بكين 29 نوفمبر 2019 (شينخوا) اختتمت فعاليات منتدى أمن الشرق الأوسط في بكين يوم الخميس، حيث توصل المشاركون إلى آراء مشتركة حول قضية الأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وقال تشي تشن هونغ، رئيس معهد الصين للدراسات الدولية المشرف لإقامة المنتدى، في مؤتمر صحفي عقب المنتدى، إن إقامة المنتدى يرجع بالدرجة الأولى لتطبيق طلب الرئيس الصيني شي جين بينغ في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي عقد عام 2018، كما انه يستهدف أيضا توفير منصة جديدة للمفاوضات بين الأطراف المعنية لإيجاد سبل السعي وراء الأمن في المنطقة من أجل تحقيق السلام المستدام والأمن الشامل، فضلا عن إظهار نية الصين في تحمل مسؤولياتها وضخ قوة إيجابية في المنطقة.
وأضاف تشي أن معظم المشاركين في المنتدى أعربوا عن آمالهم في لعب الصين دورا أكبر في قضية أمن الشرق الأوسط، حيث تقيم الصين علاقات ودية وثيقة مع دول المنطقة.
وبدوره؛ قال تشن شياو دونغ مساعد وزير الخارجية الصيني أن سلام العالم لا يستغني عن الأمن في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الجانب الصيني يسعى من خلال المنتدى لتوفير منصة مفيدة للأطراف المعنية لإيجاد الأفكار والسبل الجديدة في مجال حوكمة الأمن في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه؛ قال وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص السابق للشرق الأوسط، إن المنتدى الذي شهد مشاركة مسؤولين وخبراء من كافة المجالات وعدة دول، يعكس اهتمام المنطقة وحاجتها إلى مثل هذه الفرصة والمنصة، حيث كانت المناقشات وتبادلات الآراء بسيطة وبناءة.
وأضاف وو أن إقامة المنتدى يشير إلى بداية جيدة لإنشاء منصة تجمع الأطراف المعنية في الشرق الأوسط للتفاوض والتشاور سعيا وراء إيجاد الأرضية المشتركة من بين الاختلافات والبحث عن السبل المناسبة للتعامل والسعي وراء تحقيق التنمية المشتركة بين دول المنطقة.
والتقى وانغ يي عضو مجلس الدولة، وزير الخارجية الصيني، بعض الحضور على هامش المنتدى، مؤكداً أن الحلول الصينية لأمن الشرق الأوسط تتمثل بالسعي لتحقيق أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام والتخلي عن فكرة الأمن الحصري والمطلق، حيث لاقى الاقتراح توافقا واسعا بين المشاركين نظرا لدوره الذي يصب في صالح تحقيق السلام والأمن الدائمين في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق؛ قال تشي إن المشاركين توصلوا لتوافق في جوانب أخرى تمثلت في: أولا، أهمية تسوية القضايا الساخنة في المنطقة بما فيها القضية الفلسطينية بشكل عادل ومنصف من أجل تحقيق الأمن المستدام. ثانيا وجوب لعب التنمية دورا كاملا في حوكمة الأمن بالمنطقة. ثالثا ضرورة تعزيز مكافحة الإرهاب وحوار الحضارات ودفع التفاهم والتعاون المتبادل والحد من المعايير المزدوجة.
وأكد تشي أن الإرهاب سرطان يهدم بنية العالم، ما يوجب على المجتمع الدولي ضرورة التعاون الثابت لمكافحته والقضاء عليه. كما يجب الاستماع إلى آراء دول المنطقة بشأن المطالب والمخاوف المتعلقة والعمل على مساعدتها في رفع قدرتها على مكافحة الإرهاب.
وبدوره أكد وو أن علاقة التنمية والأمن في المنطقة تلقى اهتماما كبيرا حيث أثارت نقاشا واسعا بين المشاركين خلال المنتدى، مشيرا إلى أن العديد من المشاكل الموجودة في الشرق الأوسط أسبابها تنموية ومخارجها تنموية أيضا.
وفي هذا السياق؛ قال إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق خلال الجسلة الافتتاحية للمنتدى، إن الصين تقف دائما مع دول منطقة الشرق الأوسط وشعوبها التي تواجه تحديات ناتجة عن الإرهاب واللاجئين وتدخل القوات الخارجية، حيث تزيد تلك التحديات العقبات أمام عملية إرساء السلام واستقرار الأمن، مشيرا إلى تمسك والتزام الصين بالتوصل إلى تسوية سياسية للقضايا ذات الصلة من خلال التفاوض والتشاور، الأمر الذي يتحلى بأهمية كبرى تجاه أمن واستقرار المنطقة.
من جانبه، أشار جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأردني السابق إلى المنجزات الكبيرة التي حققتها الصين على مدار أكثر من 40 عاما منذ تبني سياسة الإصلاح والانفتاح، حيث ترغب الدول العربية في الاستفادة من خبرات الصين في تطوير الاقتصاد، ما يوفر حياة أجمل لمواطني المنطقة، معربا عن أمله في تقديم الصين مساهامات أكبر في تحقيق أهداف منطقة الشرق الأوسط في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وقال تشن شياو دونغ إن الشرق الأوسط جزء هام لتبادل وتفاعل الصين مع العالم، ودائما ما تولي الصين أهمية بالغة لقضايا المنطقة حيث تشارك فيها بفعالية، وتعمل على تعميق العلاقات بينها وبين دول المنطقة، وتسعى لتوسيع نطاق التعاون ذي المكاسب المتبادلة والفوز المشترك، بهدف تحقيق مصالح الشعب الصيني وشعوب المنطقة.
وأشار تشن إلى رغبة الصين في بذل جهود مشتركة مع الأطراف المعنية في الحفاظ على الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، للمساهمة في دفع السلام المستدام والأمن الشامل في العالم.
وقال تشي: "إن دول الشرق الأوسط كانت مهدا لحضارات عريقة عديدة وحضنت تاريخا مجيدا، فليس هناك سبب ألا نثق بمستقبل جميل لهذه الدول".