تقرير إخباري: مصر تستضيف اجتماعا لأعضاء البرلمان الليبي من أجل توحيد رؤاهم إزاء الأزمة في ليبيا

القاهرة 19 أكتوبر 2019 (شينخوا) عقد أعضاء مجلس النواب الليبي اليوم "السبت"، اجتماعا في مقر البرلمان المصري بالقاهرة، بهدف توحيد جهودهم ورؤاهم إزاء الأزمة الليبية، وذلك تحت رعاية مصرية.

ويأتي هذا الاجتماع بناء على دعوة من مجلس النواب المصري، وهو الثاني الذي تستضيفه القاهرة، حيث سبق أن استضافت الاجتماع الأول في يوليو الماضي.

وأكد وكيل أول مجلس النواب المصري محمود الشريف، في مستهل الجلسة الافتتاحية للاجتماع، "دعم مصر بكافة مؤسساتها لتحقيق وحدة واستقرار ليبيا، واستعدادها لتقديم كافة الإمكانيات الضرورية لإنجاح الحوار بين أعضاء مجلس النواب الليبي من أجل رأب الصدع، وتحقيق التوافق".

وشدد الشريف، على أن "أبواب البرلمان المصري مفتوحة في كل وقت لأعضاء مجلس النواب الليبي الشقيق"، حسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط).

وأوضح أن "مصر، حكومة وبرلمانا وشعبا، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تدعم حملة ليبيا للقضاء على الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها، كما ترفض كافة أشكال التدخل في الشأن الليبي".

وأشار إلى "قدرة الشعب الليبي على استعادة دولته القوية وإرساء قواعد الاستقرار في ربوع الوطن الليبي".

بدوره، اعتبر النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري، الذي ترأس الاجتماع، أن العلاقات مع مصر تاريخية، مشيرا إلى أن "مصر وليبيا بلد واحد وشعب واحد".

وقال إن "ليبيا تمر بأزمة، ونأمل من الأخوة (في مصر) دعم استقرارها، والحد من التدخل الخارجي، ومكافحة الإرهاب، وتقريب وجهات النظر بين الليبيين".

ونقل النويري دعوة من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى رئيس البرلمان المصري علي عبد العال لزيارة ليبيا، لتعزيز أواصر الروابط ما بين الجانبين.

بينما قال سعد الجمال عضو البرلمان المصري ونائب رئيس البرلمان العربي، إن "ما تمر به الدولة الليبية يؤلمنا ويدمي قلوبنا.. ونتمنى أن تعبر ليبيا كل أزماتها وتعود شعبا واحدا ووطنا واحدا وبرلمانا واحدا".

وأردف أن البرلمان الليبي جسد شرعي يستمد شرعيته المباشرة من الشعب الليبي، مؤكدا أهمية توافق النواب الليبيين جميعا ووقوفهم صفا واحدا للخروج بليبيا من مختلف الأزمات.

واستطرد أن "ليبيا لا يجب أن تصبح مسرحا للعب بعض الصغار إقليميا ودوليا".

في غضون ذلك، رحبت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، اليوم باجتماع نواب البرلمان الليبي في القاهرة.

وأوضح مكتب الإعلام بالقيادة العامة، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع (فيسبوك)، أن "القيادة العامة للقوات المسلحة ترحب بالاجتماع الثاني لأعضاء مجلس النواب الليبي، من أجل توحيد والتآم المجلس وتفعيل دوره، باعتباره السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب والممثل الشرعي الوحيد له".

وأشار إلى أن الجيش يعبر عن أمله في أن تكلل هذه المساعي بالنجاح، معبرا عن شكره للقيادة المصرية على تضامنها ووقفوها مع الشعب الليبي.

وكانت اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالملف الليبي، قد دعت إلى عقد الاجتماع الثاني للنواب الليبيين في القاهرة لتقريب وجهات النظر بينهم، خاصة بعد الانقسام الأخير الذي تسببت فيه الحرب على العاصمة طرابلس.

ويعقد أكثر من 40 نائبا بمجلس النواب الليبي، مناهضين للمشير حفتر والعملية العسكرية التي يشنها للسيطرة على طرابلس، جلسات منذ مطلع مايو الماضي في طرابلس ردا على موقف رئاسة البرلمان في طبرق الداعم لعملية الجيش في العاصمة.

وقرر النواب في طرابلس، تعيين الصادق الكحيلي رئيسا مؤقتا للبرلمان لمدة 45 يوما، وأعلنوا مقاطعتهم لاجتماعات البرلمان في طبرق، شرق البلاد.

وتواصل قوات "الجيش الوطني" هجوما منذ الرابع من أبريل الماضي للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، التي أعلنت من جانبها إطلاق عملية "بركان الغضب" لصد الهجوم.

وتسببت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 شخصا، وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، بالإضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.