينية، لتأسيس صناعة وطنية عربية قوية، دعما لخطط التنمية، والعالم العربي سوق كبير للمنتجات والخدمات الصينية، كما ان العرب والصين ليسوا دعاة استعمار ، ويجمع العرب والصين قواعد وحضارة ، فلا نتدخل في شئون الدول وسيادتها ، كما ان العرب والصين معا يدعون الى السلم العالمي، والامن والعدالة والتنمية .

واعتقد ان العالم والعرب محظوظون بوجود الزعيم التاريخي الرئيس شي جين بينغ، والذي اطلق مبادرات كبيرة رائعة في صالح البشرية عنوانها : الفوز المشترك ، والمصير المشترك ، والامن العالمي ، والتنمية العالمية .. كل ذلك كدولة كبيرة مسئولة، وكفلسفة قائد صيني وزعيم تاريخي.

اما مبادرة القرن بحق ، وبكل المعايير فهي : مبادرة الحزام والطريق... حزام الخير، وطريق التنمية. وانا اقوم بعمل كتاب عن : مبادرة الحزام والطريق .... مبادرة القرن. وهي مبادرة تنمية عبقرية، اطلقها الرئيس الزعيم الذي اراه تاريخيا شي جين بينغ، تصب في صالح البشرية، وتساعد الدول على التقدم والرفاهية، كمبادرة تنموية اقتصادية وتجارية وثقافية ايضا.

انه عالم جديد يتشكل، وكلنا في العالم العربي امل وتطلع للتعاون مع دولة الصين في كل المجالات، لنصنع حائطا قوياً في وجه الهيمنة، وفرض الامر الواقع، والسيطرة وفرض العقوبات الاحادية، والتدخل في سيادة الدول، واذكاء الصراعات العالمية.

وأخيراً اؤكد ان التعاون العربي الصيني ليس موجها ضد احد ، ولكنه لصالح الشعوب والنهضة والتنمية .هناك مصالح مشتركة اقتصادية وتجارية حقيقية بين الدول العربية والصين، حيث ان الاستثمارات العربية قوية بالذات دول الخليج، وهي استثمارات آمنة بالمقارنة بالاستثمارات الأمريكية والأوروبية والتي تتغير مع السياسة الامريكية في كل مرحلة .

كما ان الاسواق العربية يمكن ان تستوعب بضائع وخدمات صينية بأكثر من 30% زيادة عن الوضع الحالي، وهذا يمكن أن يعوض اي نقص في استيراد اوروبا وامريكا للبضائع الصينية، وهم يتحدثون ليل نهار عن ان الصين تمثل خطراً عليهم .

وبالتالي العلاقات العربية الصينية الوطيدة المتينة تحقق مصالح الاطراف جميعا.