بكين 4 ديسمبر 2022 (شينخوا) قال "تقرير عن التعاون الصيني العربي في العصر الجديد" الذي أصدرته وزارة الخارجية الصينية مؤخرا، إن الصين والدول العربية بذلت جهودا مشتركة للدفاع عن العدالة، مشيرا إلى أنه وفي وجه الظروف الدولية التي تشهد التغيرات والاضطرابات المتشابكة، أصبحت خطواتهما لدعم الدفاع عن المصالح الجوهرية للجانب الآخر أكثر قوة، مما لعب دورا مهما في تعزيز السلام والتنمية للعالم وصيانة مصالح الدول النامية.
وأضاف التقرير أن الصين تدعم بثبات الاستقلال الاستراتيجي والتضامن وتقوية الذات للدول العربية. وفي وجه ما يسمى بـ"فراغ السلطة في الشرق الأوسط" الذي قامت بعض الدول بتضخيمه، ترى الصين دائما أنه لا يوجد ما يسمى بـ"فراغ السلطة" في الشرق الأوسط، إن شعوب الشرق الأوسط هي سيد المنطقة لتقرير مستقبلها ومصيرها، ويجب على المجتمع الدولي أن يحترم مكانة دول المنطقة وشعوبها كسيد المنطقة. وظلت الصين، باعتبارها شريكا استراتيجيا وصديقا مخلصا لدول المنطقة، تلعب دورا بناء فيها، ولم تسع يوما وراء أي مصلحة جيوسياسية. وظلت الصين تلتزم بـ"الدعمين"، أي دعم مساعي دول المنطقة لحل القضايا الأمنية الإقليمية عبر التضامن والتعاون، ودعم جهود شعوب المنطقة في استكشاف الطرق التنموية الخاصة بها بشكل مستقل، ويكون جوهر مساعي الصين هو دعم دول المنطقة وشعوبها للتحكم في مصيرها بنفسها.
ومن جهة أخرى، قال التقرير إن الدول العربية تدعم بثبات جهود الصين في صيانة سيادتها وسلامة أراضيها. فيما يخص المسائل المتعلقة بشينجيانغ، قدمت الدول العربية دعمها للصين في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة واللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرهما من المحافل المتعددة الأطراف من خلال توجيه رسائل مشتركة أو كلمات مشتركة أو كلمات منفردة.
وأشار التقرير إلى أنه وفي شهر أكتوبر عام 2020، قام وفد السفراء العرب لدى الصين بزيارة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، حيث أعربوا عن تقييمهم الإيجابي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطور قضية حقوق الإنسان وإنجازات نزع التطرف التي حققتها شينجيانغ تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ودحضوا الأكاذيب المتعلقة بشينجيانغ التي فبركتها الدول المعنية. وفي أكتوبر عام 2022، طرحت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى مشروع القرار المتعلق بشينجيانغ في الدورة الـ51 لمجلس حقوق الإنسان، محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية الصينية باستغلاله. كانت الدول العربية تقف إلى جانب العدالة، وقدمت دعما ثابتا للجانب الصيني.
وتابع التقرير أنه وفيما يخص مسألة تايوان، تدعم الدول العربية مبدأ الصين الواحدة. في أغسطس عام 2022، قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بيلوسي بزيارة تايوان. أكدت جميع الدول العربية الـ22 مجددا على مبدأ الصين الواحدة، وأعربت حكومات من 18 دولة عربية عن الدعم للجانب الصيني بشكل علني. وأصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بيانا أكدت فيه على ضرورة الالتزام بمبدأ الصين الواحدة ورفض التصرفات التي تخالف القرارات المعنية للأمم المتحدة وتخرب السلام والاستقرار في المنطقة. كما أعربت جامعة الدول العربية عن دعمها لسيادة الصين وسلامة أراضيها والالتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة.
واستطرد التقرير قائلا إنه وفي فبراير عام 2022، استضافت الصين الدورة الـ24 للألعاب الأولمبية الشتوية بنجاح. في حين لوحت بعض الدول بمقاطعة أولمبياد بكين الشتوي، حضر القادة من مصر والإمارات وقطر افتتاح الألعاب الأولمبية تلبية للدعوة، الأمر الذي يعكس بجلاء ولمرة أخرى أن الصداقة التاريخية بين الصين والدول العربية راسخة لا تكسر.