"نحن نكذب، نخدع وننهب". منذ تحوّل مدير وكالة المخابرات المركزية السابق مايك بومبيو، إلى وزير للخارجية الأمريكية، تحولت الدبلوماسية الأمريكية إلى "دبلوماسية الكذب".
مثل انعقاد الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فرصة للولايات المتحدة لعرض "دبلوماسية الكذب" فوق منبر الجمعية العامة للمنظمة الأممية. حيث تناوب رئيس الولايات المتحدة ووزيرة الخارجية والممثلون الدائمون لدى الأمم المتحدة على التهجّم على الصين في قضايا متعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجد وحقوق الإنسان، متحدّثين عن جملة من المغالطات، التي كشفت حقيقة الدبلوماسية الأمريكية.
وعلى أرض الواقع، وأمام عجز الساسة الأمريكيين، تجاوز عدد الوفيات في أمريكا بسبب فيروس كورونا 210 آلاف حالة. وهو الوضع الذي جسدته مجلة "تايم" الامريكية برسم كاريكاتوري على كامل غلافها، يظهر البيت الأبيض ينفث دخانا أحمرا من الفيروسات. ولاشك في أن تحول أمريكا إلى الوضع الأسوأ في العالم في مجابهة الجائحة، لم يكن بسبب "تكتّم الصين على الوباء" كما إدعى بعض الساسة الأمريكيين، وإنما يعود أولا وأخيرا إلى تجاهل البيت الأبيض الرسائل القادمة من الصين، والتهاون مع صحة الشعب الأمريكي. وكانت الصين قد أعلمت الجانب الأمريكي بظهور الوباء واجراءات الوقاية منذ 3 يناير 2020. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في 4 ابريل الماضي، أن البيت الأبيض، قد تعرّف منذ البداية على فداحة الوباء، لكنه تهاون في اتخاذ الاجراءات اللازمة، وأضاع 70 يوما، كانت حاسمة في احتواء الجائحة. في المقابل، حاول القادة الأمريكيون التنصل من المسؤولية، ورمي الاتهامات على الصين.
وفي الوقت الذي يحتاج فيه العالم بشدّة للوحدة والتعاون، لجأت الحكومة الأمريكية الحالية مرارًا ممارسة "الكذب" و "الإكراه" و "العقوبات" بـ "الوسائل الدبلوماسية". وإلى جانب تخلّيها عن مسؤوليتها كدولة عظمى، عملت على تشويه وابتزاز المنظمات الدولية. وخلال اللحظات العصيبة للمعركة العالمية ضد الوباء، انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، ولديها حاليًا أكثر من 3 مليارات دولار من المستحقات المتأخرة للمنظمة. وعلقت مجلة "لانسيت" في 9 يوليو الماضي، بأن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية غير قانوني ويهدد صحة وسلامة العالم والشعب الأمريكي.
وبحجة "تهديد الأمن القومي"، التي لا أساس لها من الصحة، وجهت الحكومة الأمريكية ضربات موجعة لشركة تيك توك، انتقاما من نموها السريع في السوق الأمريكية. وتعد حجة "تهديد الأمن القومي" كذبة تكررها أمريكا باستمرار لضرب الشركات والتطبيقات الصينية، مثل هواوي وزي تي إي ووتشات. ولكن، في الحقيقة إن الولايات المتحدة، هي من تقف وراء عمليات المراقبة والسرقة والهجمات الإلكترونية في العالم، ولاشك في أن فضيحة التجسس "بريزم" لاتزال عالقة في الأذهان.
وفي الوقت الذي تخنق فيه الحكومة الأمريكية شركة فيديوهات قصيرة، بحجة تهديد الأمن القومي. يهاجم القادة الأمريكيون قانون الأمن القومي الصيني المناهض للانفصال، ويعتبرونه "تقويضا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية لسكان هونغ كونغ." كما قامت الولايات المتحدة أيضًا باختلاق الأكاذيب حول قضية حقوق الإنسان في شينجيانغ، وأصدرت ما يسمى بقانون حقوق الانسان للويغور.في المقابل، لم تشهد شينجيانغ أحداث عنف وإرهاب في منذ 40 شهرًا. كما ارتفع عدد الويغور في شينجيانغ من 10.17115 مليون إلى 12.7184 مليون، من عام 2010 إلى عام 2018، بزيادة قدرها 25.04٪. وهي نسبة أعلى بكثير من الزيادة في عدد سكان الهان. وخلال عطلة العيد الوطني، استقبلت شينجيانغ أكثر من 15.35 مليون سائح محلي، بزيادة سنوية تزيد عن 10٪. وأدت إجراءات مكافحة التطرف التي اتخذتها الصين في شينجيانغ إلى حماية حقوق البقاء والتنمية للمواطنين من جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ.
لكن، ماذا عن الولايات المتحدة؟ الولايات المتحدة هي بالتأكيد أسوأ دولة في العالم من حيث حقوق الإنسان. تاريخيًا، أدت المجازر التي ارتكبها السكان البيض إلى خفض عدد الهنود من 5 ملايين نسمة إلى 250 ألفًا. وفي العقود الأخيرة، ومن "لدي حلم" إلى "لا أستطيع التنفس"، توالت الشعارات التي مثلت صرخات الدم والدموع للأمريكيين السود، والتي لم يتم استبدالها أبدًا بحقوق متساوية. في هذه اللحظة ، وبسبب تسييس أعمال مكافحة الوباء، خسر 210 آلاف شخص أنفاسهم إلى الأبد في التنفس، وهذه الأحداث ستبقى وصمات عار في مجال حقوق الانسان على جبين أمريكا.