روما 14 أكتوبر 2020 (شينخوا) اتفق خبراء من الصناعات والمؤسسات، خلال حلقة نقاش عقدت عبر الإنترنت يوم الأربعاء، على ضرورة أن يواصل الاتحاد الأوروبي والصين التعاون في مجالات العلوم والبحوث والابتكار من أجل معالجة قضايا عالمية مثل تغير المناخ وجائحة كوفيد-19.
وقد ركزت حلقة النقاش، التي دعمها في إيطاليا غرفة التجارة الإيطالية الصينية، وهي عضو في رابطة الأعمال بين الاتحاد الأوروبي والصين، على أهمية التعاون العلمي والبحثي بين الاتحاد الأوروبي والصين، وكيف يمكن أن يدعم ذلك التعافي الاقتصادي في أعقاب الجائحة.
وقال مدير حلقة النقاش جوين سونك، المدير التنفيذي لرابطة الأعمال بين الاتحاد الأوروبي والصين، إن "عملية حوار بشأن التعاون الجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي ستحكم العلاقات المستقبلية بين الصين والاتحاد الأوروبي في مجالات العلوم والبحوث".
وفي الأشهر السبعة الأولى من عام 2020، تجاوزت الصين الولايات المتحدة لتصبح أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، وفقا لمكتب الإحصاءات الأوروبي (يوروستات).
وذكر سونك إن النمو الذي تقوده الصادرات من أوروبا إلى الصين "أداة سياساتية رئيسية ستساعد أوروبا على التعافي من التحديات الاقتصادية التي تواجهها في هذا الوقت".
كما أشار أبراهام ليو، الممثل الرئيسي لشركة ((هواوي)) لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، في حلقة النقاش إلى أن عملاقة التكنولوجيا الصينية لديها "23 مركز أبحاث في 12 دولة" في أوروبا، بما في ذلك إيطاليا، وإلى أنها موجودة في أوروبا منذ 20 عاما.
وذكر ليو "نحن نساهم بنشاط في التنمية الإيجابية للاقتصاد الأوروبي، (و) تعمل تقنيات جديدة ومبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي على تحديث صناعة الاتحاد الأوروبي".
وقال ليو إن "الأوروبيين بطبيعتهم مطورو برمجيات ممتازون وهذا هو سبب وجود مركز ((هواوي)) لبحوث الموجات الدقيقة في ميلانو، ومركزنا للبحوث اللاسلكي في ستوكهولم، ومركزنا للابتكار المفتوح في باريس، ومركزنا لبحوث الشبكات البصرية في ميونخ".
وأضاف أنه "على مدى السنوات الخمس المقبلة، تعتزم هواوي استثمار 100 مليون يورو في برنامجنا البيئي للذكاء الاصطناعي في أوروبا".
ولفت ليو إلى أن "اتخاذ إجراءات منفتحة وشفافة أمر مهم فيما يتعلق ببرامج البحوث العالمية لأنها الطريقة الأكثر فعالية لضمان تحقيق أقوى النتائج وأكثرها ابتكارا لمعالجة المشكلات التي يواجهها المجتمع، مثل تغير المناخ والجائحة".
بالنسبة لـ((بيكارت))، وهي شركة بلجيكية متخصصة في تقنيات تحويل الأسلاك الفولاذية والتكسية، قال نائب رئيسها للبحث والتطوير والابتكار "بالنسبة لنا، فقد ثبت أنه من الضروري التعاون بشكل وثيق مع الصين".
فقد فتحت شركة بيكارت أول مصنع لها في الصين في عام 1993، وفقا لما قاله يوي تشي قاو النائب الأول لرئيس قسم تقنية تقوية المطاط في بيكارت.
وأضاف أنه يوجد في بيكارت حاليا "220 شخصا يعملون في قسم البحث والتطوير وما يقرب من 250 شخصا يعملون في قسم الهندسة" في الصين.
وأضاف فان فاسنهوف "نحن بيكارت ممتنون لأننا تمكنا نحن وفريق الصين من عدم تسجيل أي حالات إصابة بكوفيد ومن استعادة عملياتنا في غضون أسابيع".
وأوضح فان فاسنهوف "لقد رأينا خلال أوقات كوفيد أنه من الضروري أن تكون قادرا، كمنظمة عالمية، على مواكبة ... قدرات الصين".
وبالإضافة إلى ذلك، قالت عضو البرلمان الأوروبي فرانسيس فيتزجيرالد، وهي عضو "وفد العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية" في البرلمان الأوروبي، إن "العدسات التي ينظر من خلالها لكل شيء في الوقت الحالي" هي كوفيد-19، وتغير المناخ، وأهداف التنمية المستدامة، والتحول الرقمي، والتقنيات الخضراء.
وذكرت فيتزجيرالد أن "هذه العدسات تحدد الكثير من الأشياء وهي مترابطة - النقطة الأساسية فيها أنها عالمية". وأضافت أن العلوم والبحوث وأفضل الأفكار في الابتكار تركز على جمع أفضل الأكفاء في العالم"، وهذا يتطلب تعاونا.
وقالت فيتزجيرالد "إننا نرى تقدما غير عادي في الصين فيما يتعلق بالابتكار والهندسة في العديد من المجالات"، مضيفة "من المؤكد أن الأمر سيصب في مصلحتنا المشتركة إذا تمكنا من العمل معا بشكل وثيق".
وضربت فيتزجيرالد مثالا بالبحوث المتعلقة بلقاح كوفيد-19، قائلة "من الواضح أن كل قارة ستحرز تقدما خاصا بها، لكن التعاون العالمي يوفر لنا أفضل فرصة" للعثور على لقاح.
وشددت على أن "هناك حاجة واضحة لتعاون عالمي"، مضيفة أن قطاعات الأعمال والعلوم والبحوث والابتكار يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي "من القاعدة إلى القمة" في الساحة الجيوسياسية.
وأضافت فيتزجيرالد قائلة إن "ما لا تريدون أن تروه هو حواجز أمام تلك الحركة الصعودية من الأعمال والعلوم والبحوث والابتكار".