تقرير اخباري: تقنية التعرف على الوجه تثير مخاوف الخصوصية في الصين

4 ديسمبر 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بسبب عدم رغبته في استخدام نظام التعرف على الوجه في بوابة التذاكر، قام قوه بينغ، الأستاذ المشارك في جامعة تشجيانغ للعلوم والتكنولوجيا دعوى قضائية ضد حديقة هانغتشو للحيوانات البرية. وهي أول دعوى قضائية تتعلّق بتقنية التعرف على الوجه في الصين، مما سلّط الجدل مرة أخرى على هذه التكنولوجيا الجديدة.

مع تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، تم تطبيق تكنولوجيا التعرف على الوجوه على المزيد من المجالات، مثل تشغيل الهاتف، والدفع الإلكتروني، وممرات التفتيش وغيرها. ووفقا للبيانات الصادرة عن معهد "بروسبكتيف اندستري" للأبحاث، فإن حجم سوق تكنولوجيا التعرف على الوجه في الصين قد بلغ 3.45 مليار يوان في عام 2019. ومن المتوقع أن يحافظ هذا السوق على معدل نمو يزيد عن 20٪ خلال السنوات الخمس المقبلة، ليصل إلى حوالي 10 مليارات يوان بحلول عام 2024.

ومع ذلك، مازالت الخصوصية والأمان والقضايا الأخرى المتعلقة بالتعرف على الوجوه تثير جدلا واسعا داخل الرأي العام. فكيف يمكن تحقيق التوازن بين الأمن والخصوصية والراحة؟

حسب لين دونغ داي، مدير معهد هندسة المعلومات بالأكاديمية الصينية للعلوم ومختبر القضايا الرئيسية للأمن الوطني للمعلومات، فإن تقنية التعرف على الوجه ليست مشكلة في حد ذاتها، فهي توفر الكثير من عوامل الراحة لحياة الناس. ويتطلب تطوير التقنيات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي قدرًا كبيرًا من البيانات وتتضمن بالضرورة المعلومات الشخصية. وفي الوقت الحالي، يصل معدل دقة التعرف على الوجه بالكمبيوتر إلى 99.15٪، لكن ذلك لا يزال ينتمي إلى نوع من التطابق الغامض. لذلك يوصى في الحالات التي تتضمن معلومات مهمة مثل الخصوصية والملكية الشخصية، باعتماد طرق تعرف متعددة.

في هذا الصدد يقول لين دونغ داي" يجب على الوكالات ذات الصلة إدارة وصيانة قاعدة بيانات جمع المعلومات الشخصية بشكل صحيح. فبمجرد أن يتم تسريب هذه المعلومات واستخدامها من قبل المجرمين، سيكون لها تأثير اجتماعي سيء للغاية." ونبّه لين دونغ داي المستخدمين إلى ضرورة اليقظة بشأن الغرض من جمع واستخدام هذه المعلومات. مضيفا بأن معلومات الأشخاص يتم في الوقت الحالي جمعها على نطاق واسع.

ومشيرا إلى أن تكنولوجيا التعرف على الوجه ليست ناضجة بما فيه الكفاية، وأن مختلف حلقاتها يجب أن تخضع للضمانات والحماية. بما في ذلك هل يحق للأطراف ذات الصلة تجميع المعلومات، وهل هناك ادارة امانة للمعلومات بعد جمعها وهل يتم استخدامها بشكل قانوني، وهل يحصل صاحب المعلومات على ضمانات. مثلا، يطلب الفندق جملة من المعلومات الشخصية للنازلين، لكن النازل لا يعرف كيف سيتم استعمال معلوماته لاحقا. وحتى ان تم بيعها، فإن المعني بالأمر يبقى دون وحول ولا قوة.

ويعتقد لين دونغ داي أن تكنولوجيا المعلومات تتطور بسرعة كبيرة في الوقت الحالي، ولم تتمكّن القواعد والأخلاقيات واللوائح من مواكبة سرعتها.

"من الضروري إنشاء قاعدة بيانات لمعلومات الوجه والمعلومات الشخصية الأخرى، ولكن كيفية إدارة واستخدام قواعد البيانات هذه يتطلب قواعد وقيود قانونية واضحة. في أي المجالات يمكن استخدام تقنية التعرف على الوجه، وماهي القواعد التي يجب احترامها أثناء استعمال هذه التكنولوجيا. كل هذا يحتاج إلى المزيد من النصوص القانونية الواضحة"، يقول لين دونغ داي.

يعتقد ليو داه ليانغ، مدير مركز آسيا والمحيط الهادئ لأبحاث القانون السيبراني والأستاذ بكلية الحقوق بجامعة بكين للمعلمين، أن التكنولوجيا محايدة، ومن يحتاج إلى التحكم هم مستخدموها، ولا يمكن النظر بشكل سلبي إلى هذه التقنية وإلا فسيتحول ذلك إلى عائق أمام التقدم التكنولوجي.

" أحيانا يتم تضخيم سلبيات تقنية التعرف على الوجه، والآن بات الناس يتأثرون بمختلف المعلومات، وهو ما شكل نظرة غير عقلانية للذكاء الاصطناعي. في حين يتمثل هدف تقنية التعرف على الوجه في تخزين ملامح الوجه، للتحقق من هوية الأشخاص بشكل دقيق وفعال. إن استخدام تقنية التعرف على الوجوه يمكن أن يحسن كفاءة المجتمع بأكمله دون التسبب في أي ضرر للناس. والتهديد الحقيقي لأمن المعلومات الشخصية هو إساءة استخدامها"، يقول ليو داه ليانغ.

في الوقت الحاضر، يشارك داه ليانغ في صياغة التشريعات المتعلقة بمنع إساءة استخدام المعلومات الشخصية. وهو يرى أن أنواع وأساليب ومواضيع إساءة استخدام معلومات الوجه يجب أن تحدد في القانون، وذلك لإصدار الأحكام والعقوبات المقابلة. ويضيف بأنه من الضروري تحسين التشريعات وتعزيز الرقابة لجعل هذه التكنولوجيا أكثر استجابة للمعايير وتطبيقها بشكل صحيح لفائدة المجتمع.