مقالة : طريق الحرير الرقمي: بناء جسر لتقاسم نتائج التنمية بين الصين والشرق الأوسط

بكين 24 سبتمبر 2019 (شينخوا) ربط طريق الحرير القديم الصين بمنطقة الشرق الأوسط تجاريا وثقافيا وشعبيا منذ قديم الزمان، ومع تطور العصور وتقدم صناعة المعلومات والاتصالات، جاء طريق الحرير الرقمي في إطار البناء المشترك للحزام والطريق، وصار جسرا للوصول إلى مجتمع ذي مستقبل مشترك حيث يتشارك الجانبان نتائج التنمية ويستفيدان من تعاونهما الثنائي.

-- الاقتصاد الرقمي: حافز جديد لطريق الحرير القديم

في العصر الراهن، أصبح الاقتصاد الرقمي محركا مهما للنمو الاقتصادي العالمي. وفي إطار البناء المشترك للحزام والطريق، وضعت تكنولوجيا المعلومات طريقا سريعا افتراضيا لتنمية البلدان المعنية، هو "طريق الحرير الرقمي" الذي يشجع على ربط البلدان في جميع أنحاء العالم باستمرار، ويوفر قوة دافعة لا تنضب للتنمية المستدامة في العالم. يهدف طريق الحرير الرقمي إلى إنشاء فضاء إلكتروني أكثر انفتاحا وسلاما وأمانا وابتكارا، من أجل بناء طريق الحرير عبر الإنترنت، بما يسهل النمو العالمي ودفع الرخاء المشترك.

جاء طريق الحرير الرقمي على أساس تعميق التعاون الدولي في الاقتصاد الرقمي، حيث تقوم الدول المشاركة بتشييد البنية التحتية للاتصالات، وتعزيز تبادل المعلومات، وتوثيق التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات، ودفع الخدمات الاقتصادية والتجارية عبر الإنترنت، وتشجيع التبادلات الإنسانية بين البلدان والمناطق على طول الحزام والطريق.

أشار عضو الأكاديمية الصينية للهندسة سون جيو لين، إلى أن طريق الابتكار العلمي والتكنولوجي يحتاج إلى أن تتجاوز البلدان المعنية على طول الحزام والطريق، الحدود الوطنية والاختلافات الثقافية، والقيود الأخرى، بما يتيح بناء طريق الحرير الرقمي وتعزيز فرص وصول "الحكمة الصينية" إلى العالم.

الجدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة، أنشأت الصين والدول والمناطق على طول الحزام والطريق، وخاصة دول الشرق الأوسط، حدائق التعاون الصناعية ومراكز البيانات بشكل مشترك. بالإضافة إلى ذلك، دخل التعاون التقني والتكنولوجي بين الجانبين مرحلة جديدة، وبدأ إنشاء مراكز ثنائية لنقل التكنولوجيا، كما تم إنشاء آلية لتبادلات التكنولوجيا والتعاون فيها، ويسعي الجانبان إلى تعميق التعاون في مختلف المجالات مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، مما يعزز الابتكار التكنولوجي وتحديد المعايير وتنمية الصناعات بصورة فعالة.

ذكر رئيس مركز التعاون الدولي التابع للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين هوانغ يونغ، أن بناء طريق الحرير الرقمي ليس مجالا جديدا للصين لتشجيع جولة جديدة من الانفتاح على المستوى الأرفع والتنمية المدفوعة بالابتكار فحسب، بل أيضا توفير محرك جديد لبناء الحزام والطريق. متابعا أن الصين تمتلك الإرادة والقدرة على المساهمة في التحول الرقمي العالمي عن طريق تقديم حكمة الصين وحلولها وأفكارها.

-- طريق الحرير الرقمي: يضرب جذوره في الشرق الأوسط

في النسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للإنترنت، أطلقت الإدارات المعنية من الصين والسعودية وتركيا والإمارات مبادرة التعاون الدولي للاقتصاد الرقمي على طول الحزام والطريق، مما يمثل فتح صفحة جديدة في التعاون الاقتصادي الرقمي في إطار مبادرة الحزام والطريق.

في فبراير هذا العام، وقعت شركة الاتصالات البحرينية (VIVA) وشركة (هواوي) الصينية مذكرة تفاهم بشأن التغطية الكاملة لخدمة الجيل الخامس (5G). وقال محمد آل خشيل، الرئيس التنفيذي آنذاك لشركة (VIVA) البحرين: "قررنا أخذ زمام المبادرة في نشر تكنولوجيا الاتصالات هذه، مما يجعل البحرين واحدة من أوائل الدول في العالم التي تنشر شبكة الجيل الخامس".

وهذا يعني أنه في المستقبل، لا توفر خدمة 5G للهاتف المحمول والخدمة الثابتة اللاسلكية من شركة (VIVA) البحرينية، ألعاب الواقع الافتراضي وتجربة الفيديو ثلاثي الأبعاد عالية الوضوح التي تصل إلى 8K للمستخدمين فحسب، بل تقدم أيضا منصة لتحقيق تطبيقات المنزل الذكية والذكاء الاصطناعي وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك، في بداية شهر إبريل من هذا العام، أوضح التقرير الخاص بتجربة اختبار نظام "بيدو" الصيني للملاحة بالأقمار الاصطناعية، في المنطقة العربية، والذي أصدره الجانبان الصيني والعربي بصورة مشتركة، أن هناك 8 أقمار "بيدو" في الفضاء فوق الدول العربية، مع دقة تحديد المواقع تصل لأفضل من 10 أمتار، الأمر الذي يعني القدرة على تقديم خدمة ملاحة عالية الجودة للبلدان العربية، كما يوفر فوائد ملموسة للشعوب المحلية في مجالات الزراعة والنقل، والحد من مخاطر الكوارث والسلامة العامة.

-- التنمية الرقمية: آفاق المنفعة المتبادلة للجميع

في الوقت الحاضر، وعلى نفس طريق الحرير، تغيرت الصيغ التجارية بهدوء، وأصبحت التجارة الذكية والرقمية نماذج جديدة. ودفع تقدم الاقتصاد الرقمي السريع تطور الصناعة المالية الرقمية. الآن، تم توسيع العديد من تطبيقات الدفع الصينية عبر الهاتف المحمول في الخارج، لمشاركة الخدمة المريحة لـ"محفظة الهاتف المحمول" مع العالم.

ومثال على ذلك موقع التسوق عبر الحدود (jollychic ) الذي أسسته شركة (تشييو) لتكنولوجيا المعلومات المحدودة بمقاطعة تشجيانغ الصينية، حيث تعتمد هذه الشركة على نظامها التسويقي والعملياتي الذكي "دماغ البيانات"، لإجراء التسوق الدقيق، فأصبح موقع (jollychic) واحدا من أكثر مواقع التسوق استقبالا في الشرق الأوسط. علاوة على (تشييو)، تزدهر العديد من منصات التجارة الإلكترونية الأخرى التي أنشأتها الشركات الصينية أيضا في المنطقة.

لقد أصبحت الصين الشريك التجاري الرئيسي للدول العربية، ومع استمرار تطور مبادرة الحزام والطريق، سيتم تعميق العلاقة بين الصين والشرق الأوسط. في الوقت نفسه، سوف يتيح طريق الحرير الرقمي مزيدا من الإمكانيات لسوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط.

قال نافين جوزيف، مسؤول منصة (iMile) لخدمة التجارة الإلكترونية، إن مبادرة الحزام والطريق توفر حافزا دافعا لتنمية منطقة الخليج والشرق الأوسط. مضيفا أن سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط تشهد نموا سريعا، وستوفر مبادرة الحزام والطريق لهذه السوق طاقة أكبر وتجعلها أقوى. في الوقت ذاته، شجّعت مبادرة الحزام والطريق أيضا التحول الرقمي في الشرق الأوسط، وقدمت فرصا للتنويع الاقتصادي للبلدان التي كانت تعتمد لفترة طويلة على تصدير واحد، وكذلك دمج اقتصاداتها في شبكة منفتحة.