تقرير اخباري: السياحة الانتقامية في الصين بعيون الاعلام الأجنبي

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:10:09.16:11

وفقًا للإحصاءات الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة الصينية يوم 8 أكتوبر الجاري، فإنه خلال العطلة المزدوجة التي استمرت 8 أيام، استقبلت البلاد 637 مليون سائح محلي، وهو ما يمثل انتعاشًا بنسبة 79.0٪ على أساس سنوي، وبلغت عائدات السياحة المحلية 466.56 مليار يوان، وهو ما يمثل انتعاشًا سنويًا بنسبة 69.9٪.

" استمتع الناس بأول عطلة في الأسبوع الذهبي بعد الوباء". أثارت صور السفر للأسبوع الذهبي من الصين مناقشات ساخنة بين مستخدمي تويتر في جميع أنحاء العالم. قال البعض إن هذه الصور تظهر بوضوح أن الصين تتعافى من كوفيد -19. وقال السيد هوو، أحد سكان العاصمة الصينية بكين، إن الناس يعيشون فترة "السياحة الانتقامية" و "هذه هي فرصتنا الأولى للإفراج بعد تجربة حياة مليئة بالضغوطات ".

أفاد موقع مونيبوست الياباني يوم 7 أكتوبر الجاري أن الصين لا يمكنها انتظار التطوير الناجح للقاحات كوفيد -19 وأدوية معينة، وأنما دخلت فجأة "عصر ما بعد كوفيد-19 ."

ووهان ولاسا وسانيا على رأس القائمة

ذكرت قناة سويسية أنه في السنوات السابقة، تعود الصينيون اختيار هونغ كونغ، وماكاو الصينيتين واليابان كوجهات سفر مفضلة لديهم. لكن، في هذا العام، ركز السائح الصيني بشكل أساسي على المواقع ذات المناظر الخلابة في الصين القارية.

ذكر موقع إلكتروني أعمال وسائط تكنولوجيا المعلومات اليابانية يوم 8 أكتوبر، أنه بعد نصف عام من " إلغاء حظر" ووهان في 8 إبريل، فإن العيد الوطني الصيني لهذا العام له معنى خاص. وبعد أن سافر 7 ملايين صيني إلى الخارج في العيد الوطني العام الماضي، وكانت اليابان واحدة من وجهات السفر الأكثر شعبية، فإن هذا العام سافر الصينيون في الصين، ما عزز نمو الاقتصاد الصيني. وتتميز السياحة الصينية في العيد الوطني لهذا العام بعدة خصائص، من بينها أولا، الحجوزات عبر الإنترنت هي السائدة. ثانيًا، أصبحت ووهان بقعة ساخنة، وقد قامت الحكومة والشعب بالترويج والدعم المشترك للسفر في مقاطعة هوبي. ووفقًا للبيانات الصادرة عن ستريب في 8 من الشهر، احتل برج " الرافعة الصفراء" في ووهان المرتبة الثانية في أكثر المواقع السياحية شهرة في البلاد للحجز عبر الإنترنت، بعد شنغهاي ديزني لاند. ثالثًا، تحظى المدن الطبيعية والعرقية المجاورة لميانمار والهند وبوتان ونيبال ودول أخرى بشعبية كبيرة، حيث زاد عدد حجوزات الإقامة في لاسا بمقدار ستة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

يعد الوقوف في طابور للتسوق في مركز التسوق الحر بخليج سانيا هايتانغ مشهدًا مألوفًا خلال عطلة العيد الوطني لهذا العام. وينجذب السياح الصينيون الذين يتدفقون تقليديًا إلى كوريا الجنوبية أو هونغ كونغ للتسوق لقضاء العطلات إلى هنا هذا العام مع استمرار تفشى كوفيد -19 في معظم أنحاء العالم. وأثبتت الحقائق أنه بعد إغلاقها لأكثر من نصف عام، أصبحت شواطئ سانيا ذات الرمال البيضاء والتسوق الرخيص أكثر من أي وقت مضى. ووفقًا للتقارير، في الأيام الخمسة الأولى من الأسبوع الذهبي، بلغ حجم معاملات السلع المعفاة من الرسوم الجمركية في هاينان 530 مليون يوان.

لم يعد إلى مستوى العام الماضي بشكل كامل

ذكرت قناة "صوت دويتشه فيله" في 8 من الشهر الجاري، إن "الشعب الصيني في مرحلة الاستهلاك السياحي الانتقامي، وأنه وفقًا لشركة تحليل البيانات ForwardKeys، فقد تعافى عدد الوافدين المحليين في المطارات الصينية إلى 86٪ من عام 2019، كما تعافى عدد حجز تذاكر الطيران إلى 98٪ مستوى العام الماضي. ووفقًا لوزارة الثقافة والسياحة الصينية في يوم 8، استمر الاستهلاك في صناعات مثل المطاعم والترفيه واللياقة البدنية في الارتفاع خلال الأسبوع الذهبي، وتجاوز شباك التذاكر 3.6 مليار يوان من 1 الى 7 أكتوبر. ووفقًا لرصد وزارة التجارة، في الفترة من 1 إلى 8 أكتوبر، بلغت مبيعات شركات التجزئة والمطاعم الرئيسية في جميع أنحاء البلاد حوالي 1.6 تريليون يوان، وزاد متوسط المبيعات اليومية بنسبة 4.9٪ مقارنة بالأسبوع الذهبي في العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات التي تم الحصول عليها من يونيوباي الصينية في 8 من الشهر أن قيمة المعاملات لشبكة يونيوباي وصلت إلى 2.16 تريليون يوان في السبعة أيام من عطلة العيد الوطني، بزيادة قدرها 6.3٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والتي تجاوزت مبلغ المعاملات في مهرجان منتصف الخريف في الأول من أكتوبر 330 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 15.5٪.

صرحت " ليانخه زاوباو" السنغافورية في 7 من الشهر الجاري، أن هذه البيانات الجميلة لا تخلو من القلق، حيث توجد فجوة بين أرقام الاستهلاك الصيني قبل وبعد الوباء. وعلى الرغم من أن السيطرة الناجحة على الوباء سمحت للناس بالسفر باطمئنان، كما سمحت طفرة استهلاك العطلات للعالم الخارجي برؤية سوق الصحوة، إلا أن عدد السياح في الأيام الأربعة الأولى من عطلة العيد الوطني لا يزال 78.4٪ فقط من نفس الفترة من العام الماضي، وتعافى الدخل السياحي فقط إلى 68.9 ٪في نفس الفترة من العام الماضي. وقالت صحيفة "نيو زيورخ نيوز" السويسرية في 8 من الشهر الجاري، إن الناتج المحلي الإجمالي الصيني ارتفع في الربع الثاني بنسبة 3.2٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكن الانتعاش كان مدفوعا بشكل أساسي بالاستثمار والإنتاج الصناعي، ولا يزال الاستهلاك الخاص متأخرا. ويمثل الإنفاق الاستهلاكي الخاص للأسر المعيشية 39٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي للصين، والمتوسط العالمي هو 63٪.

قالت صحيفة وول ستريت جورنال في 8 من الشهر الجاري، إن إيرادات السياحة في الصين في النصف الأول من الأسبوع الذهبي لهذا العام انخفضت بنسبة 31٪ على أساس سنوي. من ناحية، أدى بعض إجراءات التباعد الاجتماعي التي لا تزال قيد التنفيذ، مثل وضع سقف عدد الزوار في المعالم السياحية وما إلى ذلك، إلى انخفاض متوسط الإنفاق السياحي لكل رحلة بـ 12٪، مما يشير إلى أن المستهلكين ما زالوا حذرين. " سيستغرق التعافي الكامل إلى المستويات الطبيعية وقتًا أطول، حتى في الصين".