بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 4 ديسمبر 2019 (شينخوا) أكد مدير المجلس المصري للشئون الخارجية السفير عزت سعد، أن "منتدى أمن الشرق الأوسط" الذي استضافته العاصمة بكين، كان فرصة مهمة للتعرف على مشاكل المنطقة وبحث سبل التعاون مع الجانب الصيني للعمل على حلها.
وعقد "منتدى أمن الشرق الأوسط" يومي 27 و28 نوفمبر الماضي، ببكين تحت عنوان " أمن الشرق الأوسط في الوضع الجديد: التحديات والمخارج".
وركز المنتدى على أربعة محاور: أهمية العدالة والإنصاف للأمن الدائم في الشرق الأوسط، والتعددية وسبل حل القضايا الساخنة، وتعزيز الأمن من خلال التنمية وشروط تحقيقها وسبل التعاون، ودور حوار الحضارات في مكافحة الإرهاب ونزع التطرف.
وشارك بالمنتدى نحو 200 شخص من كبار المسؤولين والخبراء في مجالات الاستراتيجيات والدبلوماسية والأمن من الصين ودول منطقة الشرق الأوسط وغيرها، أبرزهم إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق، وجواد العناني نائب رئيس الوزراء الأردني السابق، ومدير المجلس المصري للشئون الخارجية السفير عزت سعد.
وشدد سعد في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) على أهمية المنتدى حيث أتاح للجانب الصيني فرصة التعرف على وجهات نظر المشاركين على اختلاف انتمائهم وتوجهاتهم، حتى تضع الصين يدها على مشاكل الشرق الأوسط ذات الطابع الأمني وما يتعلق بالاستقرار فيها.
وتوقع أن يعقب ذلك المنتدى طرحا صينيا حول منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن المنطقة ترحب بأية مبادرة يطرحها الجانب الصيني فيما يخص الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
ونوه إلى أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة من العالم، خاصة وأن هناك إرادة مشتركة من الجانبين الصيني والشرق الأوسطي لزيادة التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية والتعاون العلمي والتكنولوجي والثقافي، سواء من خلال مبادرة الحزام والطريق أو من خلال الآليات الأخرى التي يتم توفيرها في إطار التجمع الاقتصادي "بريكس بلس" وغيرها وهو ما يوفر فرصة جيدة للتفاعل بين الجانبين.
وقال مدير المجلس المصري للشئون الخارجية أنه تم خلال المنتدى طرح وجهات نظر متباينة ومتنوعة، مشيرا إلى وجود إجماع من المشاركين بالمنتدى على أن الصين بحكم قوتها الاقتصادية والتجارية في عالم اليوم ووزنها الجيوسياسي على المستوى العالمي يؤهلها للعب دور رئيسي في أمن الشرق الأوسط.
وتابع قائلا "كما شهد المنتدى بعض التباينات التي جاءت من زاويتين، الأولى تتمثل في أن هناك نوعا من المغالاة والمبالغة في توقع ما على الجانب الصيني القيام به في المنطقة، ووجهة النظر من الزاوية الثانية والتي أميل اليها تتمثل في أنه قبل أن نطلب من الأطراف الخارجية أن تساعدنا وتصدر لنا الأمن والاستقرار فعلينا أن نقوم نحن أولا بواجبنا فيما بيننا ".
وأردف قائلا "علينا في منطقة الشرق الأوسط أن نقوم بتسوية خلافاتنا بالطرق السلمية وأن نصل إلى صيغة مشتركة للأمن في منطقتنا،حتى يستطيع الأخرين أن يدعموها".
وأضاف أن "هناك بعض المشاكل الأمنية المزمنة التي ربما لا يد لدول المنطقة فيها، ولكن التدخلات الخارجية الفجة سواء من دول اقليمية غير عربية أو من دول كبرى هي التي أدت إلى تفاقم هذه الأزمات".
ودلل على ذلك بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وأيضا ما يجري في ليبيا بعد العملية العسكرية التي قام بها حلف شمال الأطلنطي في عام 2011 وترك ليبيا في فراغ رهيب، وأيضا التدخل الأمريكي في العراق في عام 2003 وما يعانيه حتى اليوم نتيجة الدستور الذي وضع خلال هذه الفترة والذي رسخ للطائفية واشتراط أن يكون رئيس الجمهورية كردي ورئيس الوزراء شيعي ورئيس البرلمان سني.
ولفت إلى أن أحد محاور "منتدى أمن الشرق الأوسط" يقوم على التساؤل هل تسوية مشكلات الاقليم على أساس الانصاف والعدالة يمكن أن يقود إلى الاستقرار؟ مؤكدا أن الاجابة كانت بالايجاب.
وأشار السفير عزت سعد إلى أن "الصين يهمها جدا أن تكون منطقة الشرق الأوسط آمنة ومستقرة سواء من أجل استثماراتها بالمنطقة أو من أجل تنمية شعوب هذه المنطقة.
واستطرد قائلا "إذا تأملنا الفكر السياسي للرئيس شي جين بينغ نجد أنه يقوم أساسا على السلام والتنمية، وأنه لايمكن لأحدهما أن يتحقق بمعزل عن الآخر".
ولفت إلى أن الصين تقوم بدور مهم في تحقيق الأمن والاستقرار على مستوى العالم، مشيرا إلى أن هناك أيضا تعاون أمني وثيق بين الصين ودول كثيرة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود وغيرها، ومعتبرا ذلك أمرا في غاية الأهمية.
وقال إن الصين تولي أهمية كبيرة في إطار رؤيتها للحوكمة العالمية من مبادئ عدم التدخل في الشأن الداخلي والمساواة في السيادة، واحترام كل دولة لقيم وثقافة وتقاليد الدول الأخرى إلى غير ذلك، وهو محدد الصين تراعيه بشكل كامل.
وأوضح أن الصين تمد يدها في مجالات التعاون الأمني، مستطردا "ولكن إيفاد قوات عسكرية للخارج أو وجود تدخلات عسكرية أمر غير موجود في السياسة الخارجية الصينية وهو أمر ايجابي جدا بطبيعة الحال".
وأشار في هذا الصدد إلى أنه تم استقبال وفدا من وزارة الدفاع الصينية، منذ حوالي شهرين، بالمجلس المصري للشئون الخارجية، حيث قام الوفد بشرح العقيدة أو الاستراتيجية العسكرية الصينية، مؤكدا أنها استراتيجية دفاعية.